آثار الجلطة الدماغية على الذاكرة

يتحدد تأثير للجلطة الدماغية على الدماغ بالمنطقة من الدماغ التي حدثت فيها، فعندما تؤثر في الذاكرة هذا يعني أنها أصابت أماكن معالجة أو حفظ الذاكرة في الدماغ، إلا أن هذا لا يعني عدم قدرة الشخص على استعادتها بشكل جزئي وتدريجي وذلك باتباع الخطة العلاجية الموصوفة من قبل الطبيب، لإضافة للتحلي بالصبر وعدم فقدان الأمل.

آثار الجلطة الدماغية على الذاكرة

تسبب الجلطة الدماغية العديد من التأثيرات الضارّة في الذاكرة، وخاصة في الأسابيع والأشهر الأولى، ويكون التأثير وفق التالي:^[١][٢]

• التأثير في الذاكرة قصيرة المدى أكبر من تأثيره على المدى الطويل في غالب الحالات: وهذا يعني أن المريض قد يتذكر أمورا حدثت قبل 10 سنوات، ولكنه سيواجه صعوبة في تذكر شيء قيل للتو.
• التأثير في الذاكرة اللفظية: مثل تسمية الأشخاص المحيطين أو الأشياء المُحيطة.
• التأثير في الذاكرة المرئية: مثل التعرف على الوجوه أو الأماكن.
• حدوث مشاكل في تذكر المعلومات بشكل عام: ولكن لا ينفي هذا قدرة المريض على تعلم مهارات جديدة والاحتفاظ بها.

أسباب فقدان الذاكرة بعد السكتة الدماغية

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الذاكرة بعد الجلطة الدماغية، ومنها نذكر التالي:^[٣][٤]

• فقدان مناطق معينة في الدماغ لوظيفتها الطبيعية: ويكون هذا نتيجة الجلطة التي ألحقت الضرر بهذه المنطقة، علمًا أن كل منطقة في الدماغ لها وظيفة أو قدرة معينة،
• فقدان الخلايا العصبية في الدماغ: ويعدّ هذا شائعًا، نتيجة انخفاض التروية الدموية للمنطقة المُصابة بالجلطة.
• حدوث مشاكل في التركيز: يعاني معظم الأشخاص من مشاكل في الذاكرة بعد الجلطة الدماغية نتيجة حدوث مشاكل في التركيز، نظرًا لعدم قدرة الشخص على تذكر ما قيل له إن كان لم يستطع التركيز عليه، وبهذا يعد تحسين التركيز من الأمور التي تساعد على تحسين مشاكل الذاكرة.^[١]
• حدوث المشاكل العاطفية: تسبب بعض المشاكل العاطفية مثل القلق صعوبة في التركيز، فيشعر الشخص كما لو أن لديه مشاكل في الذاكرة نفسها.^[١]

أعراض فقدان الذاكرة

عادة ما تكون درجة فقدان الذاكرة تعتمد على عمر المريض، وشدة الجلطة الدماغية، ومكان حدوثها في الدماغ، وقد تشمل أعراض فقدان الذاكرة بعد الجلطة الدماغية ما يلي:^[٥]

• حدوث ارتباك أو مشاكل في الذاكرة قصيرة المدى.
• التجول أو الضياع في أماكن مألوفة.
• صعوبة اتباع التعليمات.
• بطء الحركة والتفكير.
• قلة الانتباه.
• عدم القدرة على القيام بمهام بسيطة.
• مواجهة صعوبة في تذكر ما قيل له للتو، أو ما هو على وشك القيام به.
• مواجهة صعوبة في تذكر تواريخ مهمة، أو نسيان موعد مهم، أو الأماكن التي يضع بها أشيائه، أو أسماء المحيطين.

علاج فقدان الذاكرة

قد يصف الطبيب الأدوية أو المكملات التالية لعلاج فقدان الذاكرة، ومنها ما يلي:^[٦][٧]

• فيتامين ب 12: يحافظ هذا الفيتامين على صحة الخلايا العصبية، ويساهم في تحسين الذاكرة.
• مثبطات الكولينستراز: تعمل هذه الأدوية على منع تحطم الناقل العصبي المهم للذاكرة والذي يدعي أستيل كولين، كما تساهم هذه الأدوية بدعم التواصل بين الخلايا العصبية، وتحسين الذاكرة، ومن أمثلتها: دونيبيزيل (Donepezil) من أسمائه التجارية: ®Aricept.
• منظمات الجلوتامات: تساعد هذه الأدوية على تحسين الذاكرة، والانتباه، والقدرة على أداء المهام البسيطة من خلال تنظيم نشاط ناقل عصبي يساعد الدماغ على معالجة المعلومات، ويسمى هذا الناقل الجلوتامات، ومن أمثلة هذه الأدوية: ميمانتين (Memantine) من أسمائه التجارية: ®Ebixa.

نصائح للمساعدة على حل مشكلة فقدان الذاكرة

يمكنك اتباع بعض الإرشادات التي تساعدك على حل مشكلة فقدان الذاكرة بعد الجلطة الدماغية، ومنها نذكر التالي:^[٤][٨]

• كوّن روتينًا عن طريق أداء مهام معينة في أوقات منتظمة خلال اليوم.
• حاول أن تقسّم المهام إلى خطوات بسيطة وقم بكتابة هذه الخطوات على ورق الملاحظات اللاصق، والصقها في المكان الذي تقوم بممارسة النشاط فيه.
• اعتد على وضع الأشياء دائمًا في نفس المكان حيث يمكن رؤيتها أو العثور عليها بسهولة.
• حاول أن تكرر المعلومات المهمة مثل التواريخ والتوجيهات مرارًا وتكرارًا.
• حاول أن تحفز عقلك: إذ إنّ الدماغ يتميز بامتلاكه ليونة تجعله قادرًا على إعادة تنظيم نفسه كما أنه عند تحفيزه، يُمكن للخلايا العصبية أن تتجدد بشكل أسرع أو أن تتأقلم الخلايا الموجودة مع المحفزات الجديدة بحيث تُصبح قادرة على تعلم مهارات جديدة، كما يتميز العقل بقدرته على استخدام مناطق مختلفة لتنفيذ المهام التي كان يؤديها سابقًا بأجزاء أخرى، وبالتالي لتحفزه يمكنك استخدام الألعاب التي تستخدم عقلك، مثل الألعاب المعقدة كالشطرنج، أو ممارسة هواية جديدة، فقد يساعدك هذا على استعادة الذاكرة.
• احرص على تناول غذاء صحي ومتوازن: فالغذاء من الأمور الأساسية الضرورية التي تساعدك على التعافي بالشكل الأمثل، وبالتالي أكثر من الفواكه، والخضراوات الطازجة، والأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية.^[٥]
• حافظ على نشاطك: فممارسة الرياضة تساعد على إحداث تحسن ملحوظ في الذاكرة، والوظائف الإدراكية، بالإضافة إلى تحسين التعافي من الجلطة الدماغية بشكل عام وفق ما وجده الباحثون، وبالتالي انهض من السرير وتحرك قدر الإمكان.^[٥]

نصائح للعائلة والأصدقاء

على الأشخاص المحيطين بالمريض الذي تعرض لمشاكل في الذاكرة نتيجة الجلطة الدماغية أن يتبعوا النصائح التالية لمساعدته، وخاصة الأصدقاء والعائلة:^[٩]

• كن صبورًا: فإذا كنت تحاول تقديم المساعدة للمريض المتضررة ذاكرته فقد يتطلب الأمر وقتًا أطول للرد أو تنفيذ مهمة ما، وبالتالي دعه يأخذ وقته، واشرح المشكلة له بهدوء، وحاول أن تركز على طرق تحسن هذا.
• كن مشجعًا: فكر في طرق تجعل الأمر يبدو ممتعًا، يمكنك على سبيل المثال أن تطهو معه لممارسة مهارات التخطيط وحل المشاكل، كما تحتفل بنجاحاته مهما بدت صغيرة.
• أعط المعلومات بالطريقة الصحيحة: ويكون ذلك من خلال تقسيم المهام إلى خطوات بسيطة، وإعطاء تعليمات بسيطة تلو الأخرى، والتحدث باختصار بأهم الأمور.
• تجنب فعل كل شيء من أجله: من الحكمة أن تدع هذا المريض يقوم ببعض الأشياء بمفرده، ولكن من المفضل أن ترتب المنطقة وتزيل الفوضى، فوجود مساحة خالية وتوافر الأشياء يساعد المريض على أداء بعض المهام بنفسه.
• ساعده على الحصول على الدعم: إذا شعرت أن هناك حاجة إلى زيارة الطبيب فشجع المريض على مُراجعة الطبيب.

هل يمكن للذاكرة المفقودة نتيجة الجلطة الدماغية أن تعود؟

نعم، يمكن أن تتحسن الذاكرة وتعود بمرور الوقت تدريجيًّا، وإما أن يكون هذا من خلال إعادة التأهيل، أو من تلقاء نفسها، أو من تناول بعض الأدوية المرتبطة بالمشاكل الأخرى، مثل القلق، والاكتئاب، ومشاكل النوم، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ أعراض الجلطة الدماغية قد تستمر لسنوات.^[١]