الشقيقة (Migraine) هي نوع من الصداع يمكن أن يسبب ألمًا شديدًا خفقانًا أو إحساسًا بالنبض، وعادةً ما يؤثر هذا الألم في جانبٍ واحدٍ من الرأس، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بعددٍ من الأعراض كالغثيان، والقيء، والحساسية الشديدة للضوء والصوت.[١]


لماذا سميت الشقيقة بهذا الاسم؟

اشتُق مصطلح الشقيقة من الكلمة اللاتينية "hemicrania"، وتعني شقيّ أو نصفيّ الرأس أو الجمجمة، ولقد استُخدم هذا المصطلح لأول مرة من قِبل جالينوس بيرغامون لوصف الألم الذي يشعر به جانب واحد من الرأس خلال نوبات الشقيقة، كما أشار إلى أن الألم نشأ في السحايا والأوعية الدموية في الرأس.[٢]


تاريخ الشقيقة

الشقيقة هي واحدة من أقدم الحالات الصحية التي عرفتها البشرية؛ إذ سُجّلت بعض الحالات المبكرة من الصداع المؤلم من قِبل المصريين القدماء، ويعود تاريخها إلى 1200 قبل الميلاد، وفي حوالي 400 قبل الميلاد سُجّلت حالات أخرى، ومع ذلك يعود الفضل في اكتشاف الشقيقة إلى الطبيب أريتايوس القبادوقي، والذي وصف في القرن الثاني الصداع أُحادي الجانب الذي يعد نموذجيًا للشقيقة بالإضافة إلى القيء المصاحب له، كما وصف الفيلسوف المسلم الشهير ابن سينا ​​الشقيقة في كتابه "القانون في الطب"، وأوضح كيف يؤدي النظام الغذائي، والأصوات، والضوء إلى تفاقم الألم الذي يشعر به المصاب خلال نوبة الشقيقة، كما أشار أبو بكر محمد بن زكريا الرازي إلى وجود علاقة بين الشقيقة والهرمونات، وفي أواخر الثلاثينات من القرن الماضي ذكر جراهام وولف أن حامض الإرغوتامين يمكن أن يخفف الشقيقة، وأخيرًا في عام 1950 صمم هارولد وولف نهجًا تجريبيًا لاستكشاف الدماغ، واقترح أن تشوهات الأوعية الدموية مرتبطة بالشقيقة.[٢]


ما مدى شيوع الشقيقة؟

الشقيقة حالة صحية شائعة تصيب حوالي 1 من كل 5 نساء، وحوالي 1 من كل 15 رجلاً، وعادةً ما تبدأ في مرحلة البلوغ المبكر.[٣]


هل الشقيقة حالة تستمر مدى الحياة؟

نعم، فالشقيقة بالنسبة للعديد من المصابين بها واحدة من الحالات الصحية المزمنة التي تقلل بشكلٍ كبيرٍ من جودة حياتهم، ويعاني أكثر من 4 ملايين بالغ من الشقيقة المزمنة يوميًا، والتي تحدث لمدة 15 يومًا على الأقل في الشهر، ومن أكثر الأسباب الشائعة لتحوّل الشقيقة العَرَضية إلى مزمنة هو الإفراط في استخدام الأدوية.[٤]


هل الشقيقة حالة صحية خطيرة؟

لا، فعلى الرغم من أن الكثيرين يصفون الشقيقة بأنها حالة صحية مؤلمة تؤثر في نوعية حياتهم، إلا أنها ليست خطيرة بخلاف ذلك.[٥]


دواعي زيارة الطبيب بشأن الشقيقة

غالبًا لا تُشخّص الشقيقة ولا يمكن علاجها تمامًا، وإذا كان المصاب يعاني من علامات وأعراض الشقيقة بانتظام، فعليه الاحتفاظ بسجل يُدوّن فيه ملاحظات متعلقة بالنوبات، وكيفية علاجه لها، ثم يُحدد موعدًا مع الطبيب لمناقشة الصداع خاصةً إذا تغيّر نمطه أو اختلف فجأةً، ومن الأعراض التي تتطلب مراجعة الطبيب فورًا أو الذهاب للمستشفى، والتي قد تشير لمشكلةٍ صحيةٍ أكثر خطورة ما يلي:[١]

  • صداع حاد ومفاجئ.
  • صداع مصحوب بارتفاع في درجة الحرارة، أو تصلّب في الرقبة، أو ارتباك، أو نوبات، أو ازدواجية الرؤية، أو خدر أو ضعف في أي جزءٍ من الجسم، وقد تكون هذه الأعراض علامةً على حدوث سكتة دماغية.
  • صداع بعد إصابة في الرأس.
  • صداع مزمن يزداد سوءًا بعد السعال، أو الجهد، أو الإجهاد، أو الحركة المفاجئة.
  • صداع جديد يحدث بعد سن الـ 50.


المراجع

  1. ^ أ ب "Migraine", mayoclinic, 2/7/2021, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Ananya Mandal (27/2/2019), "Migraine History", news-medical, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  3. "Overview -Migraine", nhs, 10/5/2019, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  4. "Raising Money for MIGRAINE RESEARCH", migraineresearchfoundation, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  5. "Is migraine a dangerous disease?", American Academy of Neurology, 23/2/2010, Issue 74, Folder 8, Page 1. Edited.