يُعد مرض التصلب اللويحي (MS - Multiple sclerosis) من الأمراض طويلة الأمد التي تؤثر في الأعصاب بشكل رئيسي، وقد يكون من الصّعب تشخيص هذا المرض لعدم وجود فحصٍ خاصّ ودقيق للكشف عنه، وقد تتشابه أعراض مرض التصلّب اللويحي مع العديد من الحالات المَرَضية؛ التي سنتطرّق إليها في المقال.[١][٢]


أمراض المناعة الذاتية المُشابهة للتصلب اللويحي


التهاب الدماغ والنخاع الحاد

يعدّ التهاب الدماغ والنخاع الحاد (ADEM - Acute Disseminated Encephalomyelitis)، مرض مناعي يُهاجم فيه الجهاز المناعي طبقة الميالين المحيطة بالأعصاب، ويتشابه مع التّصلب اللويحي بالأعراض التالية:[٣]

  • صداع.
  • تيّبس الرقبة.
  • الترنُّح.
  • التهاب العصب البصري.
  • الخمول.
  • الهذيان.
  • التقيؤ.
  • فقدان الوزن.




يختلف التهاب الدماغ والنخاع الحاد عن التصلب اللويحي بكونّه يتمثَّل بهجوم جهاز المناعة لمرة واحدة، بينما يُعاني المُصابين بالتصلب اللويحي من التهابات متكررة في الدماغ والنخاع الشوكي، بالإضافة إلى أنّ التهاب الدماغ والنخاع الحادّ يظهر بعد الإصابة بعدوى فيروسية ويصيب الأطفال بنسبةٍ أكبر خاصّةً بعد إصابتهم بالحصبة، بخلاف التصلّب اللويحي الذي يُعدّ شائعًا لدى البالغين.



[٤]


الذئبة الحمامية الجهازية

تعد الآفات المتكوّنة على الحبل الشّوكي نتيجة الإصابة بالتصلب اللويحي عاملاً مميزًا للتمييز بينه وبين مرض الذّئبة الحمامية، كما يمكن تمييز الذّئبة الحمامية لدى النساء من خلال حدوث إجهاض خلال الثلث الأول من الحمل وهو أمر شائعٌ جدًا عند النساء المصابات بالذئبة، لكنّه ليس شائعًا لدى النّساء المصابات بمرض التصلب اللويحي،[٥] فمرض الذئبة الحمامية الجهازية (SLE - Systemic Lupus Erythematosus) أحد أمراض المناعة الذاتية المزمنة التي تصيب الجلد والمفاصل والدم والكلى، مسببًا العديد من الأعراض المُشابهة لأعراض التصلُّب اللويحي، مثل:[٥]

  • آلام المفاصل وتورُّمها.
  • التعب الشّديد.
  • فقر الدم.
  • الطّفح الجلدي.
  • تساقط الشعر.
  • تحوُّل لون أصابع القدمين واليدين إلى اللون الأبيض أو الأزرق في درجات الحرارة المنخفضة، ويُعرَف هذا باسم ظاهرة رينود (Raynaud's phenomenon).



تُجرَى عدّة فحوصات وتحاليل للتمييز بين التصلُّب اللويحي والذئبة الحمامية الجهازية مثل: تحليل البول أو خزعة الكلى، أو التّصوير بالرّنين المغناطيسي، والتّصوير الطّبقي المحوري، وتخطيط صدى القلب، والأشعّة السّينية، بالإضافة إلى مراجعة معايير التشخيص الأخرى لاستثناء مرض الذئبة الحمامية وتأكيد الإصابة بالتّصلّب اللويحي.



[٥]


متلازمة شوغرن

تُعدّ متلازمة شوغرن (Sjögren's Syndrome) من الأسباب النّادرة للأمراض التي تُذيب الميالين في الجهاز العصبي المركزي، ومن أهمّ أعراضها المُشابِهة للتصلّب اللويحي ما يلي:[٦]

  • جفاف العينين والفم.
  • صعوبة البلع والتحدُّث.
  • الشّعور بالتعب.
  • آلام في المفاصل.
  • تراجع القدرة على الإحساس والتنميل.




يمكن التّمييز بين التصلّب اللويحي ومتلازمة شوغرن بواسطة اختبارات سرعة التوصيل العصبي (NCV - Nerve conduction velocity)، إذ يكون تلف الأعصاب في مرض التصلب اللويحي مركزيًا، بينما تلف الأعصاب في متلازمة شوغرن يكون طرفيًا.



[٦]


داء الساركويد

يُعدّ داء الساركويد (Sarcoidosis) أحد أمراض المناعة الذاتية المُشابِهة للتصلّب اللويحي، ومن أعراضه التّعب العام وتراجع القدرة على الرّؤية، كما أنّ داء الساركويد يؤثر بشكل شائعٍ في الرئتين، والعقد الليمفاوية، والجلد، مما يسبّب السّعال، وتضخّم العقد الليمفاوية، وتغيّر لون مناطق محددة في الجلد، بالإضافة إلى أنّه أكثر شيوعًا لدى البالغين بين سنّ 20- 40 عامًا.[٧]




تُستخدَم الأشعّة السّينية للصدر (Chest x-ray) كأكثر الوسائل التّشخيصية شيوعًا للتمييز بين داء السّاركويد والتصلّب اللويحي.



[٣]


الأمراض المُعدية المُشابهة للتصلّب اللويحي


مرض لايم

ينتج مرض لايم (Lyme disease) عن الإصابة بعدوى بكتيرية ينقلها قراد الأيل، وعند إجراء التّصوير بالرنين المغناطيسي؛ فإنّ الصّورة لدماغ المُصاب بمرض لايم قد تكون نتائجها مُشابِهة لصورة دماغ المُصاب بمرض التصلّب اللويحي، لذلك يتطلّب التمييز بينهما إجراء العديد من الفحوصات الأكثر دقّة مثل: اختبار الأجسام المضادة للبكتيريا في الدم أو السّائل النخاعي الشوكي.[٨]


عدوى فيروس تي- الليمفاوي البشري من النوع الأول

تشبه الأعراض النّاتجة عن عدوى فيروس تي- الليمفاوي البشري من النوع الأول (HTLV-1 أو Human T-cell lymphotropic virus-1) بشكلٍ كبيرٍ أعراض مرض التصلب اللويحي في مراحله المتقدّمة، إذ يُعاني المُصاب بالعدوى من تشنجّاتٍ عضلية، وضعفٍ في العضلات، والشلل، ويمكن التّمييز بينهما بواسطة إجراء تحليل للدم.[٣]


مرض الزهري

ينتقل مرض الزهري (Syphilis) عن طريق العلاقات الجنسية، ويُعرَف بالزّهري العصبي (Neurosyphilis) عندما تنتشر العدوى إلى الجهاز العصبي المركزي، وينجم عنها أعراضٌ عصبية مُشابِهة لتلك الظّاهرة في مرض التصلب اللويحي مثل: صعوبة المشي، والرعشة، والضعف، والاضطرابات الحسيّة، ويمكن التّمييز بينه وبين مرض التصلّب اللويحي من خلال إجراء تحليل الأجسام المضادة لمرض الزّهري في الدم أو السّائل النّخاعي الشوكي.[٩]


أمراض الأوعية الدموية المُشابِهة للتصلب اللويحي


السكتة الدماغية

تحدث السّكتة الدّماغية (Stroke) نتيجة انقطاع إمداد الدم لأحد أجزاء الدماغ، وتظهر الأعراض بصورةٍ سريعة لتشمل ما يلي:[١٠]

  • فقدان البصر في إحدى العينين أو كلتيهما.
  • فقدان الإحساس في جانبٍ واحد من الجسم.
  • صعوبة المشي والكلام.
  • الصّداع الشّديد المفاجئ.
  • الغثيان المُفاجئ الذي قد يكون مصحوبًا بالتقيؤ.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • فقدان الوعي.




تتشابه أعراض السّكتة الدّماغية مع علامات تفاقم مرض التصلُّب اللويحي، ويُعدُّ العمر في هذه الحالة عاملًا مهمًا للتمييز بينهما، إذ يميل الأطباء في تشخيص السّكتة الدماغية عند المرضى الذين تتجاوز أعمارهم 70 عامًا.



[١٠]


التهاب الأوعية الدموية

قد يسبّب التهاب الأوعية الدموية (Vasculitis) أعراضًا شبيهة بالتصلّب اللويحي، مثل الآلام، والخدران، وضعف الأطراف، بالإضافة إلى حدوث مشاكل في الإدراك، ويتم تشخيص التهاب الأوعية الدموية الذي يصيب الجلد أو أعضاء الجسم مثل الكلى، عن طريق أخذ خزعة من الأنسجة التي تمّ جمعها من تلك المنطقة، بالإضافة إلى إمكانية تشخيص بعض أنواع التهاب الأوعية الدموية بواسطة تحليل الدم للكشف عن الأجسام المضادة للسيتوبلازم (ANCA).[١١]


أمراض أخرى مُشابِهة للتصلّب اللويحي


نقص فيتامين ب12

قد يتسبَّب نقص فيتامين ب12 في تلاشي مادة الميالين المحيطة بالخلايا العصبية، وهو ما يحدث أيضًا عند الإصابة بمرض التصلّب اللويحي، لذلك قد يعاني المصاب بنقص فيتامين ب12 من أعراضٍ مُشابهة للتصلّب اللويحي؛ مثل التعب العام، والتنميل والخدران في اليدين والقدمين، إلا أنّه يمكن التمييز بينهما بإجراء تحليل الدم لقياس مستوى فيتامين ب12 في الدم.[١٢]



نظرًا لاقتصار مصادر فيتامين ب12 الطبيعية على اللحوم ومنتجات الألبان، فإنّ الأشخاص المعتمدون على النظام الغذائي النباتي عُرضةٌ لانخفاض مستوى فيتامين ب 12 بشكل كبير، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يستخدمون مضادات الحموضة بشكل متكرر.



[١٢]


الألم العضلي الليفي

تتشابه الأعراض بين الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia) والتصلُّب اللويحي، فتكون أعراض الألم العضليّ الليفي على شكل صداع، وألمٍ في المفاصل والعضلات، والشّعور بخدران وتنميل في الأطراف، وضعف الإدراك، وتعبٍ عام، إلا أنّه يمكن التفريق بينهما من خلال التّصوير بالرنين المغناطيسي، الذي لا يُظهِر وجود أيّة آفاتٍ على الدماغ لدى مرضى الألم العضلي الليفي، بعكس الآفات المتكونّة على الدّماغ والحبل الشوكي لدى مرضى التصلّب اللويحي.[٣]


اضطرابات العمود الفقري

يحدث الانزلاق الغضروفيّ أو القرص المنفتق (Herniated disc) نتيجة انزلاق أحد الأقراص الموجودة بين فقرات العمود الفقري، مما يؤدي إلى تهيُّج الأعصاب المحيطة بالقرص، وينتج عن ذلك ألم وتنميل يعتمد على موقع الجزء المُصاب من العمود الفقري، وقد تتشابه هذه الأعراض مع مرض التصلّب اللويحي، بحيث يمكن التّمييز بينهما بواسطة التّصوير بالرّنين المغناطيسي للعمود الفقري.[١٣]


المراجع

  1. "Need to Know: What Is an MS Mimic?", multiplesclerosisnewstoday, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  2. "What Is Multiple Sclerosis?", webmd, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Diseases That Mimic MS", msfocus, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  4. "Acute Disseminated Encephalomyelitis (ADEM)", nationalmssociety, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Differences Between Lupus and MS", verywellhealth, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Can Sjogren’s Mimic MS or be an MS Syndrome? (5380)", neurology, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  7. "16 Conditions Commonly Mistaken for Multiple Sclerosis", everydayhealth, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  8. "Lyme Disease Vs. Multiple Sclerosis", webmd, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  9. "8 Conditions That Mimic Multiple Sclerosis", healthgrades, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Conditions That Can Seem Like MS", webmd, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  11. "Multiple sclerosis differential diagnosis", wikidoc, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "medicalconditions", psychiatrist, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  13. "diseases that mimic multiple sclerosis", verywellhealth, Retrieved 8/11/2021. Edited.