لا توجد طريقة واحدة لتشخيص مرض باركنسون، وذلك بسبب تنوع أعراضه، وعادةً يصعب تشخيص مرض الباركنسون بدقة، لا سيما في مراحله المبكرة،[١] لكن ما هي طريقة تشخيصه؟ وما الفحوصات التي يُجريها الطبيب؟



كيف يمكن تشخيص مرض الباركنسون؟

عادة يتم تشخيص الباركنسون من خلال البحث عن وجود الأعراض المحتملة لمرض باركنسون،[٢] ويتم تشخيصه كما يلي:


الفحص البدني

عادةً يتمكن طبيب الأعصاب من تشخيص مرض باركنسون إذا كان لدى المريض على الأقل اثنان من الأعراض التالية:[٣][٤]

  • رعشة في اليدين، والذراعان، والساقين، والفك.
  • تصلب العضلات، أو تيبس الأطراف، خاصّةً عضلات الذراعين، أو الكتفين أو الرقبة.
  • بطء الحركة.
  • فقدان التوازن، وعدم ثبات المشي، والذي يؤدي عادةً للسقوط.
  • وضعية الظهر منحنية ومثنية مع ثني في المرفقين، والركبتين، والوركين.
  • فقدان تدريجي للحركة العفوية، مما يؤدي غالبًا إلى انخفاض المهارات العقلية، أو عدم إظهار ردود للأفعال، وانخفاض تعابير الوجه، وحدوث تغيرات الصوت.
  • انخفاض القدرة على رمش العين، وانخفاض معدل البلع، وسيلان اللعاب.



الجدير بالذكر أن الأعراض عادةً ما تبدأ في جانب واحد من الجسم، ثم تنتقل في النهاية إلى الجانب الآخر.




تحاليل الدم

تُستخدم تحاليل الدم لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض، والتي يمكن أن تتشابه مع أعراض مرض باركنسون، مثل اضطراب مستويات هرمون الغدة الدرقية، أو تلف الكبد.[٥]


الفحوصات التصويرية

يمكن أيضًا استخدام اختبارات التصوير المختلفة التي تُساعد الطبيب في استبعاد الاضطرابات الأخرى، ومحاولة تشخيص مرض باركنسون، فمثلًا يمكن أن يحدث ضمور الدِّماغ، الذي يُسبب بعض أنواع الخرف، وقد يكون مرئيًا في أحد فحوصات التصوير، فإذا كان الشخص يعاني من أعراض عصبية لكن نتيجة الفحص طبيعية، فقد يكون مُصابًا بمرض باركنسون، وفي هذه الحالة قد يقترح الطبيب أخذ عينة من السائل الشوكي لاستبعاد الالتهاب أو عدوى الدماغ.[٥]

ومن الفحوصات التصويرية ما يلي:[٦][٧]

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): ويُشخص مرض الباركنسون بدقة تصل إلى 85% خاصةً في مراحله المبكرة.
  • التصوير بالألترا ساوند للدماغ.
  • التصوير النووي (PET).



تعتبر دراسات التصوير طريقة أحدث لتشخيص مرض باركنسون، ومع ذلك، لا يمكن لكل منشأة رعاية صحية القيام بها، إذ يتطلب الأمر طبيبًا متمرسًا لتحليل عمليات المسح بدقة، وقد تكون هذه الفحوصات باهظة الثمن أيضًا.




التشخيص من خلال الاستجابة لأدوية باركنسون

لتأكيد التشخيص يصف الطبيب دواء كاربيدوبا - ليفودوبا، وهو الدواء الموصوف لعلاج مرض الباركنسون، بحيث يُعطي المريض جرعة كافية للحصول على نتائج حقيقية، إذ إن الجرعات المنخفضة ليوم أو يومين ليست موثوقة، وغالبًا ما يؤكد التحسن الملحوظ على هذا الدواء التشخيص في الإصابة بمرض باركنسون.[٦][٥]


فحص ناقلة الدوبامين (DaTscan)

إذا كان دواء مرض باركنسون لا يناسبك، ولم يجد الطبيب تفسيرًا آخرًا للأعراض التي تُعاني منها، فقد يقترح طبيبك اختبار تصوير يسمى فحص ناقلة الدوبامين (DaTscan)، إذ تسمح هذه التقنية للأطباء برؤية صور مفصلة لنظام الدوبامين في الدماغ، وذلك من خلال حقن كمية صغيرة من عقار مشع، واستخدام جهاز يسمى ماسح التصوير المقطعي المحوسب (SPECT)، فيرتبط العقار بالخلايا العصبية التي تُفرز الدوبامين في الدماغ، لمعرفة نظام عملها (وتكمن أهمية البحث عن هذه الخلايا أنها مصدر إفراز الدوبامين في الدماغ؛ وفي حال فقدان الدوبامين تحدث الإصابة بداء باركنسون).[٨]

ويجدر القول أنه لا يمكن لنتائج فحص ناقلة الدوبامين أن تظهر أنك مصاب بمرض باركنسون، لكنها يمكن أن تساعد الطبيب في تأكيد التشخيص أو استبعاد الإصابة بمرض باركنسون.[٨][٦]



أحيانًا يستغرق تشخيص مرض باركنسون وقتًا، لذا قد يوصي الأطباء بمواعيد متابعة منتظمة مع أطباء الأعصاب المدربين على اضطرابات الحركة لتقييم حالتك وأعراضك بمرور الوقت وتشخيص مرض باركنسون.




الكشف عن المرض في وقت مبكر

في وقت سابق، كانت هناك جهود لمحاولة اكتشاف هذا المرض، فعلى سبيل المثال، بدأ الأطباء في التركيز أكثر على الأعراض المبكرة التي تظهر قبل أن تبدأ الصعوبات المرتبطة بالحركة بالظهور، وتتضمن الأعراض الأولية ما يلي:[٩]

  • الإمساك المزمن دون أي وجود سبب واضح.
  • فقدان حاسة الشم، والذي يحدث في بعض الأحيان قبل ظهور الأعراض الأخرى بعدة سنوات.
  • اضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب والقلق.
  • اضطراب سلوك حركة العين السريعة (REM)، والذي يسبب اضطرابات النوم.



فإذا كنت تعاني من أعراض تُشير إلى مرض باركنسون مثل هذه الأعراض، فقد يبدأ الطبيب باستخدام الدوبامين للمساعدة على العلاج، وفي حال تحسن الأعراض بشكل كبير، خاصةً في حال وصفه بجرعات عالية، قد يتم تأكيد الإصابة بمرض باركنسون بالفعل.




إذا لم يكن مرض باركنسون، فماذا يمكن أن يكون؟

هناك العديد من الحالات الأخرى التي قد تؤدي إلى ظهور أعراض مُشابهة لأعراض مرض باركنسون، وبالتالي فقد يتم الخلط بينهما، وفيما يلي نذكر بعض الاحتمالات المُسببة لهذه الأعراض:[٢]

  • الآثار الجانبية للأدوية: إذ تؤدي بعض الأدوية إلى ظهور الأعراض أو تفاقمها في حال كانت موجودة بالفعل.
  • الرعاش الأساسي أو المألوف: وهو أحد الأسباب الشائعة نسبيًا للرعاش المتكرر، وغالبًا ما يتم الخلط بينه وبين رعاش باركنسون مجهول السبب، ويعتبر طبيب الأعصاب العام أو أخصائي اضطرابات الحركة هو أفضل طبيب للمساعدة في التفريق بين هاتين الحالتين.
  • متلازمة باركنسون: وهي أحد الاضطرابات العصبية، إذ تتشابه أعراض العديد من الحالات العصبية مع أعراض مرض باركنسون مجهول السبب، ولكن غالبًا ما تتم إدارتها بشكل مختلف وغالبًا لا تستجيب للأدوية النموذجية.

المراجع

  1. "Diagnosis", parkinson, Retrieved 13/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "DIAGNOSING PARKINSON’S", apdaparkinson, Retrieved 13/12/2021. Edited.
  3. "Diagnosis -Parkinson's disease", nhs, Retrieved 13/12/2021. Edited.
  4. "Parkinson’s Disease", American Association of Neurological Surgeons, Retrieved 13/12/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Diagnosing Parkinson's disease"، medicalnewstoday، 15/4/2021، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Parkinson's disease"، mayoclinic، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2021. Edited.
  7. "MRI brain scans detect people with early Parkinson's", ox, Retrieved 1/1/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "How Parkinson's Disease Is Diagnosed", hopkinsmedicine, Retrieved 13/12/2021. Edited.
  9. Sanjana Gupta (8/7/2021), "How Parkinson’s Disease Is Diagnosed", verywellmind, Retrieved 13/12/2021. Edited.