ما هو مرض الباركنسون؟

مرض الباركنسون (Parkinson's disease) هو أحد الاضطرابات العصبية المؤثرة في الحركة، تظهر أعراضه بدايةً على شكل رعشة في يد واحدة، ثم تتفاقم الأعراض تدريجياً مع مرور الوقت لتشمل رعشة في أطراف الجسم، وبطء الحركة، وتيبّس أو تصلّب العضلات، ومشاكل في النطق، ويحدث مرض باركنسون عن تضرر الخلايا العصبية المُنتجة لهرمون الدوبامين (Dopamine)، وهي مادة كيميائية ضرورية للعضلات والحركة بشكل عام.[١][٢]


ما هي أعراض مرض الباركنسون؟

تتضمن الأعراض المرافقة لمرض الباركنسون على ما يلي:[٣][٤]

  • الرعشة والحركات اللاإرادية في وضع الراحة: التي تصيب اليدين، والذراعين، والساقين، والفك.
  • تصلب وتشنج العضلات: وغالبًا ما تشيع الإصابة بها في الذراعين، أو الكتفين، أو الرقبة.
  • اختلال في التوازن: وعدم القدرة على الثبات أثناء المشي.
  • الانحناء في وضعية الجسم: يرافقها انثناء في المرفقين، والركبتين والوركين.
  • بطء وصعوبة في بعض الحركات الإرادية: بما في ذلك حركة رمش العين، وصعوبة في البلع، ونقص في إفراز اللعاب.
  • صعوبة في إجراء المهام اليومية البسيطة: بالإضافة إلى حدوث تغييرات في نبرة الصوت، والجمود في تعابير الوجه.
  • الإصابة بالكآبة: أو الخرف وانخفاض المهارات العقلية.




تزداد حدة الأعراض غالبًا مع تطور مرض الباركنسون، مما يؤثر ذلك سلبًا على طبيعة حياة المصاب، ويصعب عليه أداء مهماته اليومية دون اللجوء إلى بعض المساعدة، ومع ذلك فإن تناول العلاج قد يقلص بصورة كبيرة من الأعراض لدى العديد من الأشخاص المُصابين.




ما هي أسباب مرض الباركنسون؟

يعود السبب في الإصابة بمرض الباركنسون لفقدان أو موت الخلايا العصبية الموجودة في منطقة من الدماغ تعرف باسم المادة السوداء (Substantia nigra) المسؤولة عن إنتاج مادة الدوبامين (Dopamine)، وهي مادة كيميائية موجودة في الدماغ لها دور حيوي في تنظيم الحركة في الجسم، لذا فإن النقص الحاصل في إنتاجها ينجم عنه ظهور أعراض الباركنسون،[٤] ويمكن أن يلحق الضرر للنهايات العصبية المسؤولة عن إنتاج ناقل عصبي آخر وهو النورإبينيفرين (Norepinephrine) والذي يلعب دورًا هامًا في الدورة الدموية ووظائف الجسم الحركية الأخرى،[٥] ومع ذلك فلا يزال السبب الكامن وراء الضرر الذي يحدث للخلايا العصبية مبهم حتى الآن، إلا أن معظم الخبراء والباحثين يعتقدون بأن للعوامل الوراثية، والبيئية دور في ذلك أيضًا.[٤]


ما هي عوامل خطر الإصابة مرض الباركنسون؟

هنالك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض الباركنسون، ويمكن بيان أبرزها كالتالي:[٥]

  • التقدم في العمر: يظهر المرض غالبًا في عمر 60 عامًا، ولكن قد يعاني ما نسبته 5 - 10% من الأشخاص من بداية مبكرة للباركنسون قبل سن 50 عامًا.
  • الجنس: يُعدُّ الرجال أكثر عرضة للإصابة بالمرض بنسبة 50% من النساء، ومع ذلك فإن خطر الإصابة لدى النساء يزداد بازدياد العمر وفقًا لدراسة أجريت في عام 2016.
  • استخدام بعض الأدوية: قد تتسبب بعض أنواع الأدوية في ظهور أعراض مشابهة لمرض الباركنسون كالرعاش.
  • التعرض للسموم: مثل: المبيدات الحشرية، والمذيبات، والمعادن، وغيرها من الملوثات.
  • إصابات الرأس: والتي قد تكون ناجمة عن ممارسة بعض أنواع الرياضة الاحتكاكية، مثل: كرة القدم الأمريكية.


هل يُعدُّ مرض الباركنسون وراثيًا؟

قد تم اكتشاف بعض الطفرات الجينية المرتبطة بمرض الباركنسون من قبل بعض العلماء، لذا يُرجحُ أن تكون حالات الإصابة المبكرة بمرض الباركنسون والتي تبدأ عادةً قبل سن الخمسينات ذات طابع وراثي.[٦]


كيف يمكن تشخيص مرض الباركنسون؟

يواجه الأطباء صعوبة في تشخيص مرض الباركنسون في مراحله المبكرة، نظرًا لتشابه أعراضه مع الكثير من المشاكل الصّحية الأخرى، أو أعراض الشيخوخة التي تحدث بشكل طبيعي، لذا قد يحتاج الطبيب لبعض الوقت في مراقبة الأعراض ليتسنى له معرفة ما إن كان هنالك استمرارية في وجود الأعراض أم لا، ولسوء الحظ، لا يوجد فحوصات مخبرية أو تحاليل للدم قادرة على تأكيد الإصابة بالمرض، وعادةً ما يتم تشخيص المرض استنادًا للسيرة المرضية للشخص، واختبار الجهاز العصبي، وقد تُساهم فحوصات الدماغ والتحاليل المخبرية في استبعاد العديد من الأمراض والحالات المختلفة الأخرى، وقد تتضمن بعض طرق تشخيص مرض الباركنسون ما يلي:[٧][٨]

  • ظهور الأعراض الخاصة بالباركنسون: وملاحظة مدى تطورها.
  • الفحوصات التصويرية: بما في ذلك التصوير المقطعي CT أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك لاستبعاد وجود أورام أو جلطة تسبب أعراض شبيهة بالباركنسون.
  • الاختبار التجريبي لدواء الباركنسون: يوصى باستخدام الأدوية في حال تفاقم الأعراض، يمكن حينها تناول بعض الأدوية الأساسية في العلاج، مثل: ليفودوبا (Levodopa) وإل دوبا (L-dopa)، فإن ظهر تحسن في الأعراض، فإن ذلك يُعدُّ دلالةً على الإصابة بمرض باركنسون.




عادةً ما تعطي فحوصات تصوير الدماغ عند الإصابة بمرض الباركنسون نتيجة طبيعية، وبذلك هي غير مفيدة في التشخيص.




كيف يمكن علاج مرض الباركنسون؟

لسوء الحظ لم يتمكن الباحثون من إيجاد طرق كفيلة بعلاج مرض الباركنسون، ولكن قد توفر الأدوية المساعدة في السيطرة على الأعراض بشكل كبير في معظم الأوقات، وذلك عن طريق تعويض مستويات الدوبامين في الدماغ، كما يمكن اللجوء إلى الجراحة في الحالات المتقدمة من المرض،[١][٩] وتندرج أدوية الباركنسون ضمن الفئات التالية:[٩]

  • ليفودوبا: الذي يعمل على تعويض نقص الدومابين، ويعرف بأسماء تجارية عدة منها Sinemet أو Credanil.
  • محفزات الدوبامين: والتي تحاكي عمل الدوبامين، ومنها بارميبكسول المعروف تجارياً باسم Sifrol.
  • مثبطات إنزيم COMT: يترافق استخدامه مع الليفودوبا، ويقوم مبدأ عملها على تثبيط إنزيم COMT ليمنع بذلك تحطيم الليفودوبا في الأمعاء، مما يعطي فرصة أكبر لليفودوبا ليصل إلى الدماغ.
  • الأدوية المضادة للكولين Anticholinergics: حيث تقوم بكبح تأثير الأستيل كولين في الجهاز العصبي، لتحقيق التوازن مع مستويات الدوبامين.
  • أمانتادين Amantadine: يمتاز بخصائصه المضادة للكولين، كما يعمل على تحسين انتقال الدوبامين.
  • مثبطات إنزيم أكسيداز أحادي الأمين النوع ب MAO type B inhibitors: والتي تمنع استقلاب الدوبامين بالدماغ.




قد يفيد في بعض الأحيان إجراء تغييرات في نمط الحياة لدى الشخص المصاب بالباركنسون كممارسة الرياضة في علاج الأعراض، كما أن الخضوع للعلاج الطبيعي، وعلاج النطق واللغة يساهم في علاج مشاكل المشي والتوازن، وصعوبات الأكل والبلع، ومع ذلك، تظل الجراحة خيارًا متاحًا في بعض الحالات.




متى قد يلجأ الطبيب إلى إجراء جراحي لعلاج مرض الباركنسون؟

يلجأ الطبيب إلى ما يسمى بالتحفيز العميق للدماغ (DBS) لدى الأشخاص المصابين بالباركنسون في حال عدم جدوى العلاج الدوائي لديهم، إذ يعتبر من الإجراءات الجراحية التي يجرى فيها زرع أقطاب كهربائية في جزء من الدماغ، وتتصل هذه الأقطاب بجهاز كهربائي يزرع في الصدر، ليعمل هذا الجهاز على تحفيز غير مؤلم للدماغ، مما يساعد في القضاء على العديد من الأعراض المرتبطة بالحركة، مثل: الرعشة، وبطء الحركة، والتصلب.[١٠]


الوقاية من مرض الباركنسون

الجدير بالذكر هنا أن سبل الوقاية من مرض الباركنسون لا تزال غامضة، ولكن قد يساهم تجنب عوامل الخطر، واتباع نمط غذائي صحي في التقليل من خطر الإصابة بالباركنسون، ووفقًا لبعض الدراسات فقد تبين أن تناول الغذاء الغني بمضادات الأكسدة إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية قد يوفر الحماية من الإصابة بالباركنسون.[١١]

المراجع

  1. ^ أ ب "Parkinson's disease", mayoclinic, Retrieved 21/12/2021. Edited.
  2. "Parkinson's disease", healthdirect, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  3. "Parkinson’s Disease", aans, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Parkinson's disease", nhs, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Parkinson's disease early signs and causes", medicalnewstoday, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  6. "Parkinson's Disease", clevelandclinic, Retrieved 20/12/2021. Edited.
  7. "Parkinson Disease", cedars-sinai, Retrieved 21/12/2021. Edited.
  8. "Diagnosing Parkinson's disease", medicalnewstoday, Retrieved 27/12/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Parkinson's disease", betterhealth, Retrieved 21/12/2021. Edited.
  10. "Parkinson's Disease", nih, Retrieved 21/12/2021. Edited.
  11. "What Is Parkinson’s Disease? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 21/12/2021. Edited.