ما هي المثانة العصبية؟

المثانة العصبية (Neurogenic bladder) هي أحد الأمراض التي يفقد فيها الشخص القدرة على التحكّم في التبوّل، نتيجة وجود مشاكل في الأعصاب تؤثر في التواصل بين أعصاب الدماغ والنخاع الشوكي المنظمّة لعملية التبوّل،[١][٢] إذ تعمل العديد من العضلات والأعصاب في المثانة معًا للسيطرة على حبس البول داخل المثانة، وخروجه منها في الوقت المناسب، لكن قد يؤدي وجود مشاكل في الأعصاب إلى فقدان التناغم بين العضلات والأعصاب، وبالتالي لا تنقبض العضلات وترتخي في الوقت الصحيح، ممّا قد يُسبِّب خروج كميات من البول دون قصد.[٣]


أعراض المثانة العصبية

يعد السلس البولي، أي خروج البول دون قصد باستمرار العرض الرئيسي للإصابة بالمثانة العصبية، ويجب الإشارة إلى اختلاف الأعراض التي يعاني منها الأشخاص المُصابون، فبعض المصابين يعانون من كثرة التبوّل والشعور بالحاجة للتبوّل باستمرار، نتيجة انقباض عضلات المثانة لاإراديًا عند وجود كميات صغيرة من البول داخلها، أو أحيانًا دون وجود أي بول،[٢][٤] في حين يعاني البعض الآخر من صعوبة التبوّل أو تنقيط البول نتيجة عدم انقباض عضلات المثانة حتى بعد امتلاؤها، فيبدأ البول بالخروج من المثانة دون انقباضها، وقد يعاني آخرون من مزيج من الأعراض السابقة،[٢][٥] ويمكن بيان الأعراض الأخرى كالآتي:[١]

  • فقدان القدرة على إفراغ المثانة بالكامل.
  • زيادة احتمالية الإصابة بعدوى المسالك البولية.


أسباب المثانة العصبية

تحدث المثانة العصبية نتيجة تضرُّر الأعصاب المسؤولة عن التحكّم بعضلات المثانة،[٣] ونذكر من أسباب حدوث ذلك الآتي:[٥]

  • السكتة الدماغية.
  • التعرُّض لإصابات جسدية مباشرة مؤثرة في الدماغ أو النخاع الشوكي.
  • الأورام في الدماغ أو النخاع الشوكي.
  • الأمراض الوراثية المؤثرة في الأعصاب.
  • السكري.
  • مرض باركنسون.
  • الخرف.
  • أمراض المناعة الذاتية: وهي الأمراض التي يهاجم فيها الجهاز المناعي الأعصاب بالخطأ مُسبِّبًا تضرُّرها، مثل: التصلُّب اللويحي المتعدد (Multiple sclerosis)،[٥][٦] ومتلازمة غيلان باريه (Guillain-Barre Syndrome).[٥][٧]
  • التعرُّض للعلاج الإشعاعي في منطقة الحوض.[٨]
  • إجراء عمليات جراحية في منطقة الحوض.[٨]


تشخيص المثانة العصبية

يبدأ الطبيب بتشخيص المثانة العصبية عن طريق السؤال عن الأعراض والمشاكل التي يعاني منها المريض، وإجراء الفحص البدني، كما قد يطلب الطبيب من المُصاب تسجيل عدد المرات التي يحتاج فيها للتبوّل يوميًا، وأوقات ذلك، بالإضافة إلى تسجيل قائمة بالمأكولات والمشروبات التي يتناولها، ونذكر من الفحوصات التشخيصية الأخرى المساعدة على تشخيص المثانة العصبية الآتي:[٩]

  • تحليل البول: وذلك للكشف عن وجود أي دم أو عدوى فيه.
  • قياس مدى تسرُّب البول: وذلك باستخدام ضمادات خاصة.
  • الصور التشخيصية: كالتصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو التصوير المقطعي المحوسب (CT scan).
  • تنظير المثانة: وذلك بإدخال أدوات وكاميرا خاصة لرؤية ما في داخل المثانة.
  • فحص ديناميكا البول: يُستخدَم لقياس كمية البول التي يمكن للمثانة تخزينها، والوقت الذي تحتاجه لإفراغها.
  • تخطيط كهربائية الدماغ (EEG) أو تخطيط العضلات الكهربائي (EMG): وذلك للكشف عن وجود أي مشاكل في الدماغ، أو عضلات المثانة والأعصاب المغذية لها.


علاج المثانة العصبية

يختلف علاج المثانة العصبية باختلاف الأعراض التي يعاني منها المريض ووضعه الصحي، وفي الحقيقة لا يوجد علاج نهائي للمثانة العصبية، لكن تساعد العديد من العلاجات المتوفرة على التخفيف من الأعراض، وتقلِّل من احتمالية الإصابة بعدوى المسالك البولية، وتساعد على الحفاظ على صحة الكلى، وتجدر الإشارة إلى أنّه في معظم الحالات يبدأ العلاج بإجراء بعض التغيرات البسيطة في نمط الحياة،[٥] ونذكر من هذه التغيرات الآتي:[٣]

  • الحد من تناول الأطعمة والمشروبات المهيجّة للمثانة: مثل: المشروبات الغازية، والقهوة، والشاي، والأطعمة المبهرّة.
  • تحديد أوقات للذهاب للتبوّل خلال اليوم: والالتزام بهذه الأوقات حتى في حال شعر الشخص بحاجة للتبوّل في وقت آخر، أو لم يشعر بأي حاجة للتبوّل في الوقت المحدِّد مسبقًا، فهذا يساعد على زيادة قدرة المثانة وتدريبها على الاحتفاظ بالبول لوقت أطول.
  • محاولة التبول مرة أخرى بعد الانتهاء: وذلك بالاسترخاء لمدة دقيقة أو أقل بعد الانتهاء من التبوّل، والمحاولة من جديد، فهذا يساعد الأشخاص الذين يعانون من صعوبة إفراغ المثانة.
  • تأخير وقت الذهاب للتبوّل قدر الإمكان: فهذا يساعد الأشحاص الذين يعانون من كثرة التبوّل على زيادة التحكّم بالمثانة، وقد يوصي الطبيب بتأخير التبوّل لعدة دقائق في البداية، ومن ثم زيادة الوقت تدريجيًا حتى عدة ساعات.
  • ممارسة التمارين المساعدة على تقوية عضلات قاع الحوض.




قد يصف الطبيب علاجات أخرى للمثانة العصبية في حال لم تجدِ العلاجات السابقة نفعًا، مثل:

  1. الأدوية.
  2. حقن البوتكس المساعدة على علاج التبوّل المتكرِّر.
  3. تركيب قسطرة بولية للمريض لإفراغ المثانة.
  4. أجهزة مساعدة يمكن تركيبها للمريض للتحكّم بالمثانة.
  5. العمليات الجراحية في الحالات الشديدة.



المراجع

  1. ^ أ ب "Neurogenic bladder and bowel management", Mayo Clinic, 29/4/2022, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت Patrick J. Shenot (1/10/2021), "Neurogenic Bladder", MSD MANUAL Consumer Version, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Neurogenic Bladder", Urology Care Foundation, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  4. "Neurogenic Bladder", Cleveland Clinic, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج Lauren Martin (27/5/2021), "What is neurogenic bladder?", MedicalNewsToday, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  6. "Overview -Multiple sclerosis", NHS, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  7. "Overview -Guillain-Barré syndrome", NHS, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  8. ^ أ ب "You are here Neurological Bladder Problems (Neurogenic Bladder)", Urinary Incontinence & Female Urology, Retrieved 29/8/2022. Edited.
  9. Keri Wiginton (20/7/2020), "Neurogenic Bladder", WebMD, Retrieved 28/8/2022. Edited.