يُمكن أن يؤثر مرض ألزهايمر وهو الشكل الأكثر شيوعاً للخرف سلبًا على سلوكيات الإنسان وذاكرته وتفكيره، إذ قد يمتد تأثيره ليصِل ممارسات خاطئة للأنشطة اليومية المعتادة، ولكن ما هو الزهايمر المبكر؟ ما هي أسبابه؟ وما هي أهم أعراضه؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟[١]
ما هو ألزهايمر المبكر؟
يُعد مرض ألزهايمر المُبكر (Young-onset Alzheimer's) أحد الأشكال غير الشائعة للخَرف، وعادةً ما يصيب الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، حيثُ تبدأ الأعراض بالظهور في مُعظم حالات الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 إلى 60 عامًا،[٢] وقد أصدر موقع المعهد الوطني الأمريكي للشيخوخة (The National Institute on Aging) تقريرًا عام 2019م يُشير إلى أنّ الأشخاص المصابين بالزهايمر المُبّكر يشكلون ما نسبته أقل من 10% من المصابين بالزهايمر بشكلٍ عام.[٣]
أسباب ألزهايمر المبكر
حتى الآن لا تزال الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالزهايمر غير مؤكدة بشكلٍ حتمي، إلّا أنه يُعتقد أنّ العامل الوراثي يلعب دورًا في زيادة فرصة الإصابة بالزهايمر المبكر، فوجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض هو عامل الخطر الوحيد المعروف حتى الآن، حيثُ قد تنتقل بعض الطفرات الجينية من الآباء إلى الأبناء، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج البروتينات المسؤولة عن تكوين لويحات مرتبطة بمرض ألزهايمر، ولكن وجد أنّ هذه الطفرات لا تُشكّل إلّا جزءًا بسيطًا من الحالات، أما الأسباب الدقيقة والحتمية لمعظم الحالات لا تزال غير مؤكدة بشكلٍ دقيق.[٤][١]
أعراض ألزهايمر المبكر
هناك العديد من الأعراض التي تُشير إلى الإصابة بالزهايمر المبكر، والتي يمكن تصنيفها على النحو التالي:[١]
الأعراض المبكرة
فيما يأتي ذكر لأبرز الأعراض المبكرة المرتبطة بالإصابة بالزهايمر المبكر:[١]
- تكرار طلب نفس المعلومات.
- فقدان القدرة على تحديد الأماكن أحيانًا.
- نسيان تاريخ اليوم أو الوقت من السنة.
- نسيان الأشياء أو الأحداث الهامة خاصةً الأحداث الجديد منها أو التواريخ المرتبطة بأحداث هامة.
- تقلبات في الحالة المزاجية والشخصية.
- مشاكل في الإدراك والرؤية.
- نسيان كيفية إجراء بعض الإجراءات الحياتية الاعتيادية التي تتطلب خطوات؛ كتتبع الفواتير أو اتباع وصفات الطعام المفضلة.
- صعوبة في تحديد الكلمات والجمل المناسبة، أو مواجهة مشاكل في مبادلة الأحاديث مع الآخرين.
- الانسحاب من العمل والمواقف الاجتماعية.
- وضع الأشياء في غير موضعها المناسب، ونسيان المكان الذي تم وضعها فيه.
- ضعف القدرة على اتخاذ القرارات بشأن الأمور الحياتية وتفاقم الأمر سوءًا مع مرور الوقت.
الأعراض المتأخرة
فيما يأتي أهم الأعراض المتأخرة والتي تؤكد الإصابة بمرض الزهايمر:[١]
- فقدان الذاكرة الشديد.
- تقلبات مزاجية شديدة وتغيرات في السلوك.
- صعوبة في الكلام، أو البلع، أو المشي.
- التشوش الدائم، وفقدان القدرة على تحديد الوقت والأماكن والأحداث.
- الشك في الأشخاص المقربين من الأهل أو الأصدقاء أو مقدمي الرعاية.
تشخيص ألزهايمر المبكر
يعتمد التشخيص الأولي لداء الزهايمر المبكر على الأعراض والعلامات التي تُشير لحدوث ضرر في الدماغ، وبعد ذلك يتم إجراء العديد من الاختبارات، ومنها ما يلي:[٥]
- السؤال عن التاريخ الطبي للمريض.
- الاختبارات المعرفية للذاكرة وحل المشكلات والمهارات العقلية الأخرى.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- فحص الدم والبول والسائل النخاعي.
علاج ألزهايمر المبكر
حتى الآن لم يتمكن العلماء من الوصول إلى علاج نهائي لمرض ألزهايمر المبكر، ولكن يُمكن للمرضى الحصول على الرعاية الطبيّة التي تُساعد على تعزيز وظائف الدماغ للشخص، وإبطاء تقدم المرض، والعمل على إبقاء السلوك طبيعيًا لأطول فترة ممكنة، وفيما يأتي بيان لهذه العلاجات:[٦]
العلاجات الدوائية
يوجد العديد من العلاجات الدوائية التي يُمكن أن يُساعد تناولها على تحسين الأعراض من بضعة أشهر إلى بضع سنوات، مما يُساعد المريض على العيش بشكلٍ طبيعي لفترةٍ زمنيةٍ أطول، ومن أبرز الأدوية التي يصفها الأطباء في علاج ألزهايمر المبكر ما يلي:[٦]
- دونيبيزيل (Donepezil).
- غالانتامين (Galantamine).
- ميمانتين (Memantine).
- ريفاستيجمين (Rivastigmine).
- ميمانتين دونيبيزيل (Memantine-donepezil).
- مضّادات الاكتئاب أو الحبوب المنومة أو المهدئات، إذ يتم وصفها لعلاج المشاكل الأخرى التي ترافق مرض الزهايمر كالأرق والقلق والذعر الليلي.
- مضادات الأكسدة وأدوية القلب والأوعية الدموية والسكري، والتي تُساعد كذلك على إبطاء تقدم داء الزهايمر المبكر.[٥]
علاجات أخرى
تتضمن العلاجات الأخرى التي يُمكن أن تُساهم في إبطاء تقدم داء الزهايمر المبكر ما يلي:[٥]
- العلاج الطبيعي (Physical therapy).
- العلاج المهني (Occupational therapy).
- التدريب المعرفي (Cognitive training).
نصائح وإرشادات
إلى جانب العلاج الدوائي ينبغي على مرضى ألزهايمر المبكر اتباع النصائح التالية:[٥]
- الحفاظ على نظام غذائي صحي.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تجنب شُرب الكحول.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء لتقليل التوتر.
الوقاية من ألزهايمر المبكر
نظرًا لأن السبب الدقيق الكامن وراء الإصابة بالزهايمر المبكر لا يزال مجهولاً، لم يتم العثور على طريقة لضمان الوقاية من الإصابة به، ولكن هناك بعض التدابير الوقائية التي يمكن الاستعانة بها، والتي تساعد على تقليل خطر الإصابة بالزهايمر المبكر قدر الإمكان،[٧] وتتضمن هذه التدابير بحسب ما أوصت به جمعية الزهايمر (Alzheimer’s association)، ما يلي:[٨]
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوزان يحتوي على كميات قليلة من الدهون وكميات عالية من الفواكه والخضار.
- ممارسة التمارين الخاصة بصحة القلب والأوعية الدموية المنتظمة، والتي تعمل على رفع معدل ضربات القلب، وتزيد من تدفق الدم إلى المخ والجسم.
- المحافظة على العلاقات الاجتماعية وتعزيز التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
- تلقي العلاج الطبي في حال الإصابة بأعراض الاكتئاب، أو القلق، أو غير ذلك من المشاكل العقلية.
- الإقلاع عن التدخين.
- الابتعاد عن مسببات التوتر والقلق.
- تجنّب التعرض لصدمات الرأس؛ والتي قد تؤثر في الدماغ.
- تلقي التعليم الأكاديمي، والذي يساعد على التقليل من الخَرف والتدهور المعرفي.
- المحافظة على صحة القلب عن طريق الحد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، مثل: السمنة، وارتفاع مستويات سكر الدم، وارتفاع ضغط الدم.
- ممارسة الأنشطة التي تتضمن تحدي وتنشيط للدماغ؛ كرسم لوحة، أو لعب أحجية تركيب الصور المقطوعة، أو صنع قطعة أثاث، وغير ذلك من الأنشطة.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Early-Onset Alzheimer's Disease", hopkins medicine, Retrieved 16/10/2021. Edited.
- ↑ "Young-onset Alzheimer's: When symptoms begin before age 65", mayo clinic, Retrieved 16/10/2021. Edited.
- ↑ "What Causes Alzheimer's Disease?", nia, Retrieved 16/10/2021. Edited.
- ↑ "Early Onset Alzheimer’s Disease", millennium memory care, Retrieved 16/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Early-Onset Alzheimer’s Disease", alzheimers news today, Retrieved 16/10/2021. Edited.
- ^ أ ب "Early-Onset Alzheimer's Disease"، WebMD، اطّلع عليه بتاريخ 16/10/2021. Edited.
- ↑ "Alzheimer's disease", NHS, Retrieved 16/10/2021. Edited.
- ↑ "10 Ways to Love Your Brain", alz, Retrieved 16/10/2021. Edited.