ما المقصود بارتجاج الدماغ؟

يُشار إلى ارتجاج الدماغ أو الارتجاج الدماغي أو ارتجاج المخ (Brain concussion) بأنه أحد الرّضوض أو الضّربات الخفيفة التي يتعرّض لها الدماغ، والتي تحدث بعد تلقّي ضربةٍ مباشرة على الرأس، أو إصابةٍ تسببت بحركة الرأس أو هزّه ذهابًا وإيابًا بقوةٍ كبيرة، مما ينتج عنه اختلاٌ في وظائف الدماغ، وفي بعض الأحيان تلف خلاياه.[١]


ما هي أعراض ارتجاج الدماغ؟


أعراض ارتجاج الدماغ عند البالغين

تشتمل الأعراض الشّائعة لارتجاج الدماغ على ما يلي:[٢][٣]

  • الصّداع أو الشّعور بضغطٍ في الرأس.
  • طنين في الأذنين.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • الدوار.
  • غباش أو ازدواجية الرؤية.
  • الانفعال والتوتر والقلق.
  • الشّعور بالخمول أو التعب أو الترنّح.
  • الارتباك أو مواجهة مشاكل في التركيز.
  • فقدانٌ مؤقت للوعي.


أعراض ارتجاج الدماغ عند الأطفال

قد يكون من الصّعب معرفة ما إذا تعرّض الطفل لارتجاج الدّماغ، ولكن من أهمّ الأعراض والعلامات التي يجب الانتباه لها، ما يلي:[٤]

  • التغييرات السّلوكية المُحتملة بعد التعرّض إلى ضربةٍ مباشرة على الرأس.
  • البكاء الشّديد دون سببٍ له.
  • الاختلاف في عادات التّغذية أو النوم.
  • فقدان الاهتمام بالأشخاص أو الأشياء.


متى تظهر أعراض ارتجاج الدماغ؟

تظهر أعراض ارتجاج الدماغ عادةً في غضون دقائق معدودة من التعرّض لإصابةٍ في الرأس، وفي بعض الأحيان قد يستغرق ظهور بعض الأعراض عدّة ساعات أو ربما أيام، فقد تتغيّر الأعراض بمرور الوقت.[٣]


ما أسباب ارتجاج الدماغ؟

يُحاط الدماغ في العادة بسائلٍ نخاعي وتحميه الجمجمة، إذ يكمن دور هذا السائل في امتصاص الصّدمات ومنع الدماغ من الارتطام بالجمجمة مباشرةً، ولكن عند التعرّض إلى ضربةٍ شديدة، فقد يصطدم الدماغ بالجمجمة ويتعرّض إلى الارتجاج.[٥]


ما عوامل خطر الإصابة بارتجاج الدماغ؟

تعتبر الأنشطة والأمور التالية هي التي تزيد احتمالية الإصابة بارتجاج الدماغ، وهي:[٦]

  • حوادث السّقوط من الأماكن المرتفعة وعلى الرأس مباشرةً، بالأخصّ الأطفال الصّغار أو كبار السن.
  • المشاركة في بعض أنواع الرياضات التي تتطلّب الاحتكاك الجسدي، مثل كرة القدم، أو الهوكي، أو الملاكمة.
  • المشاركة في أنواع الرّياضات دون اتخاذ تدابير السّلامة العامّة.
  • التعرّض لحادث اصطدامٍ في السيارة، أو الدّراجة.
  • التعرّض لارتجاجٍ سابقٍ في الدّماغ.


كيف يمكن تشخيص ارتجاج الدماغ؟

يُقيّم الطبيب إصابة الرأس مبدئيًا لاستبعاد الحالات الطّارئة والشّديدة من إصابات الدّماغ، كالنزيف الداخلي، فيتحقق من الحواسّ والتوازن وردود الأفعال العصبية، ولمزيدٍ من التحقق أو عند إظهار المريض علامات على الإصابات العصبية أو التخوّف من كسور في الجمجمة أو تورّمٍ في الدماغ، يطلب الطبيب مجموعةً من الفحوصات التّصويرية للدماغ، والتي تشتمل على:[٧]

  • التصوير المقطعي.
  • التصوير بالرّنين المغناطيسي (MRI).




عند الإصابة بارتجاج الدماغ، فلا بدّ من مراجعة الطبيب على الفور، إذ إن أول 24 ساعة بعد التعرّض للارتجاج هي ساعاتٌ حرجة، فقد يكون هذا الوقت هو الذي تزداد خلاله احتمالية حدوث المضاعفات الخطيرة.



[٨]


كيفية علاج ارتجاج الدماغ

يتعافى المريض من حالات ارتجاج الدماغ الخفيفة دون تلقّي العلاج، ولكن قد يلزم أحيانًا علاج الأعراض المُصاحِبة لارتجاج الدماغ، والتي تتضمّن ما يلي:[٩][١٠]

  • الراحة: لا بدّ من الاستراحة وقتًا كافيًا، والنوم بشكلٍ جيد كلّ ليلة من أجل تعافي الدماغ بشكلٍ أسرع، وتجنّب الانفعالات قدر الإمكان.
  • تناول مسكّنات الألم: تُوصَف في حالة المعاناة من الصّداع مثل الباراسيتامول (Paracetamol)، مع ضرورة تجنّب الأدوية مثل الأسبرين (Aspirin) والإيبوبروفين (Ibuprofen) لأنها تزيد من خطر النزيف الداخلي.
  • تجنّب ممارسة الرّياضة: فمن الضّروري عدم العودة إلى أيّ نشاطٍ رياضي يتطلّب الاحتكاك الجسدي لمدّة 3 أسابيع على الأقلّ دون استشارة الطّبيب حول إمكانية ذلك.
  • الامتناع عن الكحول: يجب تجنّب شرب الكحول إلى حين اختفاء جميع الأعراض بشكلٍ تامّ لأنه يبطئ التّعافي.
  • التدخّل الجراحي: وذلك في حالة تفاقم الأعراض وازديادها سوءًا.




لا بدّ من وجود مرافقٍ مع المريض خلال الـ 48 ساعة الأولى بعد التعرّض لارتجاج الدماغ.




متى يمكن العودة إلى النّشاط البدني بعد التعرّض لارتجاج الدماغ؟

يُوصَى بالرّاحة النّفسية والجسدية خلال أول 24-48 ساعة بعد التعرّض لارتجاج الدماغ، ومن ثمّ يمكن العودة إلى المدرسة أو العمل أو النّشاط البدني الخفيف وبشكلٍ تدريجي، طالما أن ذلك لا يؤدي إلى ازدياد سوء الأعراض الحالية أو ظهور أعراضٍ جديدة للارتجاج، وقد يتعافى بعض الأشخاص في غضون أسبوعين، بينما سيحتاج البعض الآخر إلى فترةٍ أطول.[١١]


نصائح لمنع الإصابة بارتجاج الدماغ

للوقاية من الإصابة بارتجاج الدّماغ، فلا بدّ من الالتزام بقواعد السّلامة العامّة، والمتمثّلة بما يلي:[١٠]

  • التقيّد بوسائل وتعليمات الأمان وارتداء المعدّات والخوذات المُوصَى بها دائمًا عند المشاركة في إحدى الرّياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي، مثل الملاكمة أو قيادة الدّراجة.
  • توفير وسائل الأمان في المنزل، بالأخصّ عند وجود الأطفال أو كبار السن، وذلك بتوفير وسائل الحماية للسلالم، أو الشبابيك المكشوفة، أو الحفاظ على خلوّ الأرضيات من الأشياء التي تتعارض مع التّوازن وتتسبب بسقوط الشخص وتعرّضه لارتجاج الدماغ.
  • الالتزام بقواعد السّير دائمًا، كوضع حزام الأمان عند القيادة، وتوفير الوسائد الهوائية في السيارات.
  • التأكّد من أن أيّ رياضةٍ يتمّ المشاركة فيها تخضع للإشراف من قبل شخص مؤهل ومدرّب بشكل مناسب.


دواعي مراجعة الطبيب

لا بدّ من مراجعة الطبيب على الفور في حال ظهور أيّ من الأعراض التالية بعد التعرّض إلى ضربةٍ على الرأس:[١٢][١٠]

  • فقدان الوعي.
  • الغثيان وكثرة التقيؤ.
  • التشوّش الذّهني، كنسيان مكان التواجد.
  • النّعاس المستمرّ وعدم القدرة على الاستيقاظ لمدةٍ تزيد عن ساعة.
  • مواجهة مشاكل في الفهم أو التحدث.
  • اختلال توازن الجسم وتغيّر طريقة المشي.
  • الضّعف والتّنميل في أحد أو كلا الذراعين أو الساقين.
  • صداعٌ شديد وتيبّس في الرّقبة لا يزول مع مسكّنات الألم.
  • حدوث النّوبات.
  • خروج سائلٍ واضح من الأذن أو الأنف.
  • نزيف من إحدى الأذنين أو كلتيهما.
  • فقدان السّمع في إحدى الأذنين أو كلتيهما.



إذا كانت الصّدمة شديدة أو إذا كانت هناك علاماتٌ على وجود ورم دموي، فلا بدّ من طلب الطوارئ.



متى يمكن التّعافي من ارتجاج الدماغ؟

تتعافى ما يُقارِب من 80 في المائة من حالات ارتجاج الدماغ خلال 7 - 14 يومًا، وخلال هذه المدة على المُصاب بارتجاج الدّماغ الامتناع عن ممارسة الرياضة أو أيّ نشاطٍ بدني آخر قبل أكثر من أسبوع من الإصابة بارتجاج الدماغ.[١٣]


ماذا إن تمّ إهمال حالة ارتجاج الدماغ؟

تشمل المضاعفات طويلة المدى لارتجاج الدماغ، والتي يستدعي ظهورها أو ازديادها سوءًا مراجعة الطّبيب على الفور، وتشمل هذه المشاكل ما يلي:[٣]

  • متلازمة ارتجاج الدماغ: هي حالة يتمّ الشعور فيها بأعراض ارتجاج الدماغ لأسابيع أو حتى شهور بعد التّعرّض لارتجاج الدماغ، والتي تشمل الدوخة أو الدّوران المستمر، والصّداع، ومشاكل في التركيز، وتقلّب المزاج، والاكتئاب، والقلق، والانفعال، والأرق والنعاس.
  • ارتفاع احتمالية الإصابة بالقلق والاكتئاب.
  • إصابات في بنية الدّماغ، وبالأخصّ الأشخاص الذين تعرّضوا للعديد من إصابات الرأس في حياتهم.
  • مشاكل في الذاكرة.
  • الخرف.


هل ارتجاج الدماغ قاتل؟

نعم، في حالاتٍ نادرة. يمكن أن يؤدي ارتجاج الدماغ بشكلٍ نادر إلى النزيف أو تورّم الدماغ بشكلٍ نادرة.[٣]

المراجع

  1. "Concussions", kidshealth.org, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  2. "Concussion Signs and Symptoms", www.cdc.gov, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Concussion", my.clevelandclinic.org, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  4. "Concussion", www.nhs.uk, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  5. "Concussion", www.healthlinkbc.ca, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  6. "Concussion", www.mayoclinic.org, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  7. "What is a concussion?", familydoctor.org, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  8. "Concussion", www.healthnavigator.org.nz, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  9. "Everything you need to know about concussion", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت "Concussion", www.nhsinform.scot, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  11. "Concussion", www.healthdirect.gov.au, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  12. "What Is a Concussion Protocol?", www.verywellhealth.com, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  13. "What to Expect After a Concussion", www.beaumont.org, Retrieved 16/10/2021. Edited.