اعتلال الأعصاب الطرفية

يحدث الاعتلال العصبي المحيطي أو اعتلال الأعصاب الطّرفية (Peripheral Neuropathy) نتيجة تضرّر وتلف الأعصاب الطّرفية في الجسم؛ التي تُرسِل الرّسائل العصبية المتخصّصة من الدماغ والحبل الشوكي إلى بقية أنحاء الجسم؛ كالذّراعين، واليدين، والسّاقين، والقدمين، مما يُضعِف هذه الأعصاب بشكلٍ تدريجي ويُسبِّب تلفها مع مرور الوقت، ومن الممكن أن يحدث الاعتلال في عصبٍ واحدٍ أو مجموعةٍ من الأعصاب.[١]




تشير التقارير إلى أنّ اعتلال الأعصاب المحيطية يُصيب 7- 10% من السكان.



[٢]


أنواع اعتلال الأعصاب الطرفية

تتمثّل أنواع اعتلال الأعصاب الطّرفية ما يلي:[٣]


اعتلال الأعصاب المتعدد

هو أحد حالات اعتلال الأعصاب الذي يحدث فيه تلفٌ لأكثر من عصبٍ واحد (Polyneuropathy)، والأعصاب التي تتعرّض للتلف هي:[٣]

  • الأعصاب الحسية: تتحكم هذه الأعصاب بالإحساس، إذ تتلقى الإشارات من مختلف أنحاء الجسم، ثم تنقل الرسائل إلى الدّماغ عند جمع الأحاسيس من حول الجسم؛ مثل الشّعور بالحرارة، والبرودة والألم.
  • الأعصاب الحركية: تتحكّم هذه الأعصاب بالحركة، إذ تنقل هذه الأعصاب الرسائل العصبية من الدّماغ والحبل الشّوكي إلى العضلات.
  • الأعصاب اللاإرادية: تُنظّم هذه الأعصاب عمل أعضاء الجسم الدّاخلية، مثل: الأوعية الدموية، والمعدة، والقلب.


كما يجدر الذّكر أنه يتمّ تصنيف اعتلال الأعصاب المتعدد أيضًا بناءًا على السبب الرئيسي، ومن الأمثلة على ذلك:[١][٤]

  • اعتلال الأعصاب السكري (Diabetic polyneuropathy): يحدث نتيجة ارتفاع مستوى سكر الدم، مما يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية الي تغذّي الأعصاب.
  • نقص فيتامين (ب12): يمكن ان يؤدي إلى حدوث اعتلال في الأعصاب، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا الإضطراب أكثر شيوعًا لدى كبار السن؛ وذلك لأنهم أكثر عُرضةً للإصابة بسوء امتصاص العناصر الغذائية من الأمعاء.


اعتلال العصب الأحادي

يحدث اعتلال العصب الأحادي (Mononeuropathies) عند تعرُّض عصبٍ طرفيّ واحدٍ للتلف، وذلك نتيجة انضغاط العصب، أو الإصابة بصدمةٍ على منطقةٍ محدّدة في الجسم، ومن أكثر الأمثلة شيوعًا على اعتلال العصب الأحادي هو متلازمة النفق الرسغي (Carpal tunnel syndrome)؛ والتي تتمثّل بانضغاط العصب المتوسط في رسغ اليد.[١]


أعراض اعتلال الأعصاب الطرفية

تختلف أعراض اعتلال الأعصاب الطّرفية تبعًا لنوع وموقع الأعصاب المُصابة بالتّلف، فإمّا أن تظهر الأعراض فجأةً، وتُسمى هذه الحالة عندئذٍ باعتلال الأعصاب الحاد، أو قد تتطور بصورةٍ بطيئة مع مرور الوقت، وتُسمّى هذه عندها الحالة باعتلال الأعصاب المزمن،[٥] ونذكر فيما يلي الأعراض حسب نوع الأعصاب المُصابة:


الأعصاب الحسيّة

تشمل الأعراض المُرافِقة لتلف الأعصاب الحسيّة ما يلي:[٦]

  • تراجع الإحساس باللمس أو الضغط أو الاهتزاز.
  • الشّعور بالتنميل أو الخدران خصوصًا في اليدين و القدمين، وقد يمتدّ إلى الذراعين والساقين.
  • فقدان القدرة على التمييز بين تغيُّرات الحرارة الباردة والساخنة.
  • آلامٌ متعددة؛ تُشبه الشعور بالحرق أو الطعن أو الوخز الحاد، والتي قد تزداد خلال الليل.
  • ضعف في القدرة على التنسيق والتوازن.
  • شعور المُصاب وكأنه يرتدي قفازات أو جوارب تُقلل الإحساس بيديه وقدميه.




قد يُصاحب اعتلال الأعصاب الحسيّة بعض المُضاعفات؛ خصوصًا في الحالات التي سببها مرض السكري، على سبيل المثال حدوث تقرُّحات في القدم أو الساق، أو الإصابة بالعدوى والغرغرينا.



[٧]


الأعصاب الحركية

تشمل الأعراض التي يترافق ظهورها مع تلف الأعصاب الحركية ما يلي:[٥]

  • ضعف العضلات؛ هو العَرض الأكثر شيوعًا لاعتلال الأعصاب الحركية.
  • حدوث تقلّصات وتشنّجات ورجفة في العضلات.
  • ارتعاش العضلات (Fasciculations).


الأعصاب اللاإرادية

يظهر على المصاب بتلف الأعصاب اللاإرادية بعض الأعراض، بما في ذلك:[٨]

  • عدم القدرة على تحمُّل الحرارة.
  • التعرُّق المفرط أو انخفاضٌ شديدٌ في التعرُّق.
  • اضطرابات في الأمعاء والمثانة والجهاز الهضمي.
  • انخفاض ضغط الدم، والشّعور بالدّوخة أو الدوار.


أسباب اعتلال الأعصاب الطّرفية

هنالك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى اعتلال الأعصاب الطّرفية، ومنها ما يأتي:[٩][٨]

  • الإصابة بداء السكري: يمثّل السبب الأكثر شيوعًا لاعتلال الأعصاب، إذ إنّ أكثر من نصف مرضى السّكري يعانون من اعتلال الأعصاب الطّرفية.
  • الإصابة بأمراض المناعة الذاتية: كمتلازمة شوغرن (Sjogren's syndrome)، أو الذّئبة (Lupus)، أو التهاب المفاصل الرّوماتويدي، أو متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barre syndrome).
  • الإصابة بالعدوى: فقد تؤدي بعض أنواع العدوى الفيروسية أو البكتيرية إلى اعتلال الأعصاب، كالإصابة بمرض لايم، أو التهاب الكبد الوبائي من النوع (B) أو (C)، أو الجذام، أو الخنّاق، أو فيروس الهربس النطاقي، أو فيروس الإيدز.
  • الإصابة بأنواعٍ معينة من السرطان: مثل سرطان الغدد الليمفاوية، والورم النّخاعي المتعدد؛ وهو أحد أنواع السّرطان التي تصيب نخاع العظم.
  • الإفراط في شرب الكحول.
  • الإصابة بأمراض أخرى: كمرض الكلى والكبد، حيث تُساهِم في إفراز كميات كبيرة من السموم في الدم، والتي بدورها تسبُّب تلف الأنسجة العصبية.
  • الااختلالات الهرمونية: يمكن أن تؤدي الاختلالات الهرمونية إلى اضطراب عمليات الأيض الطّبيعية، مما يؤدي إلى تورُّم الأنسجة التي قد تسبب الضّغط على الأعصاب الطرفية.
  • نقص فيتامين ب 12.
  • المعاناة من بعض الاضطرابات الوراثية: خاصّةً داء شاركو ماري توث (Charcot-marie-tooth disease).


عوامل خطر اعتلال الأعصاب الطرفية

تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باعتلال الأعصاب الطّرفية ما يلي:[١٠]

  • العُمر: فالأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا أكثر عُرضةً للإصابة باعتلال الأعصاب الطّرفية.
  • العامل الوراثي: قد تحدث بعض الاعتلالات العصبية النّادرة نتيجة عيوب وراثية في الجينات تنتقل بين أفراد العائلات.
  • الإصابة ببعض الأمراض: مثل مرض السكري، وغيره.
  • القيام بأنشطة تتطلب حركاتٍ متكررة ولفترةٍ طويلة.


تشخيص اعتلال الأعصاب الطّرفية

يتم تشخيص اعتلال الأعصاب الطّرفية من خلال ما يلي:[٥][١١]

  • مراجعة التاريخ المَرضي للمُصاب: يقوم الطبيب بأخذ التاريخ المَرضي للفرد المعني، بما في ذلك الأعراض وأسلوب الحياة والتعرُّض للسّموم، وعادات تناوُل المشروبات الكحولية والتاريخ العائلي من أمراض الجهاز العصبي.
  • فحص الأعصاب: يقوم الطبيب بفحص ردود فعل الأوتار وقوة العضلات لدى المُصاب.
  • الاختبارات والفحوصات الأخرى؛ وهي ما يلي:
  • تحاليل الدم.
  • فحص سائل النخاع الشوكي.
  • اختبار التحمّل العضلي.
  • فحص قدرة المريض على الإحساس بالاهتزازات.




قد يوصي الطبيب بإجراء بعض الاختبارات للكشف عن مقدار تلف الأعصاب بصورةٍ دقيقة، مثل؛ التّصوير الطّبقي المحوري، أو التّصوير بالرّنين المغناطيسي، أو اختبار وظائف الأعصاب، أو أخذ خزعةٍ من الأعصاب أو الجلد لتحليلها.



[١١]


علاج اعتلال الأعصاب الطرفية

لا بدّ من علاج المشكلة الكامنة وراء اعتلال الأعصاب الطّرفية، وفيما يلي بعض العلاجات التي تهدف إلى تخفيف أعراض اعتلال الأعصاب:[٦][٣]

  • مسكنات الألم: تُخفِّف الأعراض البسيطة المُصاحِبة لاعتلال الأعصاب الطّرفية، مثل دواء أيبوبروفين (Ibuprofen).
  • الأدوية الموضعية لتخفيف الآلام: مثل لصقات ورقعات ليدوكايين (Lidocaine patches)، وكريم كابسيسين (Capsaicin)؛ ويجر التّنويه إلى أنّ كريم كابسيسين يحتوي على المادة الفعّالة في الفلفل الحار، لذلك من المُحتمَل الشعور بحرقانٍ في الجلد عند وضعه.
  • الأدوية المضادة للاكتئاب: مثل فنلافاكسين (Venlafaxine)، الذي يساهم في تخفيف الألم.
  • الأدوية المضادة للنوبات: عادةً ما تستخدم للصرع، لكنها قد تساهم في تخفيف آلالام الأعصاب، ومن الأمثلة عليها دواء بريجابالين (Pregabalin) وغابابنتين (Gabapentin).
  • الأدوية الأفيونية وأشباه الأفيونات: مثل ترامادول (Tramadol).
  • العلاجات البديلة التّكميلية: كالوخز بالابر، ومكمّلات بنفوتيامين المشتقة من فيتامين ب1، ومكمّلات حمض ألفا ليبويك.


الوقاية من اعتلال الأعصاب الطّرفية

هنالك العديد من الطرق التي يساعد اتباعها على الوقاية من اعتلال الأعصاب الطّرفية، وهي على النحو التالي:[١١]

  • الابتعاد عن التدخين، ومنتجات التبغ بشكلٍ عام.
  • الالتزام بأسلوبٍ غذائي صحيّ ومتوازن.
  • علاج نقص الفيتامينات -إن وُجِد-.
  • ممارسة التّمارين الرّياضية بانتظام.
  • مراقبة مستوى سكر الدم، في حال المعاناة من مرض السكري، والحرص على مراقبة الوضع الصّحي العامّ في حال الإصابة بمرض الكلى أو أحد الأمراض المزمنة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "What Is Peripheral Neuropathy?", verywellhealth, Retrieved 14/11/2021. Edited.
  2. "Neuropathic pain", nature, Retrieved 14/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Peripheral neuropathy", nhs, Retrieved 14/11/2021. Edited.
  4. "Nutritional and Vitamin Deficiency Neuropathy", foundationforpn, Retrieved 14/11/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Neuropathy (Peripheral Neuropathy)", clevelandclinic, Retrieved 14/11/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "What is peripheral neuropathy?", medicalnewstoday, Retrieved 14/11/2021. Edited.
  7. "Peripheral Diabetic Neuropathy", ncbi, Retrieved 14/11/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Peripheral neuropathy", mayoclinic, Retrieved 14/11/2021. Edited.
  9. "Peripheral Neuropathy Fact Sheet", nih, Retrieved 15/11/2021. Edited.
  10. "Peripheral Neuropathy", ohsu, Retrieved 23/11/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت "Peripheral Neuropathy", cedars, Retrieved 15/11/2021. Edited.