ما هي السكتة الدماغية العابرة؟

يُطلق على السكتة الدّماغية العابرة (TIA - Transient Ischaemic Attack) اسم السكتة الدّماغية الصغيرة (Mini Stroke)، وتحدث نتيجةً لخللٍ مؤقتٍ في نقل الدّم إلى أجزاء من الدّماغ، الأمر الذي يُسبب نقص وصول الأكسجين إلى الدّماغ، ومن الجدير بالذكر أنّ السكتة الدّماغية العابرة لا تدوم لفترةٍ طويلة، بل تستمر لعدّة دقائقٍ أو ساعات، وتختفي كليًا خلال 24 ساعة، وتُسبب السكتة الدّماغية العابرة أعراضًا مفاجئةً ومشابهةً لأعراض السكتة الدّماغية، والتي تتمثل باضطرابات الكلام والرؤية، وتنميل أو ضعف في الوجه أو الذراعين أو الساقين.[١]


ما أسباب السكتة الدماغية العابرة؟

تحدث السكتة الدّماغية العابرة عادةً نتيجةً لتراكم الترسّبات الدهنية المحتوية على الكوليسترول، والتي تُسمى اللويحات (Plaques) في أحد الشرايين الدّماغية الكبيرة أو أحد تفرّعاته المسؤولة عن تزويد الدّماغ بالأكسجين والمغذيات الأساسية، الأمر الذي يُسبب توقف تدفّق الدّم عبر هذه الشرايين وحدوث جلطة دموية، ويمكن أن تحدث هذه الجلطة الدموية أيضًا نتيجةً لانتقالها من أحد شرايين أجزاء الجسم الأخرى إلى الدّماغ، وغالبًا ما تكون من القلب.[٢]


عوامِل تزيد من احتمالية حدوث السكتة الدماغية العابرة

يُذكر من العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث السكتة الدّماغية العابرة ما يأتي:

  • التقدّم في السن؛ إذ يتضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدّماغية العابرة لدى الرجال والنساء الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا.[٣]
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكتة الدّماغية.[٣]
  • الجنس؛ فالذكور أكثر عُرضة للإصابة بالسكتة الدّماغية العابرة، بينما الإناث هم أكثر عُرضة للإصابة بالسكتة الدّماغية.[٣]
  • ارتفاع ضغط الدّم.[٣]
  • قلة النشاط البدني.[٣]
  • الإصابة بمرض السكري.[٣]
  • الإصابة بأمراض القلب.[٣]
  • الرجفان الأُذيني.[٣]
  • التدخين بكافة أشكاله.[٣]
  • ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدّم.[٣]
  • السمنة.[٣]
  • تعاطي المخدرات.[٣]
  • الإصابة بمرض فقر الدّم المنجلي (Sickle Cell Disease)؛ وذلك لأنّ خلايا الدّم المنجلية تحمل كمية أقل من الأكسجين، كما أنّها قد تلتصق بجدران الأوعية الدّموية، مما يُعيق تدفّق الدّم إلى الدّماغ.[٢]


ما هي أعراض السكتة الدماغية العابرة؟

فيما يأتي أكثر أعراض السكتة الدّماغية العابرة شيوعًا:[٤][٥]

  • خدران أو ضعف مفاجئ في الوجه، أو الذراع، أو الساق خاصةً في جانبٍ واحدٍ من الجسم.
  • التشوش الذّهني المفاجئ.
  • صعوبة مفاجئة في التحدث.
  • صعوبة مفاجئة في الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما.
  • صعوبة مفاجئة في المشي.
  • الشعور بالدوخة المفاجئة.
  • فقدان التوازن أو التناسق في حركة الجسم.
  • الصداع المفاجئ الشديد دون وجود أي سببٍ معروف.




في حال ملاحظة أيًا من الأعراض التي أسلفنا ذكرها على أي شخص، لا بدّ من طلب العناية الفورية الطارئة له حتى لو اختفت هذه الأعراض خلال دقيقتين من ظهورها.




كيف يتم تشخيص السكتة الدماغية العابرة؟

لتأكيد تشخيص الإصابة بالسكتة الدّماغية العابرة، يقوم الطبيب بمجموعة من الأمور والإجراءات، منها:

  • طرح مجموعة من الأسئلة لتحديد الأعراض التي يُعاني منها المصاب.[٥]
  • التحقق من العلامات الحيوية الخاصة بالمصاب.[٥]
  • إجراء بعض الاختبارات السريعة للتأكد من أن العقل يعمل بطريقةٍ صحيحة.[٥]
  • الاستماع إلى تدفق الدّم في أماكن مختلفة من الجسم.[٥]
  • إجراء مجموعة من الاختبارات التشخيصية لمعرفة مكان انسداد الشرايين، ويُذكر من أهمها ما يأتي:
  • سونار الشريان السُّباتي: (Carotid Ultrasound)، يُساعد هذا الاختبار على الكشف عن وجود أي انسداد أو تضيّق في شرايين الرقبة المؤدية إلى الدّماغ.[٦]
  • تصوير الدّماغ: تشمل التصوير الطّبقي (CT Scan)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، ولكن لا تُعد هذه الصّور ضروريةً عند الإصابة بالسكتة الدّماغية العابرة، ويُطلب إجراؤها فقط في حال عدم وضوح أي جزء من الدماغ قد تأثر.[٦]
  • تخطيط كهربائية القلب: (ECG)، يقيس هذا الاختبار النشاط الكهربائي للقلب، ويُساعد ذلك على الكشف عن أي إيقاعات غير طبيعية للقلب، والتي قد تُشير إلى الإصابة بمشكلةٍ طبيةٍ معينة؛ كوجود جلطة دموية في القلب.[٦][٥]
  • مخطط صدى القلب عبر المريء: (TEE)، هو نوع من أنواع تخطيط كهربائية القلب، إلّا أنه يتميز في قدرته على الكشف ورؤية الأشياء في القلب بشكلٍ أفضل؛ كوجود جلطات الدّم التي لا تظهر بوضوح في اختبار تخطيط كهربائية القلب التقليدي.[١]
  • تصوير الأوعية الدموية: (Arteriography)، هو نوع خاص من الأشعة السينية (X-rays) التي تُساعد على فحص الشرايين الموجودة في الدّماغ.[٥]
  • تحاليل الدّم: يوصي الطبيب بإجراء فحوصات مخبرية لقياس مستوى الكوليسترول في الدّم، أو نسبة السكر في الدّم، أو الحمض الأميني الهوموسيستين (Homocysteine)، ويُشير ارتفاع هذا الحمض الأميني إلى زيادة احتمالية الإصابة بالجلطة الدموية.[٥]
  • فحص ضغط الدّم: إذ قد يزيد ارتفاع ضغط الدّم من احتمالية الإصابة بالسكتة الدّماغية العابرة والسكتة الدّماغية.[٥]


علاج السكتة الدماغية العابرة

يُذكر من العلاجات المُتّبعة للسكتة الدّماغية العابرة ما يأتي:[٧]

  • الأدوية التي تمنع الصفائح الدموية من الالتصاق ببعضها البعض لتشكل جلطة.
  • مُميّعات الدّم.
  • الأدوية التي تُساعِد على خفض مستويات الكوليسترول في الدم.
  • العمليات الجراحية، ويُذكر منها:
  • استئصال باطنة الشريان السُّباتي (Carotid Endarterectomy).
  • رأب الأوعية التاجية (Arterial Angioplasty) مع تركيب دعامة (Stent).


منع تكرار حدوث السكتة الدماغية العابرة

بعد الإصابة بالسكتة الدّماغية العابرة، يُصبح المصاب أكثر عُرضة خلال حياته للإصابة بالسكتة الدّماغية العابرة مرةً أخرى أو بالسكتة الدّماغية، لذا لا بدّ من إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة للتقليل من خطر الإصابة بهما،[٨] وفيما يأتي أبرز هذه التغييرات:

  • علاج ارتفاع ضغط الدّم.[٨]
  • علاج ارتفاع الكوليسترول في الدّم.[٨]
  • علاج ارتفاع مستوى السكر في الدّم.[٨]
  • تناول الأسبرين، أو أي مميعات للدّم يوصي الطبيب بها.[٨]
  • تناول الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب بجرعاتها ومواعيدها.[٨]
  • تلقّي مطعوم الإنفلونزا سنويًا.[٨]
  • الإقلاع عن التدخين.[٢]
  • ممارسة التمارين الرياضية لمدّة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع.[٢]
  • التقليل من تناول الأطعمة الدهنية، أو التي تحتوي على الكثير من الملح.[٢]
  • تناول الأطعمة الصحية للقلب كالخضراوات، والفواكه، والأطعمة الغنية بالألياف، والأسماك.[٨]
  • التقليل من تناول المشروبات الكحولية.[٢]


كم يستغرق وقت التعافي بعد حدوث السكتة الدماغية العابرة؟

عادةً ما تتحلل السكتة الدّماغية العابرة تلقائيًا، ويستعيد المصاب بها وظائفه الطبيعية بسرعة خلال عدّة دقائق إلى 24 ساعة دون أي تدخلٍ علاجي.[٩]


هل يُمكن أن تؤدي السكتة الدّماغية العابرة إلى السكتات الدّماغية؟

نعم، إذ إنّ السكتة الدّماغية العابرة من العلامات التحذيرية للسكتة الدّماغية؛ إذ إنّ ما يُقارب 7 - 40% من الأشخاص المصابين بالسكتة الدّماغية أبلغوا عن وجود إصابات سابقة للسكتة الدّماغية العابرة لديهم، كما أفادت الدرّاسات أنّ ما يُقارب ثلث الأشخاص الذين أصيبوا بالسكتة الدّماغية العابرة قد أصيبوا بالسكتة الدّماغية خلال عامٍ من إصابتهم.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب "Overview -Transient ischaemic attack (TIA)", nhs, 21/1/2020, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Transient ischemic attack (TIA)", mayoclinic, 7/3/2020, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س "Transient Ischemic Attack (TIA) or Mini Stroke", clevelandclinic, 26/7/2018, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  4. "Transient Ischemic Attack (TIA)", cedars-sinai, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "What Are the Symptoms of a TIA?", webmd, 20/7/2021, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Diagnosis -Transient ischaemic attack (TIA)", nhs, 21/1/2020, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  7. Ji Y. Chong (4/2020), "Transient Ischemic Attack (TIA)", msdmanuals, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Transient Ischemic Attack (TIA)", healthlinkbc, 21/9/2021, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  9. ^ أ ب Charles Patrick Davis (28/10/2019), "Stroke vs. Mini-Stroke (TIA) Differences", medicinenet, Retrieved 21/10/2021. Edited.