في حال الشك بوجود ورم في الدماغ بعد فحص الطبيب للمريض جسديًا ومعرفة الأعراض التي يعاني منها، يمكن للطبيب التأكد من ذلك بإجراء العديد من الفحوصات التشخيصية، كما يمكِّنه عن طريق هذه الفحوصات تحديد نوع الورم إن كان موجودًا، لكن ما هي هذه الفحوصات التي يمكن للطبيب من خلالها تشخيص ورم الدماغ؟[١]


كيفية تشخيص ورم الدماغ

يبدأ تشخيص ورم الدماغ عادةً بمعرفة الأعراض التي يعاني منها المريض، والأمراض الأخرى المُصاب بها، ومن ثم يفحص الطبيب المريض جسديًا، وبناءً على ذلك يتم تحديد نوع الفحوصات التشخيصية الأخرى اللازم إجراءها، فعادةً ما يخضع المريض لسلسلة من الفحوصات التصويرية، وفي حال أظهرت هذه الفحوصات للطبيب وجود كتلة غير طبيعية داخل الدماغ، يتم إجراء خزعة لأخذ عينة من الورم وفحصها تحت المجهر،[٢] ويمكن تفصيل هذه الفحوصات كالآتي:


الفحص الجسدي

يبدأ التشخيص كما ذُكر بإجراء الفحص الجسدي للمريض وأخذ تاريخه الصحي، فيساعد الفحص الجسدي على التحقُّق من وجود أي أعراض غير طبيعية، أو علامات قد تشير إلى وجود كتلة في الدماغ، وخلال ذلك يحرص الطبيب أيضًا على معرفة الأمراض السابقة التي يعاني منها المريض، والأدوية والعلاجات التي أخذها، بالإضافة إلى عاداته الحياتية المختلفة كطبيعة غذائه، وإن كان مدخنًا، وغير ذلك.[٢]


الفحوصات العصبية

قد تعطي الفحوصات العصبية إشارات مساعدة للطبيب على تحديد موقع المنطقة الدماغية المتأثرة بوجود الورم، وتتضمن هذه الفحوصات الآتي:[٣]

  • فحوصات النظر.
  • فحوصات السمع.
  • فحوصات للتحقُّق من التوازن وتناسق حركات المريض.
  • فحوصات للتحقُّق من قوة حركات المريض وردود فعل جسمه.


الاختبارات التصويرية

تساعد الاختبارات التصويرية على رؤية الدماغ من الداخل، وبالتالي تحديد حجم الورم وموقعه داخل الدماغ، بالإضافة إلى إظهار بعض الخصائص التي قد تساعد أحيانًا على تحديد نوع الورم، ومعرفة ما إن كان نشأ في الدماغ منذ البداية، أو نشأ بعد انتقال الخلايا السرطانية إليه من موقع آخر في الجسم، فمثلًا ظهور الورم بالقرب من الأوعية الدموية قد يشير إلى أنه انتقل من مكان آخر من الجسم إلى الدماغ، أما ظهور بقع مضيئة داخل الدماغ قد يشير إلى نوع من الأورام دون غيره يترسب فيه الكالسيوم داخل الدماغ، وهكذا،[١][٤] ويمكن تفصيل هذه الاختبارات التصويرية كالآتي:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي: (MRI) ويعد هذا الاختبار التصويري الأكثر استخدامًا لتشخيص ورم الدماغ، وخلال هذا الفحص قد يقوم الطبيب بحقن صبغة بالوريد تساعد على رؤية الصور الناتجة بشكل أوضح،[٣] وللتصوير بالرنين المغناطيسي عدة أنواع متخصصة، منها:[٥]
  • تنظير الطيف بالرنين المغناطيسي: (MRS) ويساعد هذا على الكشف عن بعض المواد الكيميائية داخل الورم.
  • تصوير التروية بالرنين المغناطيسي: (Perfusion MRI) يساعد هذا على الكشف عن التروية الدموية لمناطق الدماغ المختلفة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي: يساعد هذا على الكشف عن نشاط الدماغ، وفيه قد يطلب الطبيب من المريض إجراء حركات معينة أثناء التصوير، كتحريك اليدين، أو النقر بالأصابع، أو الحديث.
  • التصوير الطبقي المحوري: (CT scan) لا يتم إجراء هذا الفحص لكل المرضى، وفيه يتم أخذ عدة صور للدماغ من زوايا مختلفة باستخدام الأشعة السينية (x-rays) لإنتاج صورة ثلاثية الأبعاد، فيساعد على الكشف عن وجود أي نزيف، أو تراكم للسوائل داخل الدماغ، كما يساعد على تحديد حجم الورم.[٤]
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: أو ما يُعرَف بمسح (PET)، وفيه يتم حقن الشخص بمادة مُشعة تساعد على الكشف عن كيفية عمل الأنسجة والخلايا ومدى نشاطها، فتظهر الخلايا السرطانية ذات النشاط العالي واضحة فيه.[٦]
  • صورة النخاع: (Myelogram) قد يوصي الطبيب في بعض الحالات بإجراء الفحص، وفيه يتم حقن صبغة في السائل النخاعي (السائل المحيط بالنخاع الشوكي)، ويُستخدَم للكشف عمّا إذا كانت الخلايا السرطانية انتقلت إلى النخاع الشوكي أو أجزاء أخرى من الدماغ.[٤]


فحوصات الدم

تُستخدَم هذه للكشف عن مستويات بعض المواد داخل الجسم، والتي تنتجها بعض الأورام، ممّا يساعد الطبيب على التشخيص،[٧] ومن هذه المواد: بعض الهرمونات، أو البروتينات.[١][٤]


الخزعة

يوصي الطبيب بإجراء هذا الفحص في معظم الحالات لإعطاء التشخيص النهائي للورم الموجود في الدماغ، ففيه تُؤخَذ عينة من الورم لفحصها تحت المجهر،[٤] وتحديد نوع الكتلة وما إن كان ورمًا حميدًا أو سرطانيًا، كما تساعد على تحديد سرعة نمو الورم وانتشاره،[٨][٧] وغالبًا ما يكون المريض تحت تأثير التخدير العام، فيتم إجراؤها إما خلال جراحة استئصال الورم، أو من خلال استخدام إبرة، خاصةً في الحالات التي يكون فيها موقع الورم عميقًا داخل الدماغ، بحيث يصعب إجراء جراحة الاستئصال،[٨][٩] ففي هذه الحالة يتم استخدام الإبرة بعد عمل فتحة في الجمجمة، ومن ثم توجيه الإبرة إلى موقع الورم باستخدام الاختبارات التصويرية المختلفة لأخذ عينة منه، وإجراء الفحوصات اللازمة عليها.[٧][٨]




تعد الخزعة الفحص الحاسم الوحيد لتشخيص ورم الدماغ.




أخذ عينة من النخاع الشوكي

تُعرَف هذه العملية أيضًا باسم البزل القطني، وفيها تُؤخَذ عينة من السائل النخاعي لفحصها تحت المجهر، ويوصي الأطباء أحيانًا بإجراء هذا الفحص في حال الشك بوجود ورم في الأغشية المحيطة بالدماغ (أغشية السحايا)، أو لتحديد نوع الورم أحيانًا.[١٠]


ما هي درجات الورم في الدماغ؟

قد يتساءل الكثير عن معنى درجة الورم التي تظهر في التشخيص، إذ يقوم الأطباء عادةً بتصنيف الأورام إلى أربعة درجات بناءً على شكل الخلايا تحت المجهر، ويمكن بيان هذه الدرجات ومعناها كالآتي:[١١]

الدرجة الأولى (I): تكون الخلايا في هذه الحالة شبيهة بخلايا الدماغ الطبيعية، وتنمو ببطء، ويكون الورم حميدًا.

الدرجة الثانية (II): في هذه الحالة تكون الخلايا سرطانية، ومختلفة عن الخلايا الطبيعية للدماغ بدرجة بسيطة.

الدرجة الثالثة (III): في هذه الحالة تكون الخلايا السرطانية مختلفة عن الخلايا الطبيعية للدماغ بدرجة كبيرة، وتنمو بشكل نشط.

الدرجة الرابعة (IV): في هذه الحالة تكون الخلايا مختلفة عن الخلايا الطبيعية بشكل أكبر من الدرجة السابقة، كما ينمو الورم فيها بسرعة أكبر.




كلما ازدادت درجة الورم أصبح شكل الخلايا مختلفًا أكثر عن الطبيعي، وازدادت سرعة نمو الورم، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأورام ذات الدرجات الأولى أو الثانية قد تتحول مع الوقت إلى أورام ذات درجات أعلى.




الأعراض التي تستدعي مراجعة الطبيب

قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض تظهر بشكل مفاجئ تستدعي توجههم إلى المستشفى، حيث يتم تشخيص وجود ورم في الدماغ، وفي أحيان أخرى قد يشعر الشخص بتوعك عام فقط، وأحيانًا قد لا يشعر بأي شيء فيُشخَّص الورم أثناء إجراء فحوصات للمريض لأسباب أخرى لا علاقة لها بالورم، كإجراء الفحوصات بعد التعرُّض لإصابة على الرأس، أو أثناء إجراء فحص للعين،[١٢] ويجدر التنويه إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال ظهور أي من الأعراض الآتية:[١٣]

  • الصداع المستمر، والذي قد تزداد شدته في الصباح، أو عند الانحناء أو السعال.
  • الشعور بالضعف العام معظم الوقت.
  • الدوخة.
  • تغيرات في الرؤية، مثل: غباش الرؤية، أو ازدواجيتها، أو عدم القدرة على رؤية أحد الجوانب، أو فقدان الرؤية بشكل مؤقت.
  • مشاكل في الحركة، مثل عدم القدرة على الوقوف باستقامة، أو صعوبة استخدام أحد اليدين.[١]
  • التقيؤ دون وجود سبب معروف.[١]
  • الشعور بالخدران أو التنميل في الذراعين أو الرجلين.[١]
  • صعوبة الكلام أو صعوبة فهم الحديث.[١]
  • النوبات التشنجية، والتي قد تؤثر في الجسم كاملًا، أو قد تسبِّب تشنُّج بعض أجزائه.[١٣]




يجب الإشارة إلى أنّ ظهور هذه الأعراض لا يعني الإصابة بورم في الدماغ، إذ إنّها قد تنتج عن الإصابة بالعديد من الأمراض أو المشاكل الصحية الأخرى، لكنّ ظهورها يستدعي مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح.



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ Peter Pressman (30/6/2021), "How a Brain Tumor Is Diagnosed", verywell health, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "How We Diagnose Brain Tumors", Dana-Farber Cancer Institute, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Brain tumor", Mayo Clinic, 6/8/2021, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Brain Tumor: Diagnosis", Cancer.Net, 9/2021, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  5. "MRI scan", Cancer Research UK, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  6. "Brain Tumors: Symptoms, Diagnosis and Treatment", Yale Medicine, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Brain Cancer (Brain Tumor)", Cleveland Clinic Centennial, 20/2/2020, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Brain Tumors and Brain Cancer"، Cedars-Sinai، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021. Edited.
  9. " Biopsy for brain and spinal cord tumours", Cancer Research UK , Retrieved 16/12/2021. Edited.
  10. Steven A. Goldman (3/2021), "Overview of Brain Tumors", MSD MANUAL Consumer Version, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  11. Melissa Conrad Stoppler (29/1/2020), "Brain Tumors", MedicineNet, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  12. "Diagnosing brain tumours", Brain tumours, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  13. ^ أ ب "Symptoms -Benign brain tumour (non-cancerous)", NHS, 21/4/2020, Retrieved 16/12/2021. Edited.