الشقيقة (Migraine) أو ما يُعرف بالصداع النصفي، هي أحد أنواع الصداع الذي يتميّز بحدوث نوبات متكررة دون سابق إنذار على مراحل، أو ناتجة عن التعرّض لأحد محفزات الصداع، وغالبًا ما تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل الغثيان والتقيؤ، وحساسية الضوء، وقد تستمر من 4 - 72 ساعة، كما تؤثر أحياناً على قدرة الشخص على القيام بالأنشطة اليومية،[١] فكيف تحدث الشقيقة؟ وما هي محفزاتها؟







كيف تحدث الشقيقة؟

إلى الآن لم يُعرف السبب الحقيقي وراء حدوث الشقيقة، ولكن تتعلق آلية حدوثه في وجود خلل مؤقت في نشاط الخلايا العصبية في الدماغ،[٢] ويُمكن شرح الآلية في الخطوات التالية:[٣][٤]

  1. بدايةً يكون الجهاز العصبي لدى الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة، أكثر حساسية لبعض المحفزات المُسببة للشقيقة من غيرهم.
  2. تتحفز الخلايا العصبية بسهولة عند التعرّض لهذه المحفزات، الأمر الذي ينتج عنه نشاط كهربائي كبير في الدماغ، مما يؤثر على مستويات المواد كيميائية فيه، والتي تزيد من تدفق الدم، فتُسبب الشعور بالألم.
  3. أحد هذه المواد الكيميائية السيروتونين، وهي مادة كيميائية مهمة لتوصيل الإشارات بين الخلايا العصبية، كما تعمل على تضييق الأوعية الدموية في الجسم، وفي حالة الشقيقة تنخفض مستواياتها، الأمر الذي يُسبب توّسع وانتفاخ الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، مما يسبب في زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، وزيادة الألم والصداع، ويتسبب هذا الاضطراب في مستويات السيروتونين في حدوث الشقيقة عند كلا من الرجال والنساء.
  4. أما بالنسبة للنساء، فالأمر مُختلف قليلاً، حيث يُساهم أيضاً اضطراب مستويات الإستروجين ما بين ارتفاع وانخفاض خلال الشهر في زيادة ألم الشقيقة، وبذلك يمكن تفسير ارتفاع احتمالية إصابة النساء بالشقيقة أكثر من الرجال، وغالبًا ما يكون مستوى الإستروجين في تغير مستمر لدى النساء خلال مراحل حياتهن، فيبقى في مستويات عالية خلال السنوات التي تكون فيها المرأة قادرة على الإنجاب، وتنخفض في فترة ما بعد الحيض.[٥]
  5. ويسبب اضطراب الإستروجين أيضاً حدوث تقلصات في الأوعية الدموية، تسبب الشعور بالألم على شكل الخفقان، وازدياده في الوجه وفروة الرأس.[٦]


ما هي محفزات الشقيقة؟

تُثير العديد من العوامل الخارجية حدوث نوبات الشقيقة، وهي تختلف من شخص لآخر، ويمكن بيانها كالتالي:[٧][٨]

  • الروائح القوية: مثل العطور، والمواد كيماوية، والدخان، وغيرها من الروائح.
  • الضوء الشديد.
  • الأصوات العالية.
  • النوم: تُسبب اضطراب ساعات النوم بحدوث نوبات الشقيقة، سواء قلة النوم، أو الحصول على ساعات كثيرة من النوم.
  • المجهود البدني الشديد: مثل ممارسة تمارين رياضية مجهدة.
  • العوامل المناخية: يؤثر تغيير الطقس، أو الضغط الجوي، في حدوث نوبات الشقيقة.
  • تناول بعض الأدوية: يؤدي تناول بعض الأدوية إلى ازدياد نوبة الشقيقة سوءًا مثل، حبوب منع الحمل، والأدوية الموسعة للأوعية الدموية مثل النتروغليسرين (Nitroglycerin).
  • التغيّرات الهرمونية: لذلك تُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالشقيقة من الرجال، بسبب التغييرات الهرمونية التي تحدث خلال الدورة الشهرية، وفترة الإباضة، وفترة الحمل، وفترة ما بعد الحيض.
  • التوتر والضغط العصبي: يطلق الدماغ بعض المواد الكيميائية أثناء الشعور بالتوتر، مما يسبب توسع الأوعية الدموية، التي تُسبب حدوث الشقيقة.
  • تناول الأطعمة المعلبة: والتي يتم إضافة بعض المواد الحافظة لها، مثل غلوتومات أُحادية الصوديوم (MSG)، ويجدر الإشارة أنه ليس بالضرورة أن تحفز هذه الأطعمة حدوث نوبات الشقيقة لدى جميع المصابين على حدِ سواء.
  • تخطي إحدى الوجبات: قد يُسبب ترك إحدى وجبات الطعام تحفيز نوبات الشقيقة، وذلك بسبب انخفاض مستويات السكر في الدم.
  • تناول المشروبات المُحتوية على الكافيين: مثل القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية، إذ يؤدي تناول الكافيين بكثرة إلى الشعور بالصداع عند هبوطه فجأة، بحيث أن الأوعية الدموية قد أصبحت حساسة للكافيين.[٩]
  • الإفراط في تناول مسكنات الألم: قد يسبب تناول المسكنات بكثرة إلى نتيجة عكسية، وحدوث ما يسمى بالصداع المرتد.[٩]


ما هي عوامل خطر الإصابة بالشقيقة؟

هناك بعض العوامل التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالشقيقة، وهي كالتالي:[١٠]

  • العوامل الوراثية: تزداد احتمالية إصابة الشخص بالشقيقة، إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني منها.
  • الجنس: تعد النساء عرضة أكثر للإصابة بالشقيقة من الرجال بثلاث مرات.
  • العمر: تعد الشقيقة أكثر شيوعًا خلال فترة المراهقة، قبل سن الـ 40 عاماً، ولكن هذا لا يمنع الإصابة بها في أي عمر.


علاج الشقيقة

لا يوجد علاج جذري للشقيقة، ولكن هناك عدداً من الأدوية التي تُخفف من الأعراض، وحدة النوبات، ومنها ما يلي:[١١]

  • مسكنات الألم: مثل بنادول، وكتافست
  • دواء ايميتريكس (Imitrex): الذي يعمل على تخفيف نوبة الصداع المُصاحب للشقيقة، من خلال تضييق الأوعية الدموية، وزيادة تركيز السيروتونين في الدماغ.
  • الأدوية المُضادة للغثيان، للتخفيف من الغثيان والتقيؤ المُصاحب للنوبة.

المراجع

  1. "What Is Migraine? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 18/12/2021.
  2. "Migraine", nhs, Retrieved 18/12/2021.
  3. "Migraines", msdmanuals, Retrieved 18/12/2021.
  4. "This Is Your Body on a Migraine", everydayhealth, Retrieved 18/12/2021.
  5. "How a Migraine Happens", urmc.rochester, Retrieved 18/12/2021.
  6. "How a Migraine Happens", hopkinsmedicine, Retrieved 18/12/2021.
  7. "What Is Migraine?", webmd, Retrieved 18/12/2021.
  8. "Migraine", mayoclinic, Retrieved 18/12/2021.
  9. ^ أ ب "Migraine Headaches", clevelandclinic, Retrieved 18/12/2021.
  10. "Migraines", familydoctor, Retrieved 18/12/2021.
  11. "Everything you need to know about migraine", medicalnewstoday, Retrieved 2/1/2021. Edited.