ما هي أنواع التصلب اللويحي المتعدد؟

ينتج مرض التصلُّب اللويحي المتعدد عن تضرُّر الأعصاب في الجسم، إلا أنّ نمط ظهوره مختلف بين مُصاب وآخر، وكأن كل شخص مُصاب بمرض مختلف، فقد صنَّف المختصون مرض التصلُّب المتعدد إلى عدة أنواع، ويساعد ذلك الأطباء على توقُّع مدى شدة المرض، وتحديد العلاج الأكثر ملائمة للمريض،^[١] فما هي أنواع مرض التصلب اللويحي المتعدد؟

ما هي أنواع التصلب اللويحي المتعدد الرئيسية؟

يحدد الطبيب نوع التصلُّب اللويحي المتعدد منذ بداية تشخيص المرض عادةً، إذ يساعده ذلك على وضع خطة العلاج المناسبة للمريض كما ذُكر،^[٢] وقد تم تصنيف المرض إلى أربعة أنواع رئيسية بناءً على مرحلة المرض وشدة تطوّره، ويمكن بيان هذه الأنواع كالآتي:^[٣]

المتلازمة السريرية المعزولة

يُصنَّف الطبيب مرض التصلب اللويحي المتعدد ضمن نوع المتلازمة السريرية المعزولة (CIS) في حال حدوث نوبة المرض لأول مرة، ونوبة المرض هي الفترة التي تظهر فيها الأعراض تستمر لمدة يوم كامل على الأقل، ولكن قد لا يعاني المريض من أي نوبة أخرى من المرض مستقبلًا، فيبقى التصنيف ذاته للمرض، لكن في بعض الحالات قد يتطور المرض وتتكرر النوبات، وفي هذه الحالة يُصنِّف الطبيب المرض ضمن نوع آخر وهو التصلب المتعدد المتكرِّر الانتكاسي.^[٤]

التصلُّب المتعدد المتكرِّر الانتكاسي

التصلُّب المتعدد المتكرر الانتكاسي (RRMS) هو أكثر أنواع التصلُّب المتعدِّد شيوعًا،^[٣] وفيه تظهر أعراض المرض على شكل نوبات تستمر من عدة أيام إلى عدة أشهر، ومن ثم تختفي لفترة من الوقت، وقد تمتد هذه الفترة التي تخلو من الأعراض من عدة أشهر إلى سنوات، وخلال النوبات قد تزداد شدة الأعراض التي يعاني منها المريض سوءًا، أو قد تظهر أعراض جديدة عليه،^[٥] ويُصنَّف هذا النوع إلى أنواع أخرى متفرعة منه، فقد يقوم الطبيب بتصنيفه إلى نوع نشط ونوع خامل، أو قد يصنِّفه إلى النوع المتفاقم الذي يزداد شدة مع الوقت، والنوع غير المتفاقم.^[٥]

التصلب المتعدد التقدمي الثانوي

يعد النوع التقدمي الثانوي (SPMS) مرحلة ثانية من النوع السابق، فمعظم الأشخاص الذين شُخصوا بدايةً بالتصلب المتعدد المتكرِّر الانتكاسي يتطور لديهم المرض، ليصبحوا ضمن هذا النوع، لكن يستغرق تطوّر المرض وانتقاله إلى هذه المرحلة وقتًا طويلًا يصل إلى 10-20 سنة في العادة، وفي هذا النوع يعاني المريض من نوبات أقل تكرارًا، إلا أنّها أكثر شدة.^[٦][١]

تجدر الإِشارة إلى أنّه كلما كان الشخص أكبر عمرًا عند تشخيصه بنوع التصلُّب المتعدد الانتكاسي، كلما كانت المدة التي يتطور بها المرض إلى النوع التقدمي الثانوي أقصر، كما وتكون هذه المدة أقصر في حال الأشخاص الذين لا يتعافون بشكل تام من نوبات المرض، أي لا تختفي الأعراض لديهم بشكل كامل بعد انتهاء النوبة.^[١]

التصلب المتعدد التقدمي الأولي

في النوع التقدمي الأولي (PPMS) لا يمر المريض بفترات تخلو من الأعراض، بل تبدأ الأعراض لديه وتزداد شدة مع الوقت على مدى عدة سنوات، إلا أنّه قد يمر بفترات تبقى فيها شدة الأعراض ثابتة دون تطوّر، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا من الأنواع الأقل شيوعًا، فواحد من كل 10 أشخاص مُصابون بالتصلب اللويحي المتعدِّد يُشخصون بهذا النوع منذ البداية،^[٧] وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع يؤدي إلى إعاقة المريض وانخفاض قدرته على أداء أنشطته اليومية بمدة أقصر مقارنة بالأنواع الأخرى.^[١]

أنواع أخرى من التصلب المتعدد

بالإضافة إلى الأنواع الرئيسية السابقة يوجد أنواع أخرى نادرة من مرض التصلب اللويحي المتعدد، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض هذه الأنواع غير مُتفَق على تصنيفها بشكل كامل من قبل المختصين، وهذه الأنواع هي:^[٨]

• التصلب المتعدد التقدمي الانتكاسي: وفيه تزداد شدة الأعراض مع الوقت باستمرار، كما ويعاني المريض من نوبات تتفاقم فيها شدة الأعراض أكثر.
• التصلب المتعدد الخبيث: ويُشار له أيضًا باسم مرض ماربورغ (Marburg MS)، وهو من أشد الأنواع، إذ فيه يتطور المرض بسرعة كبيرة، مع معاناة المريض من انتكاسات شديدة خلال أول خمس سنوات، وفي هذا النوع قد يحتاج المريض إلى علاج مكثَّف أكثر من الأنواع الأخرى.
• التصلُّب المتعدد الحميد: في هذا النوع يبقى المرض ثابتًا دون تطوّر، أو يتطور بدرجة بسيطة خلال فترة زمنية طويلة تصل إلى حوالي 15 سنة، لكن قد يعود المرض نشيطًا بعد ذلك، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع غير مُتفَق عليه من قبل جميع المختصين.
• التصلب المتعدد المحترق: (Burned-out MS) وهو نوع من التصلب المتعدد غير النشط، وفيه يتباطأ تطور المرض بعد مدة من تفاقمه وزيادته سوءًا.^[٣]
• المتلازمة المعزولة إشعاعيًا: (RIS) وفيه تُظهر الاختبارات التصويرية كالتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) ظهور علامات في الدماغ تدل على الإصابة بمرض التصلُّب المتعدد، لكن المريض لا يعاني من أية أعراض ظاهرة عليه، ويجدر التنويه إلى ضرورة متابعة حالة المرضى ضمن هذا النوع، إذ قد تبدأ الأعراض لديهم بالظهور بعد فترة، وذلك بهدف الحصول على العلاج مبكِّرًا.^[٣]