ما هي الشّقيقة؟

تُعرف الشقيقة أو ما تُسمى بالصداع النصفي (Migraine) بأنّها حالة صحية تُسبب صداعًا شديدًا، ومتكررًا، وأعراضًا أخرى، وعادةً ما تحدث نوبة الشقيقة على مراحل منفصلة، ومن الممكن أن تستمر النوبة الواحدة لعدّة أيام، وتؤثر الحالات الشديدة منها في قدرة المصاب على أداء وظائفه اليومية بما في ذلك العمل والدراسة، وتختلف مُحفّزات الشقيقة، وشدتها، وأعراضها، ومدى تكرار حدوثها من حالةٍ لأخرى؛ إذ قد يعاني بعض المصابين من نوبةٍ واحدةٍ أسبوعيًا، بينما قد يعاني البعض الآخر من نوباتٍ تحدث بين حينٍ وآخر.[١]


أعراض الشقيقة

تمر نوبة الشقيقة بـ 4 مراحل مختلفة، وليس بالضرورة أن يواجه المصاب المراحل جميعها في كل مرّة تحدث فيها النوبة،[٢] وفيما يأتي توضيحًا لكل مرحلة:

  • البادرة أو البادئة: (Prodome)، تمتد هذه المرحلة لفترة قد تصل إلى 24 ساعة قبل حدوث نوبة الصداع، ومن الأعراض التي قد ترافقها ما يلي:[٢]
  • الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
  • تغيّرات المزاج دون سببٍ معروف.
  • التثاؤب الذي لا يُمكن السيطرة عليه.
  • احتباس السوائل في الجسم.
  • زيادة التبول.
  • الأورة أو الهالة: (Aura)، تحدث هذه المرحلة قبل نوبة الشقيقة أو خلالها، ومن أعراضها:[٢]
  • رؤية ضوء ساطع، أو وميض، أو خطوط متعرجة.
  • ضعف العضلات.
  • شعور المصاب بأن شيئاً ما يلمسه أو يُحاول الإمساك به.
  • نوبة الصداع: يتراوح شدة ألم صداع نوبة الشقيقة ما بين الخفيف إلى النابض، ويُمكن أن ينتقل من جانبٍ واحدٍ من الرأس إلى الجانب الآخر، وقد يؤثر أحيانًا في مقدمّة الرأس، وأحيانًا أخرى في الرأس بأكمله،[٣] وتشمل الأعراض الأخرى المرافقة للصداع ما يلي:
  • الغثيان والقيء.[١]
  • آلام الرقبة.[١]
  • احتقان الأنف.[١]
  • الدوخة.[١]
  • زيادة الحساسية تجاه الضوء، أو الضوضاء، أو الروائح.[٢]
  • ما بعد نوبة الصداع: (Postdrome)، يشعر المصاب بعد انتهاء نوبة الصداع بالإرهاق، والضعف، والتشوش، ومن المحتمل أن تستمر هذه الأعراض ليومٍ واحد.[٢]


أنواع الشقيقة

تُقسم الشقيقة لأنواع متعددة، ومن أكثرها شيوعًا ما يأتي:

  • الشقيقة المصاحبة للهالة: يحدث هذا النوع قبل بدء نوبة الصداع مباشرةً، ويُرافقه علامات تحذيرية على قُرب حدوث النوبة.[٤]
  • الشقيقة بدون هالة: النوع الأكثر شيوعًا من أنواع الشقيقة، ويحدث فجأةً دون أي علاماتٍ تحذيرية.[٤]
  • هالة الشقيقة دون صداع: يُعرف أيضًا بالصداع النصفي الصامت؛ ويعني ذلك ظهور الهالة أو مجموعة من علامات الشقيقة الأخرى دون حدوث نوبة الصداع.[٤]
  • الشقيقة المزمنة: الصداع الذي يستمر لمدّة 15 يومًا على الأقل خلال الشهر الواحد، والبعض قد يستمر لمدّة 3 أشهر.[٥]
  • الشقيقة الناتجة من إصابة الشريان القاعدي: نوع نادر من أنواع الشقيقة المصاحبة للهالة، ويُسبب مجموعةً من الأعراض العصبية كطنين الأذن، والتلعثم، والدوار، والرؤية المزدوجة، وغيرها من الأعراض.[٦]
  • الشقيقة الدهليزية: نوع الشقيقة الذي يتميز بالدوار، والدوخة، ومشاكل في التوازن.[٧]
  • الشقيقة البطنية: عادةً ما تُصيب الأطفال، ومن النادر أن تُصيب البالغين، وتتميز بعدم وجود الصداع، ووجود مجموعة من الأعراض الأخرى كألم المعدة، والغثيان والتقيؤ.[٨]
  • الشقيقة الشللية الشقية: نوع الشقيقة الذي يُسبب ضعفًا مؤقتًا في جانبٍ واحدٍ من الجسم.[٩]
  • الشقيقة الطمثية: الشقيقة التي تحدث أعراضها خلال موعد الدورة الشهرية.[١٠]


كم من الوقت تستمر نوبة الشقيقة؟

تختلف مدة استمرار نوبة الشقيقة من حالةٍ لأخرى، وتعتمد في ذلك على النوع الذي يعاني منه المصاب، وكيفية علاج الأعراض، ووفقًا لمؤسسة الصداع الوطنية تستمر معظم نوبات الشقيقة لما يتراوح بين 4 - 72 ساعة، في حين قد تحدث لفترةٍ أقصر أو أطول من ذلك لدى البعض.[١١]


أسباب الإصابة بالشقيقة

لا يزال السبب الكامن وراء الإصابة بالشقيقة غير معروف للآن، ومع ذلك قد يكون للسيروتونين (Serotonin) دورًا في حدوثها؛ إذ إن انخفاض مستوياته في الجسم يُسبب توسعًا وانتفاخًا في الأوعية الدموية، والذي بدوره قد يُسبب الألم والصداع،[١٢] وتشمل عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بالشقيقة ما يلي:[١٣]

  • العوامل الجينية: ما يُقارب 80% من الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة لديهم أقارب من الدرجة الأولى يعانون منها أيضًا.
  • الجنس: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالشقيقة من الرجال، خاصةً النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ ما بين 15 - 55 عامًا، وقد يكون ذلك مرتبطًا بالتغييرات الهرمونية.
  • الإجهاد: تزيد الضغوطات الشديدة، والتوتر، والتعرض للإجهاد المستمر من احتمالية الإصابة بالشقيقة.
  • التدخين.


محفّزات نوبة الشقيقة

تُحفّز بعض الأمور والعوامل من فرصة حدوث نوبة الشقيقة، ويُذكر منها ما يأتي:[١٤]

  • التغييرات الهرمونية لدى النساء: قد تُحفّز التغييرات التي تحدث في مستوى هرمون الإستروجين في فترة ما قبل وأثناء الحيض، والحمل، وانقطاع الدورة الشهرية من حدوث نوبة الشقيقة.
  • تناول بعض الأدوية: تشمل الأدوية الهرمونية بما في ذلك موانع الحمل الفموية، وموسّعات الأوعية كالنيتروغليسرين (Nitroglycerin).
  • تناول بعض المشروبات: كالمشروبات الكحولية، أو الإفراط في استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة.
  • التوتر العصبي: كالتعرض للإجهاد النفسي والعصبي في المنزل أو العمل.
  • المحفزات الحسية: كالتعرض للأضواء الساطعة، أو الأصوات العالية، أو الروائح القوية كالعطور، أو التدخين السلبي.
  • حدوث تغييرات في طبيعة النوم: يشمل ذلك عدم النوم لساعاتٍ كافية، أو الحصول على قسطٍ كبيرٍ من النوم.
  • القيام بأنشطة بدنية شديدة: بما في ذلك النشاط الجنسي.
  • التغييرات المناخية: كتغييرات الطقس أو الضغط الجوي.
  • تناول بعض الأطعمة: كبعض أنواع الأجبان، والأطعمة المالحة أو المعالجة.
  • المواد المضافة إلى الأطعمة.


تشخيص الشقيقة

لا يوجد فحص مُعين يُساعد على تشخيص الشقيقة، وتتمثل الطريقة الوحيدة التي يؤكد من خلالها الطبيب أن المصاب يعاني من الشقيقة بالتحدث إليه، والتعرف على تاريخ الصداع، ووقت بدء ظهوره، وشدته، والأعراض المصاحبة له، ومدة استمراره، واستجابته للعلاجات الحالية أو السابقة، والتاريخ العائلي، بالإضافة لإجراء فحصًا بدنيًا طبيًا وعصبيًا عامًا.[١٥]


هل يمكن التعافي من الشقيقة؟

لا يُمكن التعافي التام من الشقيقة، وعلى الرغم من وجود العديد من الأدوية والعلاجات المتاحة، إلّا أنها تساعد على تقليل عدد حدوث نوبات الصداع، وتخفيف حدة الأعراض الأخرى المصاحبة له وليس علاجه كليًا.[١٦][١٧]


كيفية التعامل مع الشقيقة وعلاجها


العلاجات الدوائية

يمكن علاج الصداع الخفيف إلى المتوسط من خلال تناول أيٍ من الأدوية الآتية:[١٢]

  • الأسبرين (Aspirin).
  • الباراسيتامول (Paracetamol).
  • الإيبوبروفين (Ibuprofen).


بينما يمكن علاج الصداع الشديد من خلال تناول دواء الإرغوتامين (Ergotamine) لوحده، أو بالاشتراك مع مسكنات الألم الشائعة،[١٢] ومن الأدوية الأخرى المتاحة لعلاج الصداع الشديد والتي تحتاج لوصفةٍ طبية أدوية التريبتان (Triptans).[٣]


التدابير والعلاجات المنزلية

يُمكن أن تساعد التدابير والعلاجات المنزلية التالية على التخفيف من أعراض الشقيقة:[٣]

  • الراحة، النّوم وإغلاق العينين في غرفةٍ مظلمةٍ وهادئة.
  • وضع كمادات ماء باردة، أو كيس من الثلج على الجبهة.
  • الإكثار من شرب السوائل.


الوقاية من نوبات الشقيقة

يُمكن لتغيير نمط الحياة غير الصحي، وتناول بعض الأدوية أن يُساعد على التقليل من عدد نوبات الشقيقة وشدتها،[١٨] ويُذكر من الإجراءات الوقائية للشقيقة ما يأتي:

  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، والذهاب إلى النّوم والاستيقاظ يوميًا في الوقت نفسه.[١٨]
  • ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام، والابتعاد عن ممارسة التمارين الرياضية الشديدة.[١٨]
  • تناول وجبات الطعام بانتظام، والحرص على عدّم تخطي أي وجبة للحفاظ على مستوى السكر في الدّم.[١٨]
  • شرب كمياتٍ كافيةٍ من الماء يوميًا لتجنّب حدوث الجفاف، والذي قد يُحفّز من حدوث نوبة الشقيقة.[١٨]
  • تجنّب التعرّض لمصادر التوتر، والحصول على وقتٍ كافٍ يوميًا للاسترخاء.[١٨]
  • تجربة العلاجات التكميلية إلى جانب الأدوية الموصوفة؛ كالعلاج بالإبر أو التدليك.[١٨]
  • تناول الأدوية التي يوصي بها الطّبيب.[١٩]




يُمكن لحقن البوتوكس كل 3 أشهر أن يكون ضمن خُطة الوِقاية من نوبات الشّقيقة.




هل يُصاب الأطفال بالشقيقة؟

نعم، يُمكن أن يُصاب الأطفال وحتى حديثي الولادة بأنواع متعددة من الصداع بما في ذلك الشقيقة، ويُعد ذلك أمرًا شائعًا وغير خطيرًا، كما أنّ الألم الناتج عن الشقيقة لا يدوم لفترةٍ زمنيةٍ طويلةٍ كالبالغين، وتحدث الشقيقة عند الأطفال نتيجةً لأسباب وراثية، وتتسبب بظهور مجموعة من الأعراض، منها:[٢٠]

  • ألم نابض في الرأس.
  • الألم الذي يزداد مع النشاط والحركة.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • آلام البطن.
  • الحساسية تجاه الضوء والصوت.
  • البكاء أكثر من المعتاد، أو التأرجح ذهابًا وإيابًا عند الأطفال الرُّضع.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Helen Webberley (5/8/2021), "Everything you need to know about migraine", medicalnewstoday, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Migraine", medlineplus, 5/11/2021, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What Is Migraine?", webmd, 18/7/2020, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Overview -Migraine", nhs, 10/5/2019, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  5. "Chronic migraine", migrainetrust, Retrieved 5/12/2021. Edited.
  6. "Migraine with brainstem aura", migrainetrust, Retrieved 5/12/2021. Edited.
  7. "Vestibular migraine", migrainetrust, Retrieved 5/12/2021. Edited.
  8. "Abdominal migraine", migrainetrust, Retrieved 5/12/2021. Edited.
  9. "Hemiplegic migraine", migrainetrust, Retrieved 5/12/2021. Edited.
  10. "Menstrual migraine", migrainetrust, Retrieved 5/12/2021. Edited.
  11. Becky Upham (14/12/2020), "How Long Will My Migraine Attack Last?", everydayhealth, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت "Migraines", familydoctor, 3/9/2019, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  13. "Migraine Headaches", clevelandclinic, 3/3/2021, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  14. "Migraine", mayoclinic, 2/7/2021, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  15. "What Is Migraine?", americanmigrainefoundation, 21/1/2021, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  16. "Treatment -Migraine", nhs, 10/5/2019, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  17. "COULD MIGRAINE BE CURED?", narayanahealth, 20/9/2016, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  18. ^ أ ب ت ث ج ح خ Geri K. Metzger (25/9/2021), "How to Prevent Migraine Headaches", webmd, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  19. Zawn Villines (10/3/2021), "Tips and techniques for migraine prevention", medicalnewstoday, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  20. "Headaches in children", mayoclinic, 6/8/2021, Retrieved 5/12/2021. Edited.