كيفية تشخيص مرض الزهايمر

يلعب تشخيص مرض الزهايمر دوراً هامّاً في إعطاء المريض فرصة للتكيّف والتأقلم مع هذا المرض، فكلمّا تمّ اكتشافه بوقت أبكر كان ذلك أفضل في السيطرة على المرض وأعراضه، وتقديم أفضل طرق العلاج والدعم للمريض، فكيف يتم تشخيص الزهايمر؟^[١][٢]

تشخيص مرض الزهايمر

يعتمد تشخيص الزهايمر بعد استعراض الطبيب لطبيعة ومدى فقدان الذاكرة للمريض على عمل فحوصات مخبرية وتصويرية للدماغ لاستبعاد أي أمراض أخرى قد تكون سبباً لأعراض فقدان الذاكرة عند المريض، وبعد استثنائها يقول الطبيب بأن المريض مصاب بالزهايمر (الفحوصات التصويرية والمخبرية لا تؤكد مرض الزهايمر 100% ولكنها دقيقة بنسبة تتراوح بين 80-90% تقريباً)، ويجدر بالذكر أنّه لا يوجد فحص دقيق بنسبة 100% لتشخيص الزهايمر إلا تشريح الدماغ بعد الوفاة.^[٣][٣][٤]

ما أفضل فحص تصوري لتشخيص الزهايمر؟

أفضل فحص تصويري يعتمده الأطباء لتشخيص الزهايمر هو الصور الطبقية للدماغ (Head CT)، هناك فحوصات تصويرية أخرى مثل الرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير النووي (PET) وهي أعلى دقة قليلاً مقارنة بالصورة الطبقية ولكن تكلفتها أعلى بكثير، وهذا ما جعل الصورة الطبقية الخيار الأفضل.

لمعلومات أكثر تفصيلاً حول فحوصات تشخيص الزهايمر تابع القراءة:

1- السؤال عن الأعراض والفحص السريري

حيث تسبب بعض الأمراض ظهور أعراض تشابه أعراض مرض الزهايمر مثل مشاكل الذاكرة أو التغيرات السلوكية، لذلك تتم الفحوصات التالية:^[٥]

• التاريخ المرضي: يجري الطبيب مراجعة أولية يطرح فيها أسئلة تهدف لمعرفة التاريخ المرضي للمريض وبداية نشوء الأعراض وطبيعة هذه الأعراض.
• الفحص العصبي: تكشف هذه الفحوصات عن وجود مشكلة عصبية أخرى في الدماغ تسبب الأعراض، مثل السكتة الدماغية، ويتضمن الفحص مراقبة:
• ردات الفعل والقدرة على الإحساس.
• القدرة على التحدث.
• حركة العين.

2- الفحوصات المخبرية وصور الأشعة

يتراجع الدور الوظيفي لخلايا الدماغ في مرضى الزهايمر مع تقدم العمر،^[٣] ويمكن الكشف عن ذلك من خلال الفحوصات التصويرية التالية:^[٦][٧]

• الصورة الطبقيّة (CT-SCAN): تكشف هذه الصورة عن التغيّرات في بُنية أو تركيب الدماغ، حيث قد تساعد في رصد أو اكتشاف التغيّرات التي قد تحدث على مستوى الأنسجة الدماغيّة والتي تحدث في المراحل المتأخرة لمرض الزهايمر، وتشمل تلك التغيّرات ضمور الدماغ، واتساع الفراغات بين أنسجة الدماغ،.
• صورة الرنين المغناطيسي (MRI): حيث يمكن لهذا الفحص أن يكشف عن وجود تغيّرات في تدّفق الدم في الدماغ، فكلمّا كان مستوى تدفّق للدم طبيعياً كلما دلّ ذلك على سلامة الخلايا العصبية وعملها بشكل جيّد، كما أنه يستخدم لمتابعة تطور مرض الزهايمر خلال مراحله المختلفة.
• فحص الأمايلويد في الدم (Precivity AD test): يساعد هذا الفحص على الكشف عن وجود بروتين في الدم يسمى الأمايلويد والذي يرتبط وجوده في الدّم بزيادة احتماليّة إصابة الشخص بمرض الزهايمر، حيث إن النتيجة الإيجابية لهذا الفحص تعتبر علامة مميّزة لمرض الزهايمر.

3- اختبارات القدرات المعرفية والإدراكيّة

تهدف هذه الاختبارات لتقييم قدرات المريض في التفكير والتحليل، والإدراك، والقدرة على حل المشكلات البسيطة، ومن أهم هذه الاختبارات، ما يُعرف باختبار فلوشتاين (MMSE) واختبار Mini-cog للزهايمر، ومن أهم المعايير التي تكشف عنها تلك الاختبارات ما يلي:

• مدى إدراك المريض للأعراض التي يعاني منها.
• مدى إدراك المريض بمكان وجوده حالياً، ومعرفته بالوقت والتاريخ.
• قدرة المريض على تذكّر تسلسل معيّن من الكلمات التي ألقيت على مسامعه، وقدرته على إجراء عمليات حسابيّة بسيطة.

كيف يتم اختبار فلوشتاين (MMSE) للزهايمر؟

إنّ اختبار الحالة العقلية أو ما يعرف باختبار (MMSE)، هو عبارة عن نموذج يحتوي 30 سؤالاً يستعملها الأطباء لتقييم وظائف الإدراك للمرضى، حيث يستغرق هذا الاختبار من 5-10 دقائق، وإذا حصل المريض فيه على 20-24 درجة يدّل ذلك على أنه يعاني من خرف بسيط، أمّا إذا حصل على 13-20 درجة يدّل ذلك على أنّ حدّة الخرف معتدلة أو متوسطة، أمّا إذا حصل المريض على أقل من 12 درجة يشير ذلك إلى أنّ مستوى الخرف شديد، وتتضمن أسئلة الاختبار المهام التالية:^[٥]

حفظ سلسلة أو قائمة صغيرة من الأشياء، ثم تسميع الكلمات بالقائمة مرةً أخرى.

القيام بكتابة جملة كاملة مفهومة ذات معنى وصحيحة نحوياً أو لغويّاً.

معرفة اليوم الحالي من الأسبوع، ومن ثم إلحاقه بالتاريخ والشهر والفصل أو الموسم الحالي والسنة الحالية.

كيف يتم اختبار Mini-cog للزهايمر؟ 

وهو اختبار سريع يساعد الأطبّاء المختصين في تحديد مدى حاجة المريض للمزيد من الفحوصات والتقييمات الأخرى، ويتضمّن إجراء الاختبار الخطوات التالية:^[٨]

• إخبار المريض بأسماء 3 أشياء شائعة، ومن ثمّ يجب على المريض إعادة تذكّر تلك الكلمات مرةً أخرى بنفس التسلسل الذي سمعه لتسميعها في وقت لاحق.
• قيام المريض برسم ساعة بكل تفاصيلها موّضح عليها الأرقام الاثني عشر في أماكنها الصحيحة، وقيامه بتحديد الوقت الذي يمليه عليه الطبيب على تلك الساعة بشكل صحيح.
• بعد الانتهاء من رسم الساعة يُطلب من المريض تذكّر الكلمات التي طُلب منه أن يحفظها في بداية الاختبار.

ما هي فوائد التشخيص المبكر لمرض الزهايمر؟

يساعد الاكتشاف المبكّر لمرض الزهايمر في زيادة فعاليّة الأدوية المستخدمة للعلاج، حيث وّجد أنّ الاستجابة لتلك الأدوية تكون في أعلى مستوياتها في المراحل الأوليّة أو المتوسطة للمرض، كما أنّ وجود خطة علاجيّة شاملة تشمل الأدوية والعلاجات الإدراكية السلوكية، إلى جانب التشخيص المبكر يمكن أن يساهم بشكل كبير في تخفيف شدّة الأعراض، والتقليل من التأثيرات السلبيّة لتلك الأعراض على حياة المريض.^[٩]

ما هي الأمراض التي تتشابه أعراضها مع أعراض الزهايمر؟

يمكن للكثير من الحالات المرضية أن تتشابه في الأعراض مع مرض الزهايمر، مثل: نقص فيتامين ب12، وخمول الغدة الدرقية، والسكتة الدماغيّة، ومرض الباركنسون، والأورام الدماغيّة، وتجمّع السوائل في الدماغ نتيجة إصابة جسدية، والاكتئاب، إضافة لاضطرابات النوم، ووجود عدوى بكتيرية في الدماغ، أو الإصابة بأي نوع آخر من أنواع الخرف، لذلك يجب القيام بالفحوصات اللازمة لاستبعاد هذه الحالات قبل تشخيص الزهايمر.^[١٠]