يعدّ الصّداع النّصفي أو الشّقيقة (Migraine) اضطرابًا معقدًا شائعًا يصيب امرأةً واحدة من بين كلّ 5 نساء، بينما يصيب رجلاً واحدًا من بين كلّ 15 رجلاً، إلا أنّه يمكن السّيطرة عليه باستخدام العلاجات المناسبة، وهو ما سنتطرّق إليه في المقال.[١][٢]


علاج الشقيقة

لا يوجد علاجٌ محدد للشقيقة حتى الآن، وتهدف جميع الأدوية المُتاحة إلى إيقاف الأعراض أو منعها أو تخفيف حدّتها،[٣] ومن خيارات العلاج المُتاحة:[٤]


الأدوية المُعالِجة للأعراض

تُستخدَم هذه المجموعات الدّوائية أثناء التعرّض لنوبات الشّقيقة بهدف تخفيف حدّة الأعراض أو وقفها،[٤] وتزداد فعاليتها كلّما تمّ الإسراع في تناولها فور الشّعور بأعراض الشقيقة،[٥] ومن أهمّها ما يلي ذكره:

  • الباراسيتامول (Paracetamol): وذلك بتناول قرصين من عيار 500 ميلليغرام، وتكرار هذه الجرعة بعد أربع ساعات عند اللزوم.[٦][٧]
  • مسكّنات الألم: من الأمثلة عليها الإيبوبروفين (Ibuprofen)، والأسبرين (Aspirin) والنابروكسين (Naproxen)، مع ضرورة الالتزام بالجرعات المحددة لكلّ دواءٍ وعدم تجاوزها؛ وذلك كَوْن تناول هذه المسكّنات بشكل مستمر سيؤدي إلى الإصابة بالصداع النّاتج عن الاستعمال المُفرِط للأدوية.[٦][٧]
  • التريبتانات: توازن هذه الأدوية على مُعادلة النواقل العصبية في الدماغ، وتُستخدَم في حال فشل الاستجابة للمسكّنات السّابقة، وتتميّز بسرعة مفعولها، كما أنها تتوافر بأشكالٍ صيدلانية متعددة كالأقراص الفموية، وبخاخات الأنف، والحقن، ولصقات الجلد، ومن الأمثلة عليها:[٨][٧]
  • سوماتريبتان (Sumatriptan)، مثل إيميجران (®Imigran).
  • ريزاتريبتان (Rizatriptan)، مثل أورزيبان (®Orziban).
  • زولميتريبتان (Zolmitriptan)، مثل زوميتان (®Zomitan).
  • ألموتريبتان (Almotriptan)، مثل زيرسا (®Zersa).


  • يُمنَع استخدام أدوية التريبتان من قِبَل الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.[٨]
  • يُمنَع استخدام جرعةٍ ثانية من التريبتانات دون استشارة الطبيب، وذلك في حال عدم ملاحظة أيّ تحسّن على الإطلاق.[٧]



  • أدوية أخرى؛ وهي:
  • ثنائي هيدروإرغوتامين (Dihydroergotamine): تتوافر على شكل بخاخٍ للأنف أو حقن وريدية، ويكون هذا الدواء أكثر فاعلية عند تناوله بعد وقتٍ قصير من الإحساس بالألم الذي يستمرّ مدة تزيد عن 24 ساعة.[٩]
  • الأدوية المضادة للغثيان: تستخدم هذه الأدوية في حالات أعراض الغثيان والتقيؤ المرافقة للشقيقة، وفي العادة يصف الطبيب هذه الأدوية مع مسكّنات الألم، ومن الأمثلة عليها بروكلوربيرازين (Prochlorperazine)، وميتوكلوبراميد (Metoclopramide).[٩]
  • لاسميديتان (Lasmiditan): هو أحد الأدوية الجديدة المخصّص لتخفيف آلام الشّقيقة.[١٠]
  • مضادات مستقبل الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP): ومن الأمثلة عليها؛ أوبروجيبانت (Ubrogepant)، ورايميبجانت (Rimegepant)، وهي معتمدةٌ لعلاج الشّقيقة عند البالغين.[١٠]
  • المسكنات المخدرة (الأفيونات): تُوصَف هذه الأدوية في حالات عدم الاستجابة للأدوية السّابقة أو في حال عدم القدرة على استخدامها؛ وذلك لإمكانية تسبّب هذه المجموعة بحالة الإدمان.[١٠]
  • العلاج الهرموني: يساهم العلاج الهرموني في التّخفيف من حدّة أعراض الشقيقة لدى النساء اللواتي تكون الشّقيقة مرتبطة بدورة الطمث لديهن.[٥]


الأدوية الوقائية

تُستخدَم هذه الأدوية بانتظام وبشكل يومي حتى في حالة عدم الشّعور بالصّداع، لتقليل حدة النوبات والحدّ من تكرارها، ويُوصَى باستخدامها في الحالات التي تعاني من نوبات صداعٍ متكررة ولفتراتٍ طويلة ولا تستجيب بشكلٍ جيد للعلاج، وفيما يأتي نتطرق لذكر بعض هذه الأدوية الوقائية:[١١][١٢]

  • الأدوية المعالجة لارتفاع ضغط الدم: وتشمل حاصرات بيتا مثل بروبرانولول (Propranolol)، وحاصرات قنوات الكالسيوم مثل فيرباميل (Verapamil).
  • مضادات الاكتئاب: كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتحديدًا دواء أميتريبتيلين (Amitriptyline)، مثل أميرام (®Amiram).
  • مضادات التشنجات: على سبيل المثال فالبروات (Valproate)، وتوبيراميت (Topiramate).
  • حقن البوتوكس: تساعد حقن البوتوكس كلّ 12 أسبوعًا تقريبًا في الوقاية من الشّقيقة لدى بعض البالغين.
  • الأجسام المضادة أحادية النسل لمستقبل الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: وهي حقن دوائية حديثة تعطى شهريًا.



تحذير: لا تعدّ الأدوية الوقائية آمنة أثناء الحمل، لذلك على الحوامل واللواتي يخططن للحمل استشارة الطبيب لوصف الدواء الأنسب لحالتهن.


[١٣]


العلاجات المنزلية والممارسات اليومية

يمكن اتباع مجموعةٍ من النّصائح لتهدئة آلام الشقيقة والسّيطرة عليها منزليًا، وتشمل ما يلي:[٤][١٤]

  • التوجّه إلى غرفةٍ هادئة ومظلمة والرّاحة عند الشّعور بالأعراض.
  • وضع قطعة قماشٍ باردة أو كيس ثلج ملفوف بقطعة قماشٍ نظيفة على الجبهة للتخفيف من الصداع.
  • الإكثار من شرب الماء.
  • وضع جدول لمواعيد النوم وتناول الطعام والالتزام به.
  • ممارسة الرياضة بانتظام؛ وخصوصًا التمارين الهوائية مثل المشي والسباحة وركوب الدراجات، مع الحرص على الإحماء ببطء، لأنّ التمرينات المفاجئة والمكثفة يمكن أن تسبب الصداع، كما يفضّل استشارة الطبيب قبل البدء بممارسة هذه التمارين.
  • تجنب الأطعمة والمشروبات التي تُحفّز نوبات الشّقيقة لدى المُصابين؛ مثل الكافيين، والكحول، والجبن.
  • الاسترخاء والتقليل من التوتر.


العلاجات البديلة

من الممكن أن تساعد العلاجات غير التّقليدية في تهدئة الألم الناجم عن الشّقيقة، بما في ذلك:

  • الوخز بالإبر الصينية: وهو شكل من أشكال العلاج الذي يتضمن إدخال إبر رفيعة جدًا عبر جلد الشخص في نقاط محددة من الجسم، وإلى أعماق مختلفة.[١٤]
  • الارتجاع البيولوجي: يتمّ في هذه التقنية تعلّم كيفية التحكم بالاستجابات الجسدية المتعلقة بالتوتر.[١٥]
  • العلاج السلوكي المعرفي: يفيد هذا النوع من العلاج في معرفة تأثير السلوكيات والأفكار في إدراك الألم وكيفية التعامل معه.[١٦]
  • التأمل وممارسة اليوغا: وذلك للتخفيف من التوتر، وبالتالي تقليل تكرار حدوث النوبات ومدّة استمرارها.[١٧]
  • الفيتامينات والأعشاب: على سبيل المثال الزنجبيل واليانسون، وفيتامين (ب12) ومكمّلات (Q10).[١٨][٥]
  • المغنيسيوم: يتوافر المغنيسيوم في الخضراوات ذات الخضراء داكنة اللون والحبوب الكاملة والمكسّرات، أو يمكن تناول مكمّلات المغنيسيوم.[١٩]


ما أفضل علاج للشقيقة؟

لا يوجد ما يُسمّى بأفضل دواء للشقيقة، إذ تختلف الاستجابة للأدوية من شخصٍ لآخر، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى تجربة الدواء قبل العثور على ما يُناسِبهم، وتعتمد عملية اختيار العلاج المناسب على عدّة عوامل، من أبرزها:[٣][١٩]

  • شدة الصداع ومدى تكراره.
  • وجود حالات مَرَضية أخرى لدى المصاب.
  • مدى تأثير نوبات الصّداع على قدرة المُصاب للقيام بالأنشطة اليومية.
  • الأدوية الأخرى التي يتناولها المُصاب.


هل الشّقيقة من أعراض فيروس كوفيد-19؟

نعم. فالصّداع الشديد والشّقيقة من أعراض فيروس كوفيد-19 النّاتجة بالغالب عن استجابة الجسم المناعية تجاه الفيروس، والتي لا يمكن تحديد مدة استمراريتها فهي تختلف من حالةٍ لأخرى، إذ قد لُوحِظ أنَّ 60% من الأشخاص المُصابين بالشّقيقة ازدادت النّوبات لديهم بعد الإصابة بفيروس كورونا و10% منهم تحوّلت لديهم الشّقيقة إلى حالةٍ مزمنة بينما 15% الباقية قلّ تكرار النّوبات لديهم.[٢٠]

المراجع

  1. "Migraine Headache", medscape, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  2. "Overview -Migraine", www.nhs.uk, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "What Is Migraine?", webmd, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Migraine", drugs, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Migraine", medlineplus, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "How to Treat Migraine and Get Pain Relief", everydayhealth, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Migraine Medication, Treatment and Prevention", patient, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Migraine", womenshealth, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Migraine", mayoclinic, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت "Migraine with aura", middlesexhealth, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  11. "Migraine with aura", beaconhealthsystem, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  12. "Migraine With Aura", sparrow, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  13. "Migraine with aura", middlesexhealth, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  14. ^ أ ب "Everything you need to know about migraine", medicalnewstoday, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  15. "What Is Biofeedback?", verywellmind, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  16. "Cognitive Behavioral Therapy May Help Ease Migraines", migraineagain, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  17. "Meditation and Yoga May Ease Migraine Symptoms, Study Shows", verywellmind, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  18. "10 Natural Ways to Reduce Migraine Symptoms", healthline, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  19. ^ أ ب "Migraine Medications and Treatments", www.singlecare.com, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  20. "The Link Between COVID-19 and Migraines", baptisthealth, Retrieved 11/11/2021. Edited.