يعتبر مرض الزهايمر من الحالات المرضية التي تتطور مع مرور الوقت، ويؤدي إلى فقدن الذاكرة، وانخفاض القدرة على التفكير وأداء المهام اليومية البسيطة، فما هي أعراضه وأسبابه؟ وكيف يتم علاجه؟[١]

ما هو مرض ألزهايمر؟ 

يعرف مرض ألزهايمر (Alzheimer’s disease) بأنه حالة عصبية تؤثر في خلايا الدماغ وتؤدي إلى فقدان الذاكرة وتراجع الأداء المعرفي للشخص، وهو أكثر أشكال الخرف شيوعاً،[٢][٣] ومن الجدير بالذكر أن الدماغ البشري يحتوي على ملايين الخلايا العصبية التي تعمل على تخزين الذكريات وتحدد شخصية الإنسان وتكسبه العادات الجديدة، وتساعد النواقل العصبية (مواد كيميائية) على نقل الإشارات بين خلايا الدماغ، ويؤثر مرض ألزهايمر في هذه الخلايا والنواقل العصبية؛ مما يؤدي إلى تشويش الذاكرة، وانخفاض القدرة على التفكير وتغيير السلوك مع مرور الوقت، وبالتالي فإن مريض ألزهايمر يحتاج إلى رعاية دائمة مدى الحياة.[٤] 


أعراض مرض ألزهايمر

تتقدم أعراض مرض الزهايمر ببطء على مدار عدة سنوات، ويختلف معدل تقدمها من شخص لآخر، ففي بعض الأحيان تكون الأعراض متداخلة مع حالات أخرى؛ مثل: الشيخوخة، وعادةً تكون مشاكل الذاكرة من العلامات الأولية لمرض الزهايمر، فقد يواجه المريض صعوبة في تذكر الأشياء مما يؤدي إلى تكرار الأسئلة والمحادثة ونسيان المواعيد والأحداث، وتنقسم أعراض مرض ألزهايمر إلى ثلاث مراحل أساسية تشمل ما يلي:[٥][٢]


مرض ألزهايمر البسيط 

يعاني مرضى ألزهايمر من فقدان الذاكرة ومواجهة صعوبات في معرفة الأشياء، وقد تشمل الأعراض ما يلي:[٦]

  • التجول والضياع. 
  • مواجهة مشاكل في التعامل المال ودفع الفواتير. 
  • تكرار الأسئلة. 
  • استغراق وقت طويل في إنجاز المهام اليومية. 
  • تغير في سلوك وشخصية المريض.


مرض ألزهايمر المتوسط 

يؤثر مرض الزهايمر في هذه المرحلة على مناطق الدماغ التي تتحكم باللغة والتفكير والوعي والمعالجة الحسية. وتشمل الأعراض ما يلي:[٧]

  • عدم القدرة على تمييز الأصوات والروائح. 
  • المعاناة من فقدان الذاكرة والاضطراب. 
  • عدم القدرة على معرفة أفراد العائلة والمعارف. 
  • فقدان القدرة على تعلم أمور جديدة أو التعامل مع المواقف الجديدة. 
  • صعوبة أداء المهام التي تتطلب خطوات عديدة؛ مثل: ارتداء الملابس. 
  • المعاناة من الهلوسة والأوهام والذعر. 
  • التصرف بشكل مندفع.


مرض ألزهايمر الشديد 

يؤثر مرض الزهايمر في هذه المرحلة على كافة الدماغ حيث تتقلص أنسجة الدماغ بشكل كبير.[٧] وتشمل أعراض هذه المرحلة ما يلي:[٨]

  • انخفاض القدرة على التعرف على الآخرين. 
  • تراجع القوة الجسدية؛ مثل: انخفاض القدرة على المشي والحديث. 
  • مواجهة صعوبة في تناول الطعام، حتى مع مساعدة الآخرين. 
  • المعاناة من الانطوائية بشكل واضح. 
  • الميل إلى عدم الحركة، وقضاء الكثير من الوقت في السرير، أو على الكرسي المتحرك. 
  • انخفاض القدرة على التفاعل مع الآخرين، باستثناء محاولة التحدث أو الابتسام أحياناً. 


أسباب مرض ألزهايمر

يمكن أن يحدث مرض الزهايمر نتيجة الأمور التالية:[٤]

  • تشكل اللويحات الشيخوخية (Amyloid plaques): وهي عبارة عن ترسبات تتشكل خارج خلايا الدماغ؛ تمنع انتقال الإشارات داخل الدماغ بشكل صحيح. 
  • التشابك الليفي العصبي (Neurofibrillary tangles): وهو عبارة عن ترسبات تتشكل داخل خلايا الدماغ؛ تؤدي إلى موت الخلايا نتيجة منع وصول الطعام والطاقة إليها، مما يسبب الإصابة بالخرف الذي يزداد سوءً مع مرور الوقت. 
  • موت الخلايا العصبية: التي تؤدي إلى تقلص قشرة الدماغ؛ التي تتحكم بالذاكرة اللغة والقدرة إلى إصدار الأحكام.




من الجدير بالذكر أنه لم يتم اكتشاف السبب الذي يؤدي إلى هذه الأمور، ولكن قد تؤدي العوامل البيئية، كمشاكل جهاز المناعة أو اختلال مستويات المواد الكيميائية في الجسم إلى ذلك.




 ما هي عوامل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر؟

تشمل عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الزهايمر ما يلي:[٩]

  • التقدم بالعمر: يعتبر العمر من أكبر عوامل الخطر التي تؤدي للإصابة بمرض الزهايمر؛ حيث يصيب مرض الزهايمر الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً؛ إذ يتضاعف خطر الإصابة بالمرض كل خمس سنوات تقريباً. ومن الجدير بالذكر أن 1 من أصل 6 أشخاص فوق سن الثمانين يكون مصاب بالخرف. 
  • الجنس: يبلغ عدد النساء المصابات بالزهايمر والتي تزيد أعمارهم عن 65 عام ضعف عدد الرجال. 
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بألزهايمر: يزيد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر إذا كان أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى مصاباً به.[١٠]
  • أصحاب البشرة البيضاء.[١٠]
  • الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات خطيرة في الرأس.[١٠]
  • اتباع نمط حياة غير الصحي: الذي قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية، مثل: التدخين وقلة الحركة واتباع نظام غذائي غير صحي.[١٠]
  • الأشخاص المصابون بمتلازمة داون.[١٠]


كيف يتم تشخيص مرض ألزهايمر؟ 

لا يوجد اختبار واحد يمكنه تشخيص الإصابة بمرض ألزهايمر؛ إذ يتم تشخيص مرض ألزهايمر عن طريق تحديد وجود بعض الأعراض واستبعاد الأسباب الأخرى التي تؤدي للخرف، من خلال إجراء تقييم طبي دقيق يتضمن ما يلي:[١١]

  • فحص التاريخ الطبي للمريض. 
  • تقييم الحالة العقلية. 
  • فحص بدني وعصبي. 
  • اختبارات الدم. 
  • تصوير الدماغ. 


كيف يتم علاج مرض ألزهايمر؟ 

للأسف لا يوجد علاج لمرض ألزهايمر، ولكن توجد بعض الأمور التي تساعد على تأخير تقدم المرض وتجعل التعايش معه أسهل.[١] وتشمل ما يلي:[١٢]

  • مثبطات الكولينستراز (Cholinesterase inhibitors): تساعد هذه الأدوية في علاج أعراض مرض الزهايمر البسيط إلى المتوسط، وتشمل: دونيبيزيل (Donepezil)، وجالانتامين (Galantamine)، وريفاستيجمين (Rivastigmine). 
  • مثبطات نمدا (NMDA antagonist): تساعد هذه الأدوية على علاج مرض ألزهايمر المتوسط إلى الشديد؛ من خلال منع الناقل العصبي الغلوتامات (Glutamate) من تنشيط مستقبلات NMDA في الخلايا العصبية، مما يحافظ على صحة الخلايا. وتشمل: دواء ميمانتين (Memantine) الذي يمكن تناوله لوحده أو مع مثبطات الكولينستراز.
  • الأدوية التي تعالج التغييرات السلوكية: مثل: الأدوية المضادة للاكتئاب؛ لعلاج الاكتئاب، والقلق، والأرق، والعدوانية، والأدوية المضادة للاختلاج؛ لعلاج السلوك العدواني، والأدوية المضادة للذهان؛ لعلاج الارتياب والهلوسة والاضطرابات، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأدوية تستخدم لفترات قصيرة وفقط في الحالات الشديدة؛ لأن الآثار الجانبية قد تشمل الدوخة مما يزيد من خطر السقوط.[١٣]
  • تغييرات نمط الحياة: تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة على التحكم في مرض الزهايمر؛ مثل: ممارسة التمارين الرياضية والنشاطات الاجتماعية، واتباع نظام غذائي صحي، والحفاظ على بيئة هادئة ومنظمة.[١٤]


كيف يمكن الوقاية من الإصابة بمرض ألزهايمر؟ 

يمكن أن يساعد نمط الحياة الصحي على الوقاية من الإصابة بمرض ألزهايمر، من خلال ما يلي:[٥]

  • التوقف عن التدخين. 
  • تجنب تناول الكحول. 
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن. 
  • ممارسة الرياضة بانتظام أسبوعياً. 
  • الحفاظ على حياة اجتماعية نشطة. 
  • التحكم بضغط الدم ومستويات سكر الدم والكوليسترول.[١٥]
  • خسارة الوزن الزائد.[١٥]
  • تجنب النشاطات الخطرة التي قد تؤدي لإصابة الرأس.[١٥]


المراجع

  1. ^ أ ب " What Is Alzheimer’s Disease? ", verywellmind, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "What to know about Alzheimer's disease", medicalnewstoday, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  3. " Alzheimer's disease", dementia, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Alzheimer's disease", healthdirect, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  5. ^ أ ب " - Alzheimer's disease ", nhs, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  6. "Alzheimer's disease", mayoclinic, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  7. ^ أ ب " Alzheimer's Disease Fact Sheet ", nia, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  8. " Signs and Symptoms of Alzheimer's Disease ", verywellhealth, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  9. " Risk factors: Who gets Alzheimer's disease?", alzheimers, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج "Alzheimer's Disease", patient, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  11. "Alzheimer's Disease", radiologyinfo, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  12. "treatment of alzheimer disease", uptodate, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  13. " Alzheimer's Disease ", clevelandclinic, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  14. "Alzheimer's Disease", hopkinsmedicine, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  15. ^ أ ب ت " Can You Prevent Alzheimer’s Disease? ", webmd, Retrieved 18/12/2021. Edited.