تشخيص اضطرابات الجهاز العصبي ليس بالأمر الهين، حيث تحدث العديد من الأعراض نفسها في عدة اضطرابات مختلفة، مما يجعل التشخيص أكثر صعوبة، ولكن يبدأ الأطباء عادة بأخذ التاريخ الطبي كاملاً للمريض إلى جانب الفحص البدني الدقيق.[١]


التشخيص والتحاليل لأمراض الدماغ والأعصاب

يستخدم الأطباء والأخصائيون مجموعة واسعة ومختلفة من التقنيات والفحوصات لتشخيص الأمراض العصبية وتحديد كيفية علاجها، والتي غالباً ما تعتمد على الفحوصات التصويرية، والتي بلغت ذروة تطورها خلال ال 10 سنوات الماضية، وأعطت تفاصيل عالية الدقة لبنية الدماغ والجهاز العصبي، بالإضافة إلى الفحوصات الجينية وتحاليل الدم، ويمكن تفصيل هذه الفحوصات فيما يأتي:[٢][١]


الأشعة المقطعية (CT-scan)

يستخدم التصوير المقطعي المحوسب الأشعة السينية لإعطاء صورًا ثنائية الأبعاد لأجزاء وبنية الدماغ، وتعطي فحوصات التصوير المقطعي صوراً أكثر تفصيلاً ودقةً من الأشعة السينية التقليدية، ويمكن استخدامه للكشف السريع عن نزيف الدماغ، واضطرابات الأوعية الدموية، وأورام الدماغ، وتلف الدماغ الناتج عن إصابة الرأس، والتهاب الدماغ، وغيرها، يمكن حقن المريض بصبغة لإضفاء مزيداً من الوضوح على أنسجة الدماغ أثناء التصوير، ويستغرق الفحص مدة لا تزيد عن 20 دقيقة في معظم الأحيان.


تصوير الشرايين والأوعية الدموية

تستخدم الأشعة السينية لتصوير الشرايين والأوردة للكشف عن أي انسداد أو تضيق في الشرايين أو الأوعية الدموية في الدماغ، أو الرأس، أو الرقبة، ويتم خلالها تحديد موقع وحجم التمدد أو التضيق الحاصل في الأوعية الدموية، خصوصاً في بعض السكتات الدماغية، كما يمكن أن يستخدم تصوير الأوعية الدموية في الاستئصال الجراحي للجلطة الدموية الدماغية.


فحص السائل النخاعي (البزل الشوكي)

يستخدم الطبيب إبرة خاصة لسحب كمية صغيرة من السائل النخاعي أسفل الظهر، تحديداً في منطقة الفقرات القطنية، للكشف عن أي عدوى أو اضطرابات في السائل النخاعي، وهو السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي، كما يستخدم الاختبار للكشف عن حدوث نزيف في الدماغ، أو أمراض الجهاز العصبي مثل التصلب المتعدد وغيرها من الحالات العصبية.


التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

اختبار التصوير بالرنين المغناطيسي هو الأكثر استخدامًا لتشخيص اضطرابات الدماغ والحبل الشوكي، ويستخدم هذا التصوير المجال المغناطيسي بالتزامن مع الموجات الراديوية لإعطاء صور مفصلة للدماغ والحبل الشوكي وباقي أجزاء الجسم، وتتميز صور الرنين المغناطيسي بكونها صوراً عالية الدقة والوضوح مما يسهل تشخيص العديد من أمراض واضطرابات الدماغ والأعصاب، وغالبًا ما يتم إجراؤه للمساعدة على تشخيص:[٣]

  • تمدد أو نزيف الأوعية الدموية في الدماغ.
  • التصلب المتعدد.
  • اضطرابات النخاع الشوكي.
  • السكتة الدماغية.
  • الأورام الدماغية.
  • إصابة الدماغ من صدمة خارجية.


تخطيط الدماغ (EEG)

يستخدم تخطيط كهربية الدماغ للكشف عن اضطرابات النشاط الكهربائي في الدماغ، ويتم عبر لصق أقطاب كهربائية موصولة بأسلاك رفيعة على فروة الرأس، وتظهر نتائج الفحص كرسم بياني على شاشة الكمبيوتر، ويستخدم تخطيط الدماغ لتقييم الصرع، أو مدى تلف الدماغ خصوصاً لدى مرضى الغيبوبة أو السكتة الدماغية، كما يمكن أيضًا استخدام تخطيط كهربية الدماغ لمراقبة تدفق الدم في الدماغ أثناء الإجراءات الجراحية، أو لتشخيص الاضطرابات الأخرى التي تؤثر في نشاط الدماغ، مثل مرض الزهايمر وبعض أنواع الذهان واضطرابات النوم.[٤]


فحص الجهد المستحث (Evoked potentials)

يستخدم فحص الجهد المستحث لقياس النشاط الكهربائي في مناطق معينة من الدماغ والحبل الشوكي بعد التعرض لمحفز معين، بالتالي يساعد مع الاختبارات التشخيصية الأخرى على تشخيص الاضطرابات العصبية، عبر تسجيل مدى سرعة وصول الإشارات العصبية إلى الدماغ بشكل دقيق، خصوصاً في الحالات التي لا تظهر خلال اختبار التصوير بالرنين المغناطيسي، وتعد هذه الفحوصات مفيدة في تشخيص التصلب المتعدد (MS) والاضطرابات العصبية الأخرى التي تسبب تشوهات واضحة في المسارات العصبية.[٥]


تخطيط كهربية الرأرأة (ENG)

يستخدم تخطيط كهربية الرأرأة لتشخيص مجموعة واسعة من الاضطرابات، مثل: حركة العين اللاإرادية، والدوخة، واضطرابات التوازن، ويتم عبر الفحص لصق أقطاب كهربائية صغيرة على الجلد حول العينين لتسجيل حركات العين، تعتمد بعض فحوصات تخطيط الرأرأة على استخدام التصوير بالأشعة تحت الحمراء بدلاً من الأقطاب الكهربائية، ويوصى المريض في هذه الحالة بارتداء نظارات خاصة تساعد على تسجيل حركة العينين.[٢]


تحاليل الدم والبول

تساعد تحاليل الدم أو البول أو سوائل الجسم الأخرى على تشخيص الأمراض العصبية إلى جانب الفحوصات السابقة، وتحديد شدتها، كما يمكن أن تقدم اختبارات الدم دليلًا على وجود عدوى، أو سموم، أو اضطرابات في تخثر الدم، أو للكشف عن وجود أجسام مضادة تشير إلى وجود مرض مناعي ذاتي، بالإضافة لذلك يمكن أن تراقب اختبارات الدم مستويات الأدوية العلاجية المستخدمة في علاج الصرع وغيره من الاضطرابات العصبية، كما يمكن استخدام الاختبارات الجينية للحمض النووي المستخرج من خلايا الدم أو اللعاب لتشخيص الاضطرابات الوراثية والخلقية.


المراجع

  1. ^ أ ب "Diagnostic Tests for Neurological Disorders", urmc, Retrieved 7/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "What is a neurological examination?", ninds, Retrieved 7/2/2022. Edited.
  3. "MRI of the brain and spinal cord", mayoclinic, Retrieved 7/2/2022. Edited.
  4. EEG is a test,activity of your brain cells. "What is an EEG?", hopkinsmedicine, Retrieved 7/2/2022. Edited.
  5. "What are evoked potentials?", my.clevelandclinic, Retrieved 7/2/2022. Edited.