تشخيص سرطان الدماغ

تتضمن عملية التشخيص عدة مراحل، يبدأ فيها الطبيب بسؤال المريض عن أعراضه، وعن وجود أي أمراض مزمنة أو حادة، وعن التاريخ العائلي الطبي، ثم تأتي مرحلة الفحص البدني التي تتضمن الفحص العصبي، حيث يتحقق هذا الفحص من سلامة الحواس، وردود الأفعال، والوظائف الدماغية، وفي حال وجود سبب للشك بوجود ورم بالدماغ، يطلب الطبيب فحوصات للتشخيص.^[١][٢]

تشخيص سرطان الدماغ

يعد تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي (MRI) الفحص المفضل لتشخيص سرطان الدماغ والحبل الشوكي، ولكن هناك فحوصات تصويرية أخرى تستخدم لتشخيص هذه الحالة ومتابعة تطورها واستجابتها للعلاج، وفي ما يلي شرح لهذه الفحوصات:^[٣][٤]

• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يقيس هذا الفحص تفاصيل الورم، حيث يتم إدخال المريض عبر الجهاز الخاص بهذا الفحص ويبقى المريض داخل الجهاز طيلة مدة الفحص وهي 30-45 دقيقة، وهناك عدة أنواع لفحص الرنين المغناطيسي، يتم اختيار الأكثر ملاءمة بينها حسب نتائج الفحص العصبي الذي ذكرناه سابقاً، وتتضمن هذه الأنواع:
• فحص الرنين المغناطيسي باستخدام صبغة: يستخدم هذا الفحص لتكوين صورة واضحة لحجم الورم الدماغي، حيث يتم إعطاء المريض هذه الصبغة إما عن طريق الوريد أو عن طريق الفم على شكل حبوب أو شراب، ثم القيام بفحص الرنين لرؤية حجم الورم الدماغي بشكل دقيق.
• فحص الرنين المغناطيسي الذي يحدد التركيب الخلوي والكيميائي لخلايا الورم الدماغي (MRS)، بالإضافة لفحص لتحديد كمية الدم الواصلة لهذا الورم (Perfusion scan)، حيث يمكن هذا الفحص الطبيب من اختيار المكان الأنسب لإجراء الخزعة وتحديد فعالية العلاج الذي سيتم اختياره.
• فحص الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI): حيث يساعد هذا الفحص الطبيب على التخطيط للعملية الجراحية التي سيتم استئصال الورم الدماغي خلالها، من خلال الكشف عن المناطق الوظيفية السليمة في الدماغ لتجنبها أثناء هذه العملية.
• التصوير الطبقي (CT): يتم استخدام هذا الفحص في الحالات الطارئة التي تتطلب سرعة في إعطاء النتيجة، حيث يستغرق الإجراء ما يقارب 10 دقائق، أو عند وجود موانع لاستخدام فحص الرنين المغناطيسي، مثل المرضى الذين لديهم أجزاء معدنية مزروعة في الجسم، أو لديهم رهاب من الأماكن المغلقة، أو الذين يعانون زيادة في الوزن.

• تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET): يتم حقن كمية صغيرة من السكر المُشع (FDG) في الوريد، وإنتاج صور لتجمّع السّكر في الدماغ، حيث إن الخلايا السرطانية تبدو أكثر إشراقًا ونشاطًا، وهذا لأنها تستهلك السّكر أكثر من الخلايا الطبيعية، ويجدر العلم أنّ هذا الفحص يعدّ مفيدًا للأورام سريعة النمو أكثر منها للأورام بطيئة النمو، كما أنه يفيد في تتبع فعالية العلاج والنجاح في تقليص حجم الورم.

الفحوصات الغير تصويرية

• الخزعة: تتضمّن الخزعة إزالة عينة من الأنسجة غير الطبيعية، لفحصها تحت المجهر، والتأكد ما إذا كانت سرطانية أم حميدة، وتتميز هذه الطريقة بأنها الوسيلة الوحيدة لتأكيد تشخيص ورم الدماغ، كما أنّها تساعد على تحديد نوع، ودرجة السرطان، بالإضافة إلى إمكانية اعتبارها جزء من جراحة إزالة الورم، حيث تتم عن طريق عمل ثقب صغير في الجمجمة، ثمّ إدخال إبرة رفيعة لسحب الأنسجة من المنطقة المحددة ويجدر العلم أنّ الطبيب يعرف مكان الكتلة ويصل لها بالإبرة بالاستعانة بالتصوير عن طريق الرنين المغناطيسي (MRI) أو الطبقي (CT). ^[٢]

• اختبار الجينوم: يحلل هذا الفحص الملف الجيني لخلايا الدماغ لتحديد الطفرات الجينية التي قد تسبب سرطان الدماغ، للوصول إلى فهم أفضل لطبيعة وخصائص الورم الدماغي، بالإضافة إلى تفصيل خطة علاجية مبنية على النتائج الجينية.

• البزل القطني: ينطوي هذا الفحص على التحقق من وجود الخلايا السرطانية في الدماغ عن طريق إزالة بعض الخلايا من سائل الحبل الشوكي وفحصها للكشف عن وجود أورام في الحبل الشوكي أو في الأنسجة المحيطة، ويوصي الطبيب عادة بإجراء هذا الفحص في حال تم تشخيص المريض بإصابته بورم ينتشر بشكل شائع عبر الحبل الشوكي، ولذلك فإنّه لا يجري لجميع المرضى المشتبه بإصابتهم بسرطان الدماغ.^[٥]

هل يمكن للطبيب فحص أجزاء أخرى من الجسم عند تشخيص سرطان الدماغ؟

نعم، للتأكد من أن سرطان الدماغ لم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل العظم، أو أن السرطان وصل للدماع من أجزاء أخرى من الجسم مثل الرئتين، لذلك يفحص الطبيب الجسم كاملا للتأكد من إعطاء العلاج الأنسب للحالة.^[٦]