إلى وقتنا هذا لم يعرِف الباحِثون وأصحاب الاختصاص بالضّبط ما الذي يُسبب مرض ألزهايمر، إذ تحوم الكثير من النظريات وراء تفسير هذا المرض بطريقةٍ أو بأخرى، وبناءً على رأي العلماء تم توضيح بعض المقترحات التي تُفسّر عوامل خطر الإصابة بالمرض وتعطي إجابة عامة عن طبيعة المرض وأساسه.[١]


أسباب مرض ألزهايمر

يحدُث مرض ألزهايمر نتيجة تراكم أنواع من البروتينات غير الطبيعية داخل خلايا الدماغ وبينها الأميلويد (Amyloid) الذي يترسب على هيئة لويحات تُحيط بخلايا الدماغ، وبروتين التاو (Tau) الذي تُشكّل رواسبه تشابُكات داخِل خلايا الدماغ، وبالتّالي سيُلحق الضّرر بأعصاب الدّماغ خاصةً تلك الأعصاب المسؤولة عن التحكم بالذاكرة، إذ تعمل تلك التشابكات على تعطيل عمل الأعصاب في نقل الرسائل العصبية فيما بينها، مما يؤثر في الوظائف المختلفة كالتفكير، والتذكر، والتعلم، والتخطيط؛ وهكذا وصولًا إلى مرحلة الخرف.[٢][٣]



  • قد تبدأ تلك التغيرات في الدماغ قبل ظهور أعراض ألزهايمر بحوالي 10 سنوات.
  • يعتقد العلماء أن تطور مرض ألزهايمر لا يُعزى لسبب واحد بل إنّه ناتج تجمع العديد من العوامل المختلفة كالعوامل الجينية والبيئية ونمط الحياة.




عوامل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

يعتقد العلماء وأصحاب الاختصاص أن هنالك مجموعة من العوامل قد تزيد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وعلى الرغم من أن بعضها لا يمكن التحكم به وتغييره كالعمر أو التاريخ العائلي أو الوراثة؛ إلّا أن هنالك العديد من العوامل الأُخرى التي يمكن التحكم بها وتنظيمها في سبيل تقليل خطر الإصابة بالزهايمر،[٤] وتشمل عوامل خطر الإصابة بالزهايمر ما يلي:

  • العمر: إن التّقدّم بالعُمر أكبر عامل خطر معروف للإصابة بمرض ألزهايمر وأمراض الخرف الأخرى، إذ لوحِظ بأنّ مُعظَم المُصابين بمرض ألزهايمر تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر، إذ بعد سن 65 عامًا يتضاعف خطر الإصابة بمرض ألزهايمر كل خمس سنوات، أمّا بعد سن 85 يكون الخطر قارب من الثلث، أي ثلث الأشخاص الذين يصلون لعمر 85 سنة فما فوق معرضين لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر.[٤]
  • التعرض لإصابة في الرأس: فقد أظهرت بعد الدراسات وجود علاقة تربط بين إصابة الرأس وتطور مرض ألزهايمر.[١]
  • الحالات الطّبية التي تُؤثّر بالقلب والأوعية الدموية: مثل ارتفاع الضغط الدم الشرياني، أو ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، أو مرض السّكري، فهذه الأمراض يُمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.[٥]
  • متلازمة داون: على الرغم من عدم وضوح السبب، إلّا أنّ الأشخاص أصحاب متلازمة داون يصابون بمرض الزهايمر على عمر الثلاثين أو الأربعين في غالب الحالات.[١]
  • الجنس: أثبتت الدراسات أن النساء معرضات لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر أكثر من الرجال.[١]
  • لون البشرة: إذ لوحِظ أنّ أصحاب البشرة البيضاء معرضين أكثر لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر عن غيرهم.[٦]
  • عوامِل أُخرى: قد تؤثر بعض العوامل البيئية والمجتمعية الأُخرى في زيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر؛ ومنها:[٣]
  • التلوث الجوي.
  • عادات النوم السيئة كعدم الحصول على ساعات كافية من النوم.
  • التدخين أو الجُلوس مع أشخاص مُدخّنين بكثرة.
  • الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.


ما زالت الأبحاث قائمة حول مدى حقيقة ارتباط المستوى التعليمي أو النظام الغذائي أو بيئة الفرد بخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لكن يمكن القول إن الدليل العلمي متجه أكثر لإثبات أن أسلوب الحياة الصحي القائم على نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية والتوقف عن التدخين وغيره لا يمكنه الوقاية من خطر السرطانات وأمراض القلب والسكري فحسب؛ بل إنه يؤثر في خطر الإصابة بأمراض التدهور الإدراكي مثل ألزهايمر.[٧]


هل مرض ألزهايمر وراثي؟

ليس شرطًا، إذ لا يعني إصابة أحد أفراد العائلة بألزهايمر أن جميع أفراد العائلة قد يصابون بالزهايمر بالضرورة؛ إلّا أنّه يُشكل أحد عوامل الخطر التي قد ترفع احتمالية الإصابة ولا تؤكدها،[٨] ومن العوامل الوراثية التي يمكن أن تُفسّر ذلك هو وُجود خلل في أحد أشكال الجينات الذي يُدعى بجين صميم البروتين الشحمي إي (APOE)، إذ يزيد حدوث أي تغير في ذلك الجين من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، ولحسن الحظ لا يؤكد وجود تغيير أو طفرة في ذلك الجين الإصابة بالزهايمر؛ إذ يحمل 25% - 30% من سكان العالم تلك الصفة وليس جميعهم مصابين بالزهايمر، إلى جانب ذلك حدد العلماء ارتباط حدوث طفرات نادرة في 3 جينات معينة في حتمية الإصابة بالزهايمر إن ورث الشخص أيًّ منها، لكن لا تتعدى نسبة الأشخاص الحاملين لتلك الطفرات سوا 3% من بين سكان العالم.[٩]


هل يمكن الوقاية من مرض ألزهايمر؟

نعم، هنالك العديد من العوامل التي من شأنها أن تساعد على الوقاية من ألزهايمر إن تم التحكم بها بصورة صحيحة؛ وذلك يتضمن:[١٠]

  • الانتظام بممارسة التمارين الرياضية.
  • اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
  • الحِفاظ على الوزن الصّحي.
  • إدارة مرض السّكري.
  • الحفاظ على نشاط الدماغ طوال الوقت من خلال مواصلة تعلم كل ما هو جديد، أو التدرب على لغة جديدة، أو ممارسة الألعاب الذهنية وغيرها من الوسائل التي تساهِم في الحفاظ على نشاط الدماغ لطوال العمر.



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Arefa Cassoobhoy, MD, MPH (17/11/2020), "Causes of Alzheimer's Disease", webmd, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  2. "Alzheimer's disease", nhs, 5/7/2021, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Sanjana Gupta (6/8/2021), "Causes and Risk Factors of Alzheimer’s Disease", verywellmind, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Causes and Risk Factors for Alzheimer's Disease", alz, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  5. Christopher Melinosky, MD (3/2/2021), "Understanding Alzheimer's Disease: the Basics", webmd, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  6. Dr Colin Tidy (2/5/2018), "Alzheimer's Disease", patient, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  7. "Alzheimer's Disease and Related Dementias", cdc, 26/10/2020, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  8. "What Causes Alzheimer's Disease?", nia, 24/12/2019, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  9. "Alzheimer's disease", mayoclinic, 26/6/2021, Retrieved 2/10/2021. Edited.
  10. Markus MacGill (22/9/2020), "What to know about Alzheimer's disease", medicalnewstoday, Retrieved 2/10/2021. Edited.