يمكن للشقيقة أن تُعيق قدرة المصاب بها على أداء الكثير من مهامه اليومية، كما يمكن أن تؤدي نوباتها المتكررة إلى انزعاج المُصاب وتدنّي جُودة حياته، مما يجعل من الصعب عليه العمل، أو قضاء الوقت مع العائلة، أو القيام بالأنشطة اليومية، ولحُسن الحظ يمكن أن يساعد تشخيص الشقيقة مُبكرًا على التّخفيف من أو القضاء على نوبات الشقيقة وأعراضها.[١]
تشخيص الشقيقة
ليس هُناك فحص مُحدد لتشخيص الشقيقة، ولكن لإجراء تشخيصٍ دقيق يجب على الطبيب العام تحديد نمط الصداع المتكرر إلى جانب الأعراض المصاحبة له، وإذا كان المصاب يملك تاريخ عائلي للإصابة بالشّقيقة فمن المرجح أن يقوم طبيب الأعصاب بتشخيص الشقيقة بناءً على تاريخ المصاب الطبي، وأعراضه، بالإضافة لفحصه بدنيًا وعصبيًا.[٢][٣]
ويجدُر بالقول أنّه في حالة الإصابة بالشّقيقة لا يكون المُصاب يُعاني من أي أعراضٍ بين النوبات؛ إذ إن الطبيعة العَرَضية للأعراض بمعنى أنها تأتي ثم تختفي هي سمة من سمات الشقيقة، كما أن الصداع الذي لا يستمر، أو الأعراض الأخرى التي لا تزول لن تكون بسبب الشقيقة.[٤]
يمكن أن تكون الإصابة بالشقيقة أمرًا غير متوقع، وتحدث أحيانًا بدون أعراض أخرى، قد يستغرق الحصول على تشخيصٍ دقيقٍ في بعض الأحيان بعض الوقت.
القاعدة المتبعة في تشخيص الشقيقة
توصي جمعية الصداع الدولية (International Headache Society) باتباع معايير "5 ، 4 ، 3 ، 2 ، 1" لتشخيص الشقيقة بدون هالة (Migraine Without Aura)، وتعني هذه الأرقام:[٥][٦]
- حدوث 5 نوبات أو أكثر، تتراوح مدة كل منها ما بين 4 ساعات - 3 أيام.
- وجود صداع مع 2 على الأقل من الأعراض التالية:
- ألم يحدث من جهةٍ واحدة.
- ألم نابض.
- التسبب بألمٍ متوسطٍ إلى شديد يتفاقم بفعل النشاط.
- وجود عَرَض إضافي واحد على الأقل مثل:
- الغثيان.
- القيء.
- الحساسية للضوء.
- الحساسية تجاه الصوت.
يعاني بعض الأشخاص المصابون بالشقيقة من نوع الشقيقة المصحوبة بهالة (Migraine With Aura)، أو كما تُسمى الشقيقة الكلاسيكية (Classic Migraine)، والتي قد تستمر أعراضها لمدة تصل إلى 30 دقيقة قبل الإصابة بالنوبة، وتشمل هذه الأعراض رؤية الخطوط المتموجة، أو الأضواء الساطعة، أو الأشياء التي تبدو مشوهة، بالإضافة للشعور بالوخز.
فحوصات تساعد الطبيب على تشخيص الشقيقة
لا يمكن للفحوصات الطبية بما في ذلك الصّور وتحاليل الدّم اكتشاف الشقيقة وتشخيصها، ولكن قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات للمساعدة على استبعاد الأسباب الأخرى للصداع الذي يعاني منه المصاب،[٧] وتشمل هذه الفحوصات ما يأتي:
- تعداد الدم الشامل: (CBC)، يمكن أن يُظهر تعداد الدم الشامل ما إذا كان المصاب يعاني من فقر الدم، والذي يشير إليه انخفاض تعداد خلايا الدم الحمراء، أو الإصابة بالعدوى، أو الالتهاب، أو بعض أنواع السرطان، علمًا أن جميع هذه الحالات من المحتمل أن تسبب الصداع والإرهاق، بالإضافة لتقلباتٍ في المزاج، أو الإحساس بالوخز.[٧]
- مستويات أملاح الجسم: (Electrolyte Levels)، يمكن الكشف عن علامات فشل الكلى أو الكبد، وسوء التغذية من خلال اختبار مستويات الأملاح في الدم، وعلى الرغم من أن هذه الحالات الصحية تسبب عمومًا أعراضًا شاملةً كآلام المعدة والإسهال، إلا أنها تسبب التعب أيضًا.[٧]
- هُرمونات الغدة الدرقية: قد تُظهر هذه الاختبارات مشاكل الغدة الدرقية، والتي يمكن أن تسبب التعب والصداع كما هو الحال مع الشقيقة في مراحلها المبكرة.[٧]
- صورة الرنين المغناطيسي: (MRI)، لمُساعدة الطبيب على تشخيص الأورام والسكتات الدماغية، ونزيف الدماغ، والالتهابات، وغيرها من حالات الدماغ والجهاز العصبي.[٣]
- الصّورة الطّبقيّة: (CT Scan)، لمُساعدة الطبيب على تشخيص الأورام، والالتهابات، وتلف الدماغ، ونزيف الدماغ، وغيرها من المشاكل التي قد تسبب الصداع.[٣]
الاستعداد لزيارة الطبيب لمناقشة أعراض الشقيقة
تقترح مؤسسة الصداع النصفي الأمريكية (American Migraine Foundation) الاستعداد لزيارة الطبيب بهدف مناقشة أعراض الشقيقة المحتملة بالطرق التالية:[٨]
- إعداد قائمة كاملة بالأعراض التي يعاني منها المصاب، بما في ذلك الأعراض التي تسبق الصداع أو تتبعه، والتأكد من ملاحظة ما إذا كان هناك أعراض أخرى مصاحبة للصداع كالغثيان، أو الحساسية تجاه الضوء أو الصوت أو الرائحة أو اللمس، مع ضرورة عدم تجاهل أو إهمال أي عَرَض آخر يُعتقد أنه ليس على ارتباطٍ بالشقيقة.
- الانتباه لنوع الصداع الذي يعاني منه المصاب، بما في ذلك نوع الألم وموقعه.
- تحديد وقت ظهور الأعراض ومدة استمرارها.
- معرفة ما إذا كان هناك أي شيء يمكن القيام به لتخفيف أعراض نوبة الصداع.
- إخبار الطبيب عما إذا لاحظ المصاب أي أنماطٍ خلال نوبة الشقيقة بما في ذلك حدوثها بعد تغيّر الطقس، أو قلة النوم، أو تناول أطعمة أو مشروبات معينة.
- معرفة تاريخ العائلة الطبي قبل زيارة الطبيب؛ إذ إن معظم المصابين بالشقيقة لديهم قريب مصاب بها أيضًا حتى لو لم يخضع هذا الشخص للتشخيص الفعلي، لذا على المصاب سؤال أفراد عائلته عما إذا كان أحدهم يشكو من صداعٍ شديدٍ يجعله يقضي يومه في غرفةٍ مظلمة، أو يعاني من أي أعراضٍ أخرى مرتبطة عادةً بالشقيقة.
المراجع
- ↑ S. Behring (30/3/2021), "What Happens During a Migraine Diagnosis?", healthline, Retrieved 17/12/2021. Edited.
- ↑ "Diagnosis -Migraine", nhs, 10/5/2019, Retrieved 17/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Migraine", mayoclinic, 2/7/2021, Retrieved 17/12/2021. Edited.
- ↑ Jacqueline Payne (23/11/2017), "Migraine", patient, Retrieved 17/12/2021. Edited.
- ↑ Helen Webberley (5/8/2021), "Everything you need to know about migraine", medicalnewstoday, Retrieved 17/12/2021. Edited.
- ↑ Anne C. Poinier & Adam Husney & Martin J. Gabica & Kathleen Romito & Kathleen Romito (4/8/2020), "Types of Migraine Headaches", uofmhealth, Retrieved 17/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Heidi Moawad (14/7/2021), "How Migraines Are Diagnosed", verywellhealth, Retrieved 17/12/2021. Edited.
- ↑ Becky Upham (15/1/2021), "How Is Migraine Diagnosed?", everydayhealth, Retrieved 17/12/2021. Edited.