ما هو الصداع النصفي؟

الصّداع من الحالات الطّبيّة التي تصِف ألم الرأس، ويكون ألم الصّداع النّصفي (Migraine) على شكل خفقان في جوانب الرأس، ويتمركز الوجع في مناطق معينة كخلف الأُذن أو العين أو عند الصدغين وقد يؤثر في أي منطقة أُخرى في الرأس أيضًا، كما يمكن أن يُسبب الصداع النصفي أعراض أُخرى كالغثيان والتقيؤ.[١]


أسباب الصداع النصفي

السبب الرئيسي لحُدوث الصداع النصفي غير معروف، لكن يعتقد بعض العلماء أنّه نتيجة خلل في عمل بعض الأعصاب في الدماغ ما يؤدي إلى إرسال إشارات عصبية خاطئة، وهذا بدوره يؤثر في الجهاز العصبي المسؤول عن التحكم في الشعور بالألم، ولكن اجتمَع العُلماء أنّ الصّداع النّصفي يحدُث نتيجةً لمُحفّزات مُعيّنة.[٢]


مُحفزات الصداع النصفي

قد تختلف الأسباب التي تُحفز نوبة الصداع النصفي من شخصٍ لآخر، وهذا يتضمن:

  • تناول بعض الأطعمة، كالشوكولاتة، أو الجبن، أو غيرها.[٣]
  • استهلاك بعض المنتجات الغذائية والمواد المُضافة مثل غلوتاميت أحادي الصوديوم (Monosodium glutamate)، أو النيترايت والنايتريت (Nitrates and nitrites) المُستخدمة في تصنيع بعض منتجات اللحوم المُصنّعة مثل الهوت دوغ (النقانق)، والمُحليّات الصناعية.[٣]
  • اضطرابات النوم، كعدم انتظام نمط النوم اليومي أو النوم لعدد ساعات أطول أو أقصر من اللازم.[٣]
  • التغيرات الهرمونية؛ فقد يرتبط حدوث نوبة الصداع النصفي لدى بعض النساء بالدورة الشهرية، أو بمرحلة انقطاع الطمث، أو مع استخدام أدوية تنظيم النسل المحتوية على هرمونات أُنثوية أو العلاج الهرموني البديل.[٤]
  • القلق أو التوتر، سواءً كان ضمن بيئة العمل أو المنزل، وقد يكون مصدر القلق هو ممارسة تمارين رياضية مُفرطة أو عدم الحصول على ساعات نوم كافية.[٤]
  • المُنبهات المرتبطة بالحواس الخمسة قد تُحفّز نوبة الصداع النصفي مثل الأصوات العالية، أو الأضواء الساطعة كأشعة الشمس أو ضوء الفلاش، أو الروائح القوية كرائحة الدهان أو بعض العطور.[٤]
  • قد يرتبط استخدام بعض الأدوية بالصداع النصفي.[٤]
  • فترات المرض مُنّبه لحدوث الصداع النصفي خاصةً عند الأطفال كالإصابة بالإنفلونزا أو الرشح.[٤]


أعراض الصداع النصفي

العرَض الذي يُميّز الصّداع النّصفي هو الألم النّابض في الرأس، ويحدُث في إحدى جانبيه عادة، وقد يصاحبه أعراض أُخرى مثل: الغثيان أو التقيؤ أو فقدان الشهية، ويمكن أن تؤدي بعض العوامل إلى زيادة حدّة الألم سوءًا كممارسة الأنشطة، أو الأضواء الساطعة، أو الأصوات العالية، هذا ما يُفسر رغبة الأشخاص المصابين بالصداع في طلب الراحة بمكان هادئ ومعتم وبارد.[٥]


عادةً ما تدوم نوبة الصداع النصفي لدى معظم الأشخاص لمدة 4 - 12 ساعة وقد تكون أقصر من ذلك أو أطول.


أعراض تسبق نوبة الصداع النصدفي

قد تُعطي نوبة الصداع النصفي تنبيهًا قبل حدوثها عند بعض الأشخاص، إذ يشعر المُصاب بالصّداع ببعض الأعراض كالتعب، أو الوهن العام، والشعور بالجوع، والعصبية كأعراض تسبق نوبة الصداع النصفي، كما قد يُصاب البعض باضطرابات إدراكية ضمن مرحلة تسبق حدوث نوبة الصداع، وتكون على شكل رؤية أضواء وامضة أو ساطعة كالفلاش أو رؤية خطوط متعرجة أو الشعور بضعف العضلات أو الإحساس الغريب كأن أحداً يلمسك أو يسمك بك، وقد يُخلّف الصداع النصفي الشديد بعض الأعراض بعد انتهاء حدوثه لتشمل الشعور بالتعب الشديد أو الإرهاق الممتد لفترة يوم إلى يومين، لكن من غير الضروري أن يشعر جميع الأشخاص بهذه الأعراض.[٥][٦]




قد تتحسن أعراض نوبة الصداع لدى معظم الأشخاص بالاستلقاء والراحة في مكان معتم.




عوامل خطر الإصابة بالصداع النصفي

تتعدد عوامل الخطر التي تزيد احتمالية الإصابة بالصداع النصفي لتتضمن:[٧]

  • العمر: يبدأ الصداع النصفي لدى معظم الأشخاص عند عمر يتراوح من 10 - 40 عامًا، وتشعر الكثير من النساء أن نوبة الصداع النصفي تزداد سوءًا عند الوصول لعمر الـ 50.
  • الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي من الرجال.
  • التاريخ العائلي: 4 من كل 5 أشخاص مصابين بالصداع النصفي لديهم تاريخ عائلي للإصابة به، مما يُشير إلى تأثير التاريخ العائلي، وإذا كان أحد الوالدين مصابين بالصداع النصفي فإن نسبة إنجابهما لطفل قد يُصاب به هي 50%، أمّا إذا كان كلا الوالدين يعانين من الصداع النصفي فتصل احتمالية إصابة طفلهما بالصُّداع النّصفي إلى 75%.
  • الحالات الصحيّة الأخرى: مثل الاكتئاب، أو اضطراب ثنائي القطب، أو اضطرابات النوم، أو الصرع.




معلومة: هُناك شخص واحد من بين 7 أشخاص مُصاب بالصّداع النّصفي حول العالم.




تشخيص الصداع النصفي

يُشخِّص الطّبيب حالات الصّداع النّصفي بعد أن يسمع الأعراض التي يُعاني منها المُصاب، ويعلَم ما طبيعة الألم الذي يشعُر به المُصاب، وعدد حُدوث نوبات هذا الصّداع وهل تجاوب مع المُسكّنات أم لا، وغيرها من المعلومات، وقد يُجري الطبيب فحص سريري وطبي عام أيضًا.[٨]


علاج الصداع النصفي

على الرغم من عدم وجود علاج جذري للشفاء من الصداع النصفي، إلّا أنّه تتوفر العديد من الخيارات العلاجية التي تساعد على التخفيف من أعراضه، وهذا يتضمن:[٩]

  • مُسكنّات الألم مثل الباراسيتامول (Paracetamol)، والإيبوبروفين (Ibuprofen).
  • دواء إلتريبتان (Eletriptan)، وهو من الأدوية التي تُستخدَم لعِلاج أعراض الصداع النصفي، وهو يعمل عن طريق تضييق الأوعية الدموية في الدماغ، وإيقاف إرسال إشارات الألم إلى الدماغ، ومنع إفراز بعض المواد الطبيعية التي تسبب الألم والغثيان وأعراض الصداع النصفي الأخرى.[١٠]
  • مُضادّات التقيؤ وهي أدوية تساعد على التخفيف من أعراض الغثيان والتقيؤ التي قد تصاحب الصداع النصفي.
  • الأدوية التي تُعطى لحالات نوبات الصّداع النّصفي المُتكررة، مثل:
  • مُضادّات الاكتئاب.[١١]
  • أدوية ضغط الدم.[١١]
  • مُضادّات التشنج.[١١]


طُرق للتّخفيف والوقاية من حُدوث نوبات الصداع النصفي

يُمكن لبعض النّصائح الآتية أن تُساعِد على التّقليل من فُرص الإصابة بنوبات الصّداع النّصفي:[٦]

  • تجنب مصادر القلق واتُباع وسائل التحكم به، كممارسة الرياضية أو اللجوء إلى تقنيات الاسترخاء.
  • تجنّب مُحفّزات الصّداع النّصفي.
  • تنظيم النّوم جيّدًا، وتناوُل وجبات الطّعام الصّحي.
  • استشارة الطّبيب عن إمكانيّة استخدام العِلاج الهرموني للوقاية من نوبات الصّداع النّصفي المُرتبط بالدّورة الشّهريّة.
  • خسارة الوزن في حالات السمنة.




كثير من الأشخاص حريصون على تجربة المزيد من الأساليب الطبيعية للوقاية من الصداع النصفي، وقد ثبت أن المغنيسيوم، والإنزيم المساعد Q10، والريبوفلافين (Riboflavin)، جميعها مُكمّلات تساعد على التخفيف من حُدوث نوبات الصداع النصفي لدى بعض المرضى.




دواعي مراجعة الطبيب

تجب مُراجعة الطّبيب عِند المُعاناة من علامات وأعراض الصداع النصفي بشكلٍ مُستمر ومُنتظِم،[١٢] كما من الأفضل الذّهاب للطوارئ أو زيارة الطّبيب في أسرع وقتٍ مُمكن على الفور في حال المُعاناة من:[١٢]

  • صداع حاد ومفاجئ.
  • صداع مصحوب بحمى، أو تصلب في الرقبة، أو نوبات تشنّجيّة، أو ازدواج في الرؤية، أو خدر أو ضعف في أي جزء من الجسم، مما قد يكون علامة على حدوث سكتة دماغية.
  • صداع بعد إصابة في الرأس.
  • صداع مزمن يزداد سوءًا بعد السعال أو الإجهاد أو الحركة المفاجئة.
  • ألم صداع جديد بعد سن الـ 50.

المراجع

  1. Susan Hutchinson, Peter J. Goadsby,B. Lee Peterlin (1/4/2019), "Migraine", womenshealth, Retrieved 29/9/2021. Edited.
  2. Elana Pearl Ben-Joseph, MD (21/12/2018), "Migraine Headaches", kidshealth, Retrieved 29/9/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Kierstan Boyd (21/5/2021), "What Is Migraine?", aao, Retrieved 29/9/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Migraines", familydoctor, 3/9/2019, Retrieved 29/9/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Migraine"، drugs، 26/1/2021، اطّلع عليه بتاريخ 29/9/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Migraine", medlineplus, 8/8/2018, Retrieved 29/9/2021. Edited.
  7. Melinda Ratini, DO, MS (18/7/2020), "What Is Migraine?", webmd, Retrieved 29/9/2021. Edited.
  8. "What Is Migraine?", americanmigrainefoundation, 21/1/2021, Retrieved 29/9/2021. Edited.
  9. "Migraine", nhs, 10/5/2019, Retrieved 29/9/2021. Edited.
  10. "Eletriptan", medlineplus, Retrieved 12/10/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت Amit M. Shelat (4/2/2020), "Migraine", mountsinai, Retrieved 29/9/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Migraine", mayoclinic, 2/7/2021, Retrieved 29/9/2021. Edited.