على الرّغم من أنّ التهاب الدماغ (Encephalitis) عدوى دماغية نادِرة الحّدوث إلّا أنّها خطيرة، وقد تحدث نتيجةً للعديد من الأسباب منها عدوى فيروسية، أو بكتيرية، أو فطرية، أو طفيلية، ولكن كيف يتم تشخيص هذه الحالة؟[١][٢]


تشخيص التهاب الدماغ

من الصعب في بعض الأحيان تشخيص التهاب الدماغ؛ وذلك لوجود العديد من الحالات الطبية التي تُسبب أعراضًا مماثلة كالتهاب السحايا (Meningitis)، والسكتة الدماغية (Stroke)، وأورام الدماغ، لذا قد يخضع المصاب لاختباراتٍ متعددةٍ قبل تشخيص إصابته بالتهاب الدماغ، وعادةً ما يُجرى ذلك من خلال مزيج من الفحوصات السريرية، والمخبرية، والتصوير،[٣][٤] وفيما يلي بيانًا لطرق تشخيص التهاب الدماغ:




التشخيص والعلاج في الوقت المناسب هما مفتاح الشفاء الناجح من التهاب الدماغ.




التاريخ الطبي

قد يسأل الطبيب المصاب عن اللقاحات التي تلقاها، ونزلات البرد التي أُصيب بها حديثًا، وأمراض الجهاز التنفسي أو الهضمي الأخرى، كما سيرغب بمعرفة ما إذا كان قد تعرّض مؤخرًا للدغة قراد، أو كان بالقرب من حيوانات أليفة أو حيوانات أخرى، أو سافر إلى مناطق معينة.[٥][٥]


فحص الدماغ

يمكن أن يساعد فحص الدماغ على إظهار ما إذا كان الشخص مصابًا بالتهاب الدماغ أو مشكلةٍ طبيةٍ أخرى كالسكتة الدماغية، أو ورم في الدماغ، أو تمدد الأوعية الدموية في الدماغ (Brain Aneurysm)،[٦] وهناك نوعان رئيسيان من فحص الدماغ هما الرنين المغناطيسي والتصوير الطّبقي، وفيما يلي توضيحًا لكليهما:[٧][٨]

  • التصوير بالرنين المغناطيسي: (MRI)، يعتمد هذا الإجراء على مغناطيساتٍ قوية، وموجات راديو، وجهاز كمبيوتر لإنشاء صورة مفصّلة.
  • التصوير الطّبقي: (CT Scan)، يستخدم هذا الاختبار الأشعة السينية وتكنولوجيا الكمبيوتر لإنشاء صورًا مفصلة.




التصوير الطّبقي أقل حساسيةً بكثير من التصوير بالرنين المغناطيسي لالتهاب الدماغ بفيروس الهربس البسيط (HSV Encephalitis)، ومع ذلك يمكنه أن يساعد على التشخيص كونه متوفر بسرعة، وقادر على استبعاد الحالات الطبية الأُخرى.




البزل القطني

يُجرى البزل القطني أو الشوكي (Lumbar Puncture - Spinal Tap) من خلال أخذ عينة صغيرة من السائل الدماغي النُّخاعي للبحث عن العدوى كالبكتيريا والفيروسات، أو أي مشاكل أخرى، والسائل الدماغي النُّخاعي (CSF) هو السائل الذي يُحيط بالدماغ والحبل الشوكي.[٩][١٠]


مخطط كهربية الدماغ

يهدف مخطط كهربية الدماغ (EEG) إلى تسجيل النشاط الكهربائي للدماغ من خلال مُلصقات تُثبّت على فروة الرأس، وقد تُشير بعض الأنماط غير الطبيعية إلى الإصابة بالتهاب الدماغ.[١١]


اختبارات إضافية

قد تُجرى اختباراتٍ إضافية لتشخيص التهاب الدماغ، وفيما يلي بعضها:

  • زِراعة عيّنة من البلغم: (Sputum Culture Test)، يُساعِد هذا الفحص على معرفة ما إذا كان هناك عدوى معينة أم لا.[٥]
  • خزعة الدماغ: (Brain Biopsy)، في حالاتٍ نادرة يمكن إجراء خزعة من أنسجة الدماغ المصابة وفحصها مجهريًا للتأكد من إصابتها بالعدوى.[١١]
  • مراقبة الضغط داخل الجمجمة: (ICP)، يقيس هذا الإجراء الضغط داخل الجمجمة لمراقبة تورّم الدماغ.[٥]
  • تحاليل الدم والبول والمسحات: عادةً ما يلجأ الطبيب لهذه الاختبارات إذا كان المصاب يعاني من طفحٍ جلدي وبثور، ويمكنها المساعدة على البحث عن علامات وأسباب العدوى.[٣]




يمكن أن يكون لأعراض التهاب الدماغ عددًا من الأسباب المحتملة، لذا قد يلزم إجراء عدة اختبارات لتشخيصه.




الأشخاص الذين يتوجب عليهم الخضوع لهذه الفحوصات

قد يحتاج المصاب لتقييم إصابته بالتهاب الدماغ إذا كان يعاني من مجموعة من الأعراض كالحُمى، أو حالة الوعي المُتغيّرة، أو النّوبات، أو التغيّرات في السلوك أو الحركة، وقد تسبق أعراض الجهاز الهضمي أو التنفسي هذه الأعراض، ومن الجدير بالذكر؛ قد تكون أعراض التهاب الدماغ خفيفة في البداية، ولكنها يمكن أن تُصبح أكثر خطورة على مدار ساعاتٍ أو أيام.[٥][٦]


التفريق بين التهاب الدماغ واعتلال الدماغ

قد تبدو كلتا الحالتين متشابهتين، إلّا أنهما في الواقع مختلفتين، ففي التهاب الدماغ يكون الدماغ نفسه منتفخًا أو ملتهبًا، بينما يُشير اعتلال الدماغ (Encephalopathy) إلى الحالة العقلية التي يمكن أن تحدث بسبب عدة أنواع من المشاكل الصحية خاصةً الصدمة أو الإصابة،[١٢] ودائمًا ما يكون لالتهاب الدماغ أسباب مُعدية مُحددة جيدًا،[١٣] بينما يُشير اعتلال الدماغ إلى وجود تلفٍ أو اضطرابٍ أو مرضٍ دائمٍ أو مؤقتٍ في الدماغ،[١٤] ويمكن أن يكون التهاب الدماغ سببًا في الإصابة باعتلال الدماغ.[١٢]


الفرق بين التهاب الدماغ والتهاب السحايا

التهاب السحايا هو عدوى تُصيب الأغشية التي تُحيط بالدماغ والحبل الشوكي، أما التهاب الدماغ فهو التهاب يُصيب الدماغ نفسه، وفي بعض الأحيان يمكن أن يعاني المصاب من كلتا الحالتين في الوقت ذاته، ويُعرف ذلك بالتهاب السحايا والدماغ (Meningoencephalitis).[١٥][٣]

المراجع

  1. "Encephalitis", clevelandclinic, 30/4/2021, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  2. Benedette Cuffari (31/7/2020), "Diagnosis and Treatment of Encephalitis", news-medical, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Colin Tidy (18/7/2018), "Encephalitis", patient, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  4. "Diagnosis and management of acute encephalitis", Neurology Clinical Practice, 6/2014, Issue 3, Folder 4, Page 206-215. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Encephalitis", hopkinsmedicine, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Diagnosis -Encephalitis", nhs, 3/12/2019, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  7. "Encephalitis", cedars-sinai, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  8. John E. Greenlee (7/2020), "Encephalitis", msdmanuals, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  9. "Encephalitis | Diagnosis & Treatment", Boston Children's Hospital, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  10. "Encephalitis", St. Louis Children's Hospital, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Encephalitis", mayoclinic, 17/4/2020, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "What Is Encephalopathy?", webmd, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  13. Anita Dhanorkar (6/10/2020), "Encephalopathy vs Encephalitis: Differences", medicinenet, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  14. Lana Burgess (14/12/2018), "What to know about encephalopathy", medicalnewstoday, Retrieved 17/11/2021. Edited.
  15. "Meningitis and Encephalitis Information Page", National Institute of Neurological Disorders and Stroke, 27/3/2019, Retrieved 17/11/2021. Edited.