ما هو التصلب اللويحي؟
يُعرَّف التصلب اللويحي (MS) بأنه أحد أمراض المناعة الذاتية المزمنة، والتي يُهاجم فيها جهاز المناعة الطبقة الدهنية المحيطة بالأعصاب الموجودة في الدماغ، والحبل الشوكي، والتي تعمل على حمايتها، وتُسمى طبقة الميالين، مما يؤدي إلى التهاب الأعصاب، وإعاقة تدفق الإشارات الكهربائية من الدماغ والحبل الشوكي إلى المنطقة المستهدفة، مما يعني فقدان الجسم القدرة على القيام بعدد من الوظائف.[١]
أنواع مرض التصلب اللويحي
توجد أربعة أنوع من مرض التصلب اللويحي، وقد يتطور كل نوع إلى النوع الذي يليه، وهي كما يلي:[٢]
- المتلازمة السريرية المعزولة: أو تسمى مرحلة ما قبل المرض، وتحدث عندما بداية زوال طبقة الميالين، فتظهر أعراض تستمر لمدة 24 ساعة، ثم تزول، وفي هذه المرحلة، لا يتم تشخيص التصلب اللويحي، لأن الأعراض لا تكفي، إلا في حال أخذ خزعة من سائل النخاع الشوكي، وظهر فيها الجلوبيولين المناعي.
- التصلب اللويحي الانتكاسي: يمر هذا النوع بفترات ينتكس فيها المرض، وتظهر أعراضه، يفصل بينها فترات تخلو من الأعراض، وقد تتفاقم الحالة وتتراوح ما بين الخفيفة إلى المتوسطة، ويعتبر التصلب اللويحي الانتكاسي هو النوع الأكثر انتشارًا من أنواع التصلب اللويحي، وبنسبة انتشار تصل إلى 85%.
- التصلب اللويحي التدريجي الأولى: تتفاقم الأعراض في هذه المرحلة، وتصبح أسوأ مع مرور الوقت، لكن قد تمر فترات قصيرة تتحسن فيها الأعراض، لتعود للظهور مرة أخرى.
- التصلب اللويحي التدريجي الثانوي: ينتقل المريض تدريجيًا من النوع السابق إلى هذا النوع، لتصبح فترة الانتكاسات والمرض أطول، وتصبح الأعراض أكثر حدة، وقد تصل في بعض الأحيان إلى درجة الإعاقة، والاضطرابات وظيفية.
أسباب التصلب اللويحي
إلى الآن لم يُعرف السبب الرئيسي للإصابة بالتصلب اللويحي، لكن توجد عوامل تلعب دور هام في زيادة خطر الإصابة، تتضمن ما يلي:[٣][٤]
- العوامل الوراثية: تلعب الجينات دور هام في الإصابة بالتصلب اللويحي، فمثلًا في حال التوأم المتماثل، إذ أصيب أحدهما بالتصلب اللويحي، فإن التوأم الآخر لديه فرصة إصابة بنسبة 20-40%، وتزداد فرصة الإصابة أيضًا بنسبة 3-5% بين الإخوة والأخوات.
- الجنس: تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بالتصلب اللويحي، بمقدار ثلاث مرات أكثر من الرجال، لأن الهرمونات تلعب دورًا هاماً في الإصابة.
- العمر: يمكن أن يُصيب التصلب اللويحي الأشخاص من جميع الأعمار، لكنه يعتبر أكثر شيوعًا في الفئة التي تتراوح بين 20 -50 عاماً.
- الجغرافيا: يعتبر سُكان المناطق البعيدة عن خط الاستواء، والذي يعيشون في المناطق الباردة أكثر عرضة للإصابة.
- التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بالتصلب اللويحي.
- الأشخاص الذين سبق وأصيبوا بفيروس الهربس: فقد أظهرت بعض الأبحاث أن الأشخاص المصابين بالتصلب اللويحي تحتوي أجسامهم على أجسام مضادة لفيروس الهربس، مما يعني أنهم تعرضوا للفيروس سابقاً.
أعراض مرض التصلب اللويحي
تعتمد الأعراض الظاهرة على نوع الأعصاب المتضررة، ووظيفتها، ومدى الضرر الحاصل فيها، ومن أكثر الأعراض شيوعاً هو حدوث تغير في طريقة المشي، أو صعوبة فيه، بسبب ضعف العضلات، فيُصبح الشخص أكثر عرضةً للتعثر والسقوط، وهذا ما يلاحظه الأشخاص الآخرون، بالإضافة إلى أعراض أخرى منها ما يلي:[٥][١]
- الشعور بالتنميل والوخز: بما يُشبه وخز الإبر؛ وهو من الأعراض المبكرة للتصلب اللويحي، فقد يشعر الشخص بالوخز في وجهه، أو ذراعيه، أو ساقيه.
- مشاكل المثانة: يواجه بعض الأشخاص صعوبة في إفراغ المثانة، أو يعاني من تكرار التبول، أو سلس البول، ويعتبر فقدان السيطرة على المثانة من العلامات المبكرة لمرض اللويحي.
- مشاكل في الرؤية: قد يسبب ضعف النظر، أو فقدان الرؤية الجزئي أو الكُلي، وتعتبر اضطرابات الرؤية من الأعراض المبكرة للإصابة، وعادةً ما يصاحب مشاكل الرؤية ألم في العين، أو رؤية الألوان باهتة، وحدوث ازدواجية في الرؤية.
- علامة ليرميت: والتي تُشير إلى شعور الشخص بما يُشبه الصدمة الكهربائية عند تحريك رقبته.
- اضطراب الأمعاء: فقد يُصاب الشخص بالإمساك الشديد، أو الإسهال الشديد.
- الشعور بالدوار: قد يشعر الشخص بالدوار الذي يترافق مع صعوبة التوازن وفقدان تنسيق الحركة.
- الشعور بالتعب: والذي يحدث بشكل مفاجئ، ويزداد مع مرور الوقت، ويتفاقم عند ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة.
- الرعاش والتشنجات العضلية المؤلمة خاصة في الساقين.
- العجز الجنسي: يمكن أن يسبب فقدان الرغبة الجنسية وفقدان القدرة على الأداء سواء لدى الرجال أو النساء، ويحدث ذلك إما بسبب مشاكل الأعصاب، أو الاكتئاب والتعب الناجمين عن التصلب اللويحي.
- الألم: والذي قد يكون سببه ألم الأعصاب، أو ضعف العضلات وتصلبها.
- الاضطرابات العاطفية والاكتئاب.
- مشاكل في التعلم والذاكرة: حيث تؤدي الإصابة بالتصلب اللويحي إلى ضعف التركيز، وفقدان القدرة على التعلم والتخطيط، وتنفيذ المهام.
الأعراض الأقل شيوعًا
قد يُصاب بعض الأشخاص بأعراض أخرى لكنها أقل شيوعاً من الأعراض السابقة، ومن هذه الأعراض: فقدان السمع، واضطرابات التنفس، والصداع، ومشاكل في بلع الطعام، والصرع، واضطراب الكلام، والتهاب المسالك البولية، والحساسية تجاه الحرارة.
والجدير بالذكر أن مرض التصلب اللويحي يؤثر في الأشخاص بطرق مختلفة، إذ يمكن أن تظهر على الأشخاص الأعراض في غضون أسابيع أو أشهر، بينما تبقى هذه الأعراض خفية لأشهر أو سنوات لدى البعض الآخر.
تشخيص مرض التصلب اللويحي
لا يوجد فحص واحد يمكنه تشخيص التصلب اللويحي، لذا يقوم الطبيب بدايةً بسؤال المريض عن الأعراض، وفحص وجود أي تغيرات في الرؤية، والحركة، والتوازن، وردود الأفعال، ثم يُجري عدة فحصوات لاستبعاد الأمراض الأخرى ذات الأعراض المشابهة، لتشخيص التصلب اللويحي، ومن هذه الفحوصات ما يلي:[٦][٧]
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): ويتم إجراؤه مع استخدام صبغة لاكتشاف المناطق المُصابة أو التالفة في الدماغ والحبل الشوكي.
- اختبار الجهد البصري المستحث (VEP): ويساهم في تقييم عمل العينين، وطريقة تلقيهما للإشارات الكهربائية من الدماغ، من خلال تحفيز عدد من المسارات العصبية، لتحليل النشاط الكهربائي في الدماغ.
- فحص سائل النخاع الشوكي: يتم سحب عينة من سائل النخاع الشوكي، لفحص الخلايا والأجسام المضادة الموجودة فيه، وللتأكد من وجود الالتهابات أم لا.
- تحاليل الدم: يطلب الطبيب إجراء اختبارات الدم لاستبعاد الحالات الأخرى ذات الأعراض المشابهة.
- التصوير المقطعي للتماسك البصري: يتم التقاط صورة لطبقات الأعصاب في مؤخرة العين للتحقق من وجود الترقق حول العصب البصري.
علاج التصلب اللويحي
في الحقيقة، لا يوجد حتى الآن علاج جذري لمرض التصلب اللويحي، لكن توجد علاجات تساهم في تقليل الأعراض، وتقليل عدد الانتكاسات التي يتعرض لها المصاب، وتتضمن العلاجات المتوفرة ما يلي:[٨][٩]
- أدوية إنترفيرون بيتا: وهي من الأدوية الأكثر شيوعًا في علاج مرض التصلب اللويحي، إذ تقلل الانتكاسات وتكرار النوبات، ويتم حقنها تحت الجلد، أو في العضل.
- أدوية الكورتيزون: لتقليل التهاب الأعصاب، ومن الأمثلة عليها البريدنيزون.
- دواء أوكريليزوماب (Ocrelizumab): ويُعطى لمرضى التصلب اللويحي الانتكاسي، والتدريجي الأولي عن طريق الوريد، ويُستخدم لإيقاف تطور المرض.
- تبديل بلازما الدم: يتم إزالة البلازما من الدم، وخلطها ببروتين الألبومين ثم إعادتها إلى الجسم، وذلك في حال عدم الاستجابة لأدوية الكورتيكوستيرويد.
- أسيتات جلاتيرامر (Glatiramer acetate): يساهم هذا الدواء في منع مهاجمة جهاز المناعة لطبقة الميالين، ويُستخدم على شكل حقنة تحت الجلد.
- العلاجات الدوائية الفموية: ثنائي ميثيل فومارات، ديروكسيميل فومارات، تيريفلونوميد، كلادريبين، والتي تهدف جميعها لتخفيف معدل الانتكاسات، وزيادة فترات الراحة بين النوبات.
علاجات للتعامل السليم مع الأعراض
توجد بعض العلاجات التي يصفها الطبيب لتقليل أعراض التصلب اللويحي ومنها:[٨]
- العلاج الطبيعي، لزيادة قوة العضلات.
- التمارين الرياضية مثل تمارين التقوية والإطالة، لتسهيل أداء الأنشطة اليومية.
- مرخيات العضلات، لقليل ألم العضلات وتشنجاتها.
- أدوية أخرى قد يصفها الطبيب لعلاج الاكتئاب، والعجز الجنسي، والأرق، وغيرها من الاضطرابات المرتبطة بمرض التصلب اللويحي.
المراجع
- ^ أ ب Yvette Brazier (6/6/2021), "Multiple sclerosis: What you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 5/11/2021. Edited.
- ↑ Ann Pietrangelo (23/7/2021), "Understanding Multiple Sclerosis (MS)", healthline, Retrieved 5/11/2021. Edited.
- ↑ "What Are the Different Types of Multiple Sclerosis?", webmd, Retrieved 5/11/2021. Edited.
- ↑ "Who Gets MS? (Epidemiology)", nationalmssociety, Retrieved 4/12/2021. Edited.
- ↑ "Multiple sclerosis (MS) - common symptoms", betterhealth, Retrieved 4/12/2021. Edited.
- ↑ "Diagnosis -Multiple sclerosis", nhs, Retrieved 5/11/2021. Edited.
- ↑ Ann Pietrangelo (23/7/2021), "Understanding Multiple Sclerosis (MS)", healthline, Retrieved 4/12/2021. Edited.
- ^ أ ب "Multiple sclerosis", mayoclinic, Retrieved 5/11/2021. Edited.
- ↑ "ocrelizumab (Rx)", medscape, Retrieved 5/12/2021. Edited.