يعد استسقاء الدماغ أحد الحالات المرضية التي تُصيب الدماغ وقد تُحلق به الضرر، فما هو استسقاء الدماغ؟ وما أسبابه؟ وكيف يتم علاجه؟[١]

استسقاء الدماغ

استسقاء الدماغ (Hydrocephalus) هو حالة عصبية مزمنة، تتمثل بتراكم السوائل في تجاويف الدماغ،[٢] مما يسبب ضغطًا زائدًا على الدماغ، وبالتالي تلفه، ومن الجدير ذكره أن السائل الدماغي النخاعي يتدفق عادةً عبر البطينين بحيث يغمر الدماغ والعمود الفقري، إلا أنّ زيادة كميته هي ما يُسبب تلف الأنسجة في الدماغ، وقد تهدد هذه الحالة حياة الإنسان إذا تُركت دون علاج.[١][٣]


أنواع استسقاء الدماغ

يوجد ثلاث أنواع رئيسيّة لاستسقاء الدماغ، وهي كالآتي:[١]

  • استسقاء الدماغ الخلقي: (Congenital hydrocephalus)، عادةً ما تظهر هذه الحالة منذ ولادة الطفل.
  • استسقاء الدماغ المكتسب: (Acquired hydrocephalus)، تتطور هذه الحالة خلال مراحل لاحقة من الحياة أي بعد الولادة.
  • استسقاء الدماغ سَويّ الضغط: (Normal pressure hydrocephalus)، وهي حالة غير شائعة وغير مفهومة بصورةٍ واضحة، وغالباً ما يتطور هذا النوع عند كبار السن فقط؛ ممن هم فوق 60 عامًا.


ما هي أسباب استسقاء الدماغ؟

كما تمت الإشارة سابقاً فإنّ استسقاء الدماغ هو حالة وراثية في بعض الأطفال؛ كما هو الحال عند الأطفال الذين يعانون من تضيق القناة الخلقي، أو عيوب الأنبوب العصبي؛ مثل السنسنة المشقوقة،[٤] أما استسقاء الدماغ المكتسب بعد ولادة الطفل فإنه قد يحدث نتيجة الإصابة باضطرابات عصبية أخرى، والتي من أبرزها الآتي:[٥]

  • الأورام.
  • العدوى.
  • الولادة المبكرة.
  • نزيف داخل الدماغ.
  • التعرض لإصابة أثناء الولادة.
  • تشكّل أوعية دموية بصورةٍ غير طبيعية داخل الرأس.
  • التعرض لصدمة أو إصابة.


ما هي أعراض استسقاء الدماغ؟

في الحقيقة تختلف أعراض استسقاء الدماغ من شخصٍ إلى آخر، كما أنها تختلف باختلاف الفئة العمرية، ويمكن ذكر أبرز أعراض استسقاء الدماغ تبعاً للعمر على النحو الآتي:[٦]


الأطفال الرضع

يُمكن أن تتسبب الإصابة باستسقاء الدماغ لدى الأطفال الرضع بانتفاخ اليافوخ، وهذا ما يجعل حجم الرأس أكبر من المتوقع، وهناك مجموعة من الأعراض المبكرة التي تحدث وتدل على الإصابة بهذه الحالة، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[٦]

  • ظهور عيون الطفل وكأنّه ينظر إلى الأسفل.
  • التهيج والاضطراب.
  • النوبات التشنجية.
  • انفصال الدّروز (المفاصل الليفية في الجمجمة).
  • النعاس.
  • التقيؤ.


الأطفال الأكبر سناً

تتضمن أعراض استسقاء الدماغ لدى الأطفال الأكبر سناً المُصابين بهذه الحالة على ما يأتي:[٧]

  • الصداع الشديد، والذي يكون في أغلب الأحيان مصاحباً للشعور بالغثيان وحدوث التقيؤ.
  • تشوش الرؤية، أو الرؤية المزدوجة.
  • وجود مشاكل في الحفاظ على توازن الجسم وتنسيق الحركات.
  • مواجهة مشاكل في النظر لأعلى عندما يكون الرأس متجهًا للأمام.
  • مواجهة مشاكل في الوقوف أو المشي.
  • فقدان القدرة على التحكم بالمثانة.
  • الشعور بالتعب الشديد.
  • التهيج والاضطراب بدون سبب واضح لذلك.
  • تأخر تطور المعالم التنموية لدى الطفل.
  • مشكلة في التذكر والتركيز.
  • تغييرات مفاجئة في شخصية الطفل.


الأشخاص البالغين

تتضمن أعراض استسقاء الدماغ لدى الأشخاص البالغين المُصابين باستسقاء الدماغ ما يأتي:[٨]

  • الصداع.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • صعوبة في المشي أو اضطرابات في المشي.
  • فقدان القدرة على الحفاظ على توازن الجسم أو تنسيق الحركات.
  • الخمول والتعب.
  • سلس البول.
  • ضعف النظر.
  • ضعف المهارات المعرفية.
  • فقدان الذاكرة.
  • الخَرَف بدرجةٍ خفيفة.


تشخيص استسقاء الدماغ

يتم تشخيص استسقاء الدماغ بناءً على الأعراض التي يشكو منها الشخص، وإجراء بعض الفحوصات، ويهدف التشخيص إلى تأكيد الإصابة باستسقاء الدماغ أو نفيها، إضافة إلى الكشف عن الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الحالة، ونذكر من الفحوصات التصويرية التي تُجرى بهدف تشخيص استسقاء الدماغ ما يأتي:[٩]

  • التصوير بالسونار أو بالموجات فوق الصوتية: (Ultrasound)، والذي يعتمد على الحصول على صور لما داخل الجسم عن طريق استخدام الموجات الصوتية، ويُمكن إجراء هذا الاختبار خلال فترة الحمل بحيث يكون قادر على إظهار حجم بُطينات الدماغ، أو قد يُجرى بعد الولادة عندما يكون النافوخ الأمامي ما يزال مفتوحًا.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: (MRI)، ويتم إجراء هذا الفحص للحصول على صور تفصيلية للأعضاء والهياكل الموجودة داخل الجسم، مع الأخذ بالاعتبار أنه يعتمد على استخدام موجات مغناطيسية كبيرة الحجم، وموجات راديو، إلى جانب جهاز كومبيوتر.
  • إجراء صورة مقطعية: (CT scan)، والذي يهدف إلى الحصول على صور تفصيلة لأي عضو من أعضاء الجسم وذلك باستخدام الأشعة السينية وتكنولوجيا الكومبيوتر، ومن الأعضاء التي يتم تصويرها بهذه التقنية: العظام، والعضلات، والدهون، وأعضاء الجسم الأخرى.


علاج استسقاء الدماغ

يختلف العلاج تبعاً للعمر، ويمكن بيان ذلك على النحو التالي:


الأجنة

قد يتم الكشف عن إصابة الجنين باستسقاء الدماغ خلال الحمل أي أثناء تواجده في رحم والدته، وفي هذه الحالة فإن العلاج يعتمد بشكل أساسي على مراقبة الحالة، دون اتخاذ أي إجراء أو علاج معين، وفي حال أظهرت المراقبة المستمرة وجود أي علامات أو مؤشرات تدل على حدوث ضيق لدى الطفل، فإنّ ذلك يُشير إلى ضرورة إخضاع المرأة للولادة المبكرة تفادياً لأي مضاعفات قد تلحق بالطفل.[١٠]


الأطفال الأكبر سناً والبالغين

إنّ الكشف عن استسقاء الدماغ يتطلب المُباشرة بإجراءات عاجلة وطارئة تهدف إلى تقليل الضغط على الدماغ، إذ إنّ تزايد الضغط داخل الدماغ من شأنه الإضرار بجذع الدماغ وهذا بحد ذاته يؤثر في قدرته على تنظيم وظائف معينة، مثل معدل ضربات القلب والتنفس لديه، وتتضمن الخطة العلاجية لحالة استسقاء الدماغ ما يأتي:[١١]

  • إجراء التحويلة: (Shunt)، وهو إجراء جراحي يتضمن إدخال أنبوب رفيع مزود بصمام في الدماغ (قسطرة) وذلك بهدف تصريف السوائل الزائدة في الدماغ إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل تجويف الصدر، أو حجرات القلب، أو البطن، وقد يكون هذا العلاج وحده كفيلاً في السيطرة على حالة استسقاء الدماغ دون الحاجة لعلاجات أخرى.
  • فغر بُطين الدماغ: (Ventriculostomy)، يتم اللجوء إلى هذا الإجراء في حال وجود عامل يُعيق تدفق السوائل بين البطينين في الدماغ، إذ يقوم هذا الإجراء باستهداف بُطين الدماغ وإجراء ثقب في الجزء السفلي منه، مما يؤدي إلى تدفق السائل الزائد نحو قاعدة الدماغ، وبالتالي يحدث امتصاص طبيعي لهذه السوائل.


الوقاية من استسقاء الدماغ

في الحقيقة لا يمكن تحقيق الوقاية التامة من معظم أنواع استسقاء الدماغ، ولكن هناك بعض الإرشادات التي يمكن اتباعها لتقليل احتمالية الإصابة بهذه الحالة، ونذكر من هذه الإرشادات التالي:[١٢]

  • حماية أجزاء المنزل المختلفة تفادياً لتعرض الأطفال للسقوط.
  • حماية الأطفال من التعرض لإصابات الرأس عن طريق توجيههم نحو استخدام أحزمة الأمان في السيارة.
  • توجيه الأطفال للحصول على خوذات مناسبة لارتدائها عند ممارسة الرياضة والأنشطة المختلفة.
  • اتباع نظام حياة صحي يقي من الإصابة بالأمراض المختلفة التي تزيد من خطر حدوث استسقاء الدماغ؛ كارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب، أو السكري، أو السكتة الدماغية، ويتضمن نمط الحياة الصحي: الإقلاع عن التدخين، وتحقيق وزن صحي، وممارسة الأنشطة الرياضية.[١٣]


هل يمكن التعافي التام من مرض استسقاء الدماغ؟

الإجابة لا، إلا أن إجراء التشخيص في الوقت المناسب، والمباشرة بالعلاج الملائم من شأنه تعزيز القدرة على استعادة الحياة السابقة وتقليل حدوث الأضرار قدر الإمكان.[١٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "hydrocephalus"، nhs، اطّلع عليه بتاريخ 21/10/2021. Edited.
  2. "about hydrocephalus", hydroassoc, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  3. "hydrocephalus", mayoclinic, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  4. "hydrocephalus", stanfordchildrens, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  5. "hydrocephalus", choc, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Hydrocephalus", medlineplus, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  7. "hydrocephalus", childrenshospital, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  8. "Hydrocephalus", aans, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  9. "hydrocephalus", urmc.rochester, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  10. "hydrocephalus", ssmhealth, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  11. "What is hydrocephalus, or water on the brain?", medicalnewstoday, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "hydrocephalus", childrensmn, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  13. "normal-pressure-hydrocephalus", webmd, Retrieved 21/10/2021. Edited.