المادة الرمادية في الدماغ

سميت المادة الرمادية في الدّماغ (Grey Matter) بهذا الاسم نسبةً للونها الرمادي،[١] وتُشكّل المادة الرمادية طبقة القشرة الدماغية من الدّماغ، بالإضافة إلى مركز الحبل الشوكي، إذ يتشكل الدّماغ من المادة الرمادية بنسبة 40%، ومن المادة البيضاء بنسبة 60%، ومع ذلك، فإنّ المادة الرمادية تستهلك ما يُقارب 94% من كمية الأكسجين الكلية التي يستهلكها الدّماغ، وتتشكّل المادة الرمادية بشكل عام من الخلايا العصبية والتي تؤدي وظائفًا متعددة في معالجة المعلومات، والتحكم بالعواطف، والحركة، والذاكرة.[٢][٣]




يتكوّن الجهاز العصبي من نوعين من الأنسجة، أوّلها أنسجة المادّة الرمادية، والأُخرى أنسجة المادة البيضاء.




لماذا المادة الرمادية لونها رمادي؟

لأنّ المادّة الرّماديّة تتكوّن من الخلايا العصبية والخلايا الدبقية (Glial Cells)، وتتميز هذه الخلايا عند وجودها في المادة الرمادية بعدم إحاطتها بمادة الميالين (Myelin) والتي تُعطي اللون الأبيض للخلايا، لذا تظهر هذه الخلايا باللون الرمادي، وقد يميل لون المادة الرمادية للدّماغ في بعض الأحيان إلى اللون الوردي أو البني لاحتوائها على العديد من الشعيرات الدموية الصغيرة.[٤]


أين تقع المادة الرمادية في الدماغ؟

نقع المادة الرمادية في الدّماغ في قشرة الدّماغ، على عكس النخاع الشوكي والذي تتواجد فيه في مركزه.[٥][٦]


وظائف المادة الرمادية في الدماغ

يتحكم الدّماغ في العديد من وظائف الجسم المختلفة، وبما أن المادة الرمادية تتواجد في الدّماغ وفي جميع أنحاء الجهاز العصبي المركزي، لذا فإن لها العديد من الوظائف المتعلقة في الحركة، والذاكرة، والعواطف،[٦] وتشمل مناطق الدّماغ التي تحتوي على المادة الرمادية والتي تتحكم في النشاط العضلي والحسي في الجسم ما يأتي:[٧]

  • القشرة الدماغية (Cerebral cortex)، أي في الطبقة الخارجية من الدّماغ، والتي تتكون من أعمدة من الخلايا العصبية للمادة الرمادية، ليقع تحتها المادة البيضاء، فهي مسؤولة عن التفكير، والذاكرة، والانتباه.
  • المخيخ (Cerebellum)، والمسؤولة عن التحكم بالحركة، والتناسق الحركي، والدقة فيها.


الفرق بين المادة الرمادية والمادة البيضاء في الدماغ

الفرق الأساسي بين كلتا المادتين هو أنّ المادة الرمادية في الدّماغ لا تحتوي على الميالين، بينما المادة البيضاء في الدّماغ تحتوي على تركيز عالٍ من الميالين والذي يُعطيها اللون الأبيض،[٦] كما أنّ المادة البيضاء في الدّماغ والحبل الشوكي تتكون من المحاور العصبية (Axons)، أمّا المادة الرمادية فإنها تتكون من جسم الخلية (Soma)، إلّا أنّ كلًا من المادة البيضاء والمادة الرمادية يعملان معًا في تكوين المسارات العصبية الشوكية، المسؤولة عن إرسال الإشارات العصبية من الدّماغ إلى باقي أنحاء الجسم.[١]


تضرر المادة الرمادية في الدماغ

إنّ إصابة المادة الرمادية في الدّماغ بأي أضرار أو أمراض، قد يُسبب حدوث العديد من المشاكل في أنظمة الجسم المختلفة، وخصوصًا في تفسير المعلومات الحسية، بالإضافة للأنظمة المستقبلة للمعلومات الحركية، الأمر الذي قد يُسبب الشلل، أو الضعف العضلي، أو الشعور بالوخز والتنميل،[٨] ويعود ذلك، لأنّ تضرر أجسام الخلايا الذي تتكون منها المادة الرمادية في الدّماغ يُسبب موت الخلية العصبية بأكمها، لأنه جسم الخلية هو المسؤول عن الحفاظ على الخلايا العصبية صحيّة بالكامل، بينما تضرر المادة البيضاء في الدّماغ أقل خطرًا، لأن ذلك يعني تضرر المحاور العصبية، والتي يستطيع جسم الخلية السليم إصلاح هذه المحاور العصبية التالفة.[٩]


حالات صحية مرتبطة بالمادة الرمادية في الدماغ

تُصنّف الأمراض التي تُصيب المادة الرمادية في الدّماغ على أنها أمراض التنكس العصبي (Neurodegenerative Diseases)، ويُذكر من الأمراض المرتبطة بوجود ضرر في المادة الرمادية في الدّماغ ما يأتي:[٥]

  • مرض ألزهايمر: (Alzheimer’s Disease)، من أكثر أمراض المادة الرمادية في الدّماغ شيوعًا، ويحدث ذلك نتيجة لتراكم اللويحات في منطقة واحدة أو أكثر من منطقة من المادة الرمادية في الدّماغ، لتُصبح هذه اللويحات تشغل حيزًا في الدّماغ بدلًا من المادة الرمادية، ومع مرور الزمن، تستمر هذه اللويحات في النمو والتزايد، ليُسبب انخفاضًا كبيرًا في الوظائف الإدراكية في الجسم، وفقدان للذاكرة، بالإضافة لحدوث مشاكل في الوظائف الحركية، كفقدان السيطرة على المهارات الحركية الدقيقة.
  • التّعرض لصدمة أو إصابة في منطقة الجهاز العصبي المركزي: كالسقوط على الرأس، أو ضرب الرأس، فكما هو معروف أنّ الخلايا الموجودة في المادة الرمادية من الدّماغ تحتاج إلى كميات عالية من الأكسجين لكي تعمل بشكل طبيعي، فحدوث أي انقطاع للأكسجين لهذه الخلايا قد يُسببها موتها، الأمر الذي يُسبب ضررًا دماغيًا لا يُمكن إعادة إصلاحه ليتسبب في فقدان العديد من وظائف أنظمة الجسم المختلفة، وتعتمد الأعراض الناتجة عن هذه الإصابة على الجزء الذي تعرّض للضرر من المنطقة الرمادية.

المراجع

  1. ^ أ ب "Grey Matter vs White Matter in the Brain", spinalcord, 7/6/2020, Retrieved 22/10/2021. Edited.
  2. "Cerebellum", my-ms, Retrieved 22/10/2021. Edited.
  3. "Multiple sclerosis", webmd, 10/11/2020, Retrieved 22/10/2021. Edited.
  4. Stephanie Pappas (24/5/2010), "Why Is Gray Matter Gray?", livescience, Retrieved 22/10/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Olivia Guy-Evans (11/10/2021), "Grey Matter in the Brain", simplypsychology, Retrieved 22/10/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Neuroanatomy, Gray Matter", Statpearls Journal , 31/7/2021, Page 1. Edited.
  7. Ruairi J Mackenzie (20/8/2019), "Gray Matter vs White Matter", technologynetworks, Retrieved 22/10/2021. Edited.
  8. "Gray and White Matter: Structure and Functions", human-memory, 25/11/2020, Retrieved 22/10/2021. Edited.
  9. "What’s the Matter?", hydroassoc, 29/1/2015, Retrieved 22/10/2021. Edited.