أنواع الصرع

يعرّف الصرع بأنّه اضطراب عصبي دماغي شائع الحدوث، يتمّثل بحدوث نشاط غير طبيعي بالدمّاغ ما يسبّب حدوث تشنّجات أو نوبات متكررة بين الحين والآخر.^[١]

أنواع الصرع

تُقسم نوبات الصرع إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:

• نوبات التشنّج العامة أو الكليّة (Generalaized seizures).
• نوبات التشنّج الجزئيّة (partial onset seizures).
• نوبات غير معروفة التصنيف.

نوبات التشنّج العامة أو الكليّة (Generalaized seizures)

وهي عبارة عن إشارات أو نبضات كهربائيّة عصبية غير طبيعيّة تؤثر في جميع أجزاء الدماغ، عادةً ما يكون هذا النوع شائع الحدوث لدى مرضى الصرع في مرحلة الطفولة، إلّا أنّه قد يعاني منه مرضى الصرع البالغين، ويندرج تحت هذا النوع من التشنّجات عدّة أنواع، وهي:^[٢][٣]

• نوبات حركية: وتتضمن:
• النوبات التوتريّة الرمعيّة (Tonic-clonic seizures).
• نوبات الرّمع العضلي (Myoclinic seizures).
• نوبات الصرع التوتريّة (tonic seizure).
• نوبات الصرع الارتخائية (An atonic seizure).

نوبات غير حركية: وتتضمن: نوبة مصحوبة بفقدان الوعي (Absence seizures)

ويمكن توضيحها كالتالي:

النوبات التوتريّة الرمعيّة (Tonic-clonic seizures)

تسمّى أيضاً بنوبات الصرع الكبرى، قد تستمّر لمدّة 1-3 دقائق، وفي معظم الحالات يكون المريض متعب جدّاً بعد انتهاء تلك النوبة وقد يستغرق وقتاً طويلاً للعودة لحالته الطبيعيّة بعد حدوث النوبة، ومن أهم أعراض هذا النوع من التشنّجات:^[٤][٥]

• السقوط على الأرض.
• بكاء أو صراخ المريض.
• حدوث تقلّصات أو تشنّجات بالعضلات.

نوبات الرّمع العضلي (Myoclinic seizures)

يتضمّن هذا النوع من النوبات حدوث حركات اهتزازيّة أو ارتعاشيّة سريعة على جانبي الجسم بنفس الوقت، حيث يظهر المريض وكأنّه قد تعرّض لصدمة مفاجئة أدّت إلى حدوث اهتزازات قصيرة المدّة في عضلة واحدة أو مجموعة من العضلات، ما يمّيز هذا النوع من النوبات أنّ المريض غالباً ما يكون مستيقظاً أو واعياً لما حوله، وقادر على التفكير بشكل قريب للطبيعي.^[٦][٧]

نوبات الصرع الرمعية (clonic seizure)

يتضمّن هذا النوع من النوبات حدوث حركات اهتزازيّة أو ارتعاشيّة سريعة للأذرع والأقدام، ويمكن أن تحدث على جهتي الجسم بنفس الوقت.^[٨]

نوبات الصرع التوتريّة (tonic seizure)

يواجه مريض الصرع الذي يتعرّض لهذا النوع من النوبات ما يلي:^[٩][١٠]

• فقدان للوعي لمدّة قصيرة.
• تيّبس مفاجئ أو تصلّب مفاجئ للعضلات وتحديداً عضلات الذراعين أو السّاقين أو الجذع، ولكن غالباً ما تحدث تلك النوبة أثناء نوم المريض ويستمّر حدوث التصلّب العضلي لمدّة 20 ثانية.
• في حال حدوث تلك التقلّصات أو التيّبسات العضلية المفاجئة أثناء وقوف الشخص قد تؤدي لسقوطه على الأرض.

نوبات الصرع الارتخائية (An atonic seizure)

تتضمّن تلك النوبات حدوث فقدان مفاجئ في قوة العضلات أو التوّتر العضلي، حيث يواجه المريض انخفاض أو نقصان سريع ومفاجئ في شدّ العضلات بحيث يصبح المريض يعاني من ارتخاء في العضلات ووهن عام ما يجعل المريض يميل للانهيار وفقدان القوة البدنيّة له، غالباً ما تكون تلك النوبة مصحوبة بفقدان الوعي لمدّة قصيرة.^[١١][٩]

نوبة مصحوبة بفقدان الوعي (Absence seizures)

تسمّى تلك النوبات بنوبات "الغياب" وذلك لأنّ المريض خلالها فعليّاً وكأنّه ليس موجوداً أو مغيّباً عن الوجود، وعادةً ما تستمّر تلك النوبات لفترات زمنيّة قصيرة جدّاً تمتّد ما بين 5-10 ثواني، في معظم الحالات تحدث هذه النوبات بشكل مكثّف على شكل مجموعات متتاليّة فقد تحدث مع المريض 100 مرّة باليوم الواحد، وتتمّثل فيما يلي:^[٤][١٢]

• تكرار المريض لحركات معيّنة مرات عديدة مثل العضّ على الشفاه.
• توّقف حركة أو نشاط المريض بشكل مفاجئ (فقد يتوّقف المريض عن القيام بالكلام أو الحركة بشكل مفاجئ).
• ارتعاشات أو تشنّجات قصيرة المدّة.
• رفرفة بالعيون (تشنّجات أو ارتعاشات لا إرادية في جفن العين).

نوبات التشنّج الجزئيّة (Partial onset seizures)

تسمّى تلك النوبات أحياناً بالصرع البؤري، تنشأ تلك النوبات نتيجة وجود نشاط كهربائي غير طبيعي عبر جزء واحد أو منطقة واحدة محدّدة بالدماغ، بالرّغم من أنّ تلك الاضطرابات العصبيّة تنشأ في جزء محّدد من الدماغ إلّا أنّها قد تنتقل أو تنتشر إلى أجزاء أخرى من الدماغ، تتفاوت أعراض تلك النوبات حيث يمكن أن تسبّب أعراضاً خفيفة أو أعراضاً شديدة اعتماداً على احتماليّة انتقال أو انتشار تلك الإشارات الكهربائيّة إلى أماكن أخرى من الدماغ، وآليّة انتشارها، ومن أهم أنواع تلك النوبات:^[٢][٣]

النوبات البؤرية مع الاحتفاظ بالوعي (الصرع الجزئي البسيط سابقاً)

لا يفقد المريض وعيه في تلك النوبات، وإنّما يواجه المريض أعراضاً بسيطة متمثلّة في حدوث ارتعاش بسيط أو تغيّراً في إحدى الحواس مثل الإحساس بطعم أو رائحة غريبة، وخلال النوبة يستطيع المريض التواصل مع الآخرين، وسوف يتذكر تلك النوبة بعد انتهائها.^[١٣][٤]

النوبات البؤريّة مع فقدان الوعي (الصرع الجزئي المركّب سابقاً)

يتضمّن هذا النوع من النوبات حدوث فقدان بوعي المريض، وعدم القدرة على الاستجابة خلال النوبة، حيث يظهر المريض وكأنّه مذهولاً أو مصدوماً من شيء ما، وسوف يستمر تأثير النوبة على المريض لعدّة دقائق حتى بعد انتهائها حيث لا يستطيع الاستجابة أو التفاعل بشكل سريع مرةً أخرى إلّا بعد انقضاء بضعة دقائق.^[١][٤]

نوبات غير معروفة التصنيف

يطلق هذا الاسم على نوبات الصرع التي تبدأ بالحدوث بوقت غير معروف أو بوقت قد يكون من الصعب ملاحظتها من قبل الأشخاص الآخرين المحيطين بالمريض، بحيث يبقى وقت حدوثها غير معروف ومن الصعب رصدها، مثل النوبات التي قد تحدث مع المريض أثناء النوم أو تلك التي قد تحدث مع المريض الذي يعيش لوحده هي نوبات صرع غير معروفة الحدوث وذات تفاصيل غامضة، وهذا ما يجعل من الصعب تصنيفها ووضعها ضمن أي نوع من أنواع النوبات التي تمّ ذكرها سابقاً لعدم وجود معلومات أو تفاصيل كافية عنها، وعن ما يعانيه المريض خلالها.^[١٤][٣]

ما هو أكثر أنواع الصرع شيوعًا؟

أكثر أنواع الصرع شيوعاً هي نوبات الصرع الجزئيّة المعقدّة أو ما يسمّى بالنوبات البؤريّة مع فقدان الواعي.^[١٥]

كيف يمكن معرفة نوع النوبة التي يعاني منها المريض؟

يمكن ذلك عن طريق رصد ومراقبة النشاط الكهربائي لدماغ المريض في أثناء حدوث نوبة الصرع، وذلك بإجراء بعض الفحوصات للدماغ، حيث تساعد تلك الإجراءات في تحديد أو تشخيص نوع النوبة التي يعاني منها المريض بالإضافة طبعاً للأعراض الظاهرة التي يعاني منها المريض أثناء النوبة، ومن أهم تلك الفحوصات ما يلي:^[١٤]

• صورة الرنين المغناطيسي للدماغ (MRI).
• إجراء ما يعرف بتخطيط كهربيّة الدماغ أو تخطيط أمواج الدماغ (EEG).

دواعي مُراجعة الطبيب

يجب الحصول على المساعدة الطبيّة العاجلة في الحالات التالية:

• استمرار حدوث نوبة الصرع لأكثر من 5 دقائق.
• حدوث صعوبة في التنفس أو باستعادة الوعي حتى بعد انتهاء النوبة.
• حدوث نوبة ثانية مباشرةً بعد انتهاء النوبة الأولى.
• وجود ارتفاع حاد في درجة الحرارة (حمّى شديدة).
• في حال كان مريض الصرع مصاباً بمرض السكري.
• استمراريّة تعرّض مريض الصرع لنوبات صرع بالرّغم من أخذه للأدوية المضادة للنوبات والتزامه بها.