يشير مرض الباركنسون إلى وجود مشاكل في بعض خلايا الدماغ، ولكن السبب الحقيقي والدقيق وراء حدوث هذا المرض ما يزال مجهول حتى وقتنا الحالي، ولكن كيف يحدث هذا المرض؟ وما هي العوامل التي قد تؤدي إلى حدوثه؟[١]
سبب الباركنسون
تحدث الإصابة بمرض الباركنسون نتيجة موت أو تلف الخلايا العصبية الموجودة في المادة السوداء (Substantia nigra) في الدماغ، إذ إن تلفها أو موتها يؤدي إلى إنتاج كميات قليلة من مادة الدوبامين (Dopamine) التي تساعد على تحقيق التواصل ونقل الإشارات بين مناطق الدماغ المختلفة، وقد يؤثر نقص الدوبامين في عمل منطقة العقد القاعدية (Basal Ganglia) في الدماغ المسؤولة عن تنظيم أوامر الدماغ المرتبطة بحركة الجسم، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض الحركية المرتبطة بمرض الباركنسون، كما أنّ المرضى المصابين بالباركنسون يفقدون أيضاً النورإيبينيفرين (Norepinephrine)؛ وهو مادة كيميائية مهمة جداً لعمل الجهاز العصبي السمّبثاوي (SNS)، مما قد يؤثر في قدرته على تنظيم بعض وظائف الجسم اللاإرادية؛ مثل الهضم، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومعدل التنفس، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض غير الحركية التي ترتبط بمرض الباركنسون.[٢][٣]
تحدث عملية فقدان الخلايا العصبية ببطء، وتبدأ أعراض مرض الباركنسون بالظهور بعد فقدان ما نسبته حوالي 80% من الخلايا العصبية الموجودة في المادة السوداء.
ما هي أسباب فقدان الخلايا العصبية؟
في الحقيقة لا يعرف السبب الدقيق وراء فقدان الخلايا العصبية المرتبط بمرض باركنسون، ولكن هناك مجموعة من العوامل التي يُعتقد أنها تسبب تلف الخلايا العصبية المرتبط بالباركنسون، وهي مزيج بين التغيرات الجينية والعوامل البيئية، وفيما يأتي توضيح لأبرزها:[٣]
- الجينات: تمكّن العلماء من التوصل إلى طفرات جينية معينة قد تكون مسؤولة عن الإصابة بمرض الباركنسون، ولكنها لا تعتبر شائعة، إذ إنّ ظهورها يكون في حالات نادرة عندما يكون عدة أفراد من الأسرة الواحد مصابين بالباركنسون، وبالرغم من ذلك هناك اختلافات وطفرات جينية قد تزيد من خطر حدوث الباركنسون بنسبة قليلة،[٤]وهي: (GBA)، و(LRRK2)، و(PRKN)، و(SNCA)، ولكن ليس بالضرورة أن يصيب الباركنسون جميع من يحملون هذه الطفرات نظراً لوجود عوامل أخرى قد تلعب دور في تطور هذا المرض.[٥]
- العوامل البيئية: مثل التعرض لإصابة على الرأس، أو التواجد في مناطق سكنية معينة، أو التعرض لمبيدات الحشرات.[٦]
- وجود أجسام لوي: (Lewy bodies)، وهي عبارة عن بروتينات مُتكتّلة مكونة من بروتين ألفا ساينوكلين (⍺-Synuclein)؛ تم العثور عليها في الخلايا العصبية المتأثرة في المرضى المصابين بمرض باركنسون، ويعتقد العلماء أن هذه الأجسام سامّة، وتكمن خطورتها بأن الخلايا العصبية لا تكون قادرة على تحطيم هذه الكتل البروتينية مما يؤدي إلى موت هذه الخلايا وتلفها،[٧] وهناك حالة تعرف بخرف جسم لوي (Lewy Body Dementia)؛ وبالرغم من أن أعراضها مشابهة للباركنسون إلا أنها تعتبر مرض مختلف عنه.[٨]
عوامل خطر مرض باركنسون
يوجد مجموعة من العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون، وفيما يأتي نذكر أبرزها:[٩]
- الأشخاص ممن تجاوزت أعمارهم 50 سنة: حيثُ يُعد أحد العوامل الرئيسيّة للإصابة، وبالرغم من ذلك فقد تم تشخيص أفراد أصغر عمراً مصابين بمرض الباركنسون.
- الجنس الذكري: فالرجال أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون مقارنة بالنساء، ولكن حتى الآن لا تُعرف العلاقة بين الجنس وفرصة الإصابة بمرض الباركنسون.
- ممارسة بعض الوظائف والأعمال: كالأشخاص الذين يعملون في مجال الزراعة، أو وظائف المصانع، أو من يعملون في قطاعات تستلزم التعرض لمواد كيميائية معينة مرتبطة بالإصابة بمرض باركنسون، خاصة عند العمل بهذه المجالات لسنين طويلة.[١]
- التعرض لإصابات قوية على الرأس: خاصة الإصابات التي تتسبب بفقدان الوعي أو النسيان.[١]
هل يمكن للوالدين نقل مرض الباركنسون لأطفالهم؟
الإجابة نعم، بالرغم من أنّ ذلك نادر الحدوث ويؤثر في عدد قليل جدًا من العائلات، إذ تبلغ نسبة حالات الباركنسون المنقولة من الوالدين للأطفال 1 من كل 100 حالة مصابة بالباركنسون.[١]
ما هي الباركنسونية؟
يعد مرض الباركنسون النوع الأكثر شيوعاً من الباركنسونية (Parkinsonism)؛ والتي تمثل مصطلح شامل يصف الرعشات، وتصلّب العضلات، وبطء الحركة، ويعتقد بأن هناك أنواعاً أخرى الباركنسونية ناجمة عن أسباب محددة، ونذكر من هذه الأسباب الآتي:[٣]
- أخذ أنواع معينة من الأدوية: مثل بعض أنواع الأدوية المضادة للذهان، وغالباً ما تتحسن الحالة بمجرد التوقف عن تناول الدواء المسبب للمرض.
- مرض الأوعية الدموية الدماغية: إذ إن التعرض للسكتات الدماغية الصغيرة بصورة متكررة قد يؤدي إلى موت عدة أجزاء من الدماغ.
- الإصابة باضطرابات الدماغ التقدمية: مثل: الشلل فوق النووي التقدمي (Progressive supranuclear palsy)، أو الضمور الجهازي المتعدد (MSA)، أو التنكس القشري القاعدي (Corticobasal degeneration).
المراجع
- ^ أ ب ت ث "What Causes Parkinson's Disease?", webmd, Retrieved 16/12/2021. Edited.
- ↑ "Parkinson's Disease", clevelandclinic, Retrieved 16/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Parkinson's disease", nhs, Retrieved 16/12/2021. Edited.
- ↑ "Parkinson's disease", mayoclinic, Retrieved 16/12/2021. Edited.
- ↑ "Parkinson's disease", michaeljfox, Retrieved 16/12/2021. Edited.
- ↑ "What Is Parkinson's?", parkinson, Retrieved 16/12/2021. Edited.
- ↑ "Parkinson's disease", everydayhealth, Retrieved 16/12/2021. Edited.
- ↑ "Parkinson's disease early signs and causes", medicalnewstoday, Retrieved 16/12/2021. Edited.
- ↑ "POTENTIAL CAUSES OF PARKINSON’S DISEASE", apdaparkinson, Retrieved 16/12/2021. Edited.