آثار الزهايمر على الدماغ

مرض الزهايمر هو أكثر أنواع حالات الخرف شيوعًا، الذي يؤثر في أجزاء الدماغ المسؤولة عن التفكير، والذاكرة واللغة، ويصاحبه العديد من الأعراض، فما هي آثار الزهايمر على الدماغ؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟^[١]

آثار الزهايمر على الدماغ

يبدأ حدوث التغييرات في الدماغ قبل ملاحظة ظهور الأعراض على المريض غالبا بعشر سنوات، ومن الجدير ذكره أنه يؤثر بداية في تركيب الدماغ، والنواقل العصبية، ومن ثم يمكن ملاحظة ظهور بعض العلامات التحذيرية التي تدل على الإصابة بالزهايمر أو الخرف، ومن هذه الأعراض:^[٢]

زيادة في التشابك الليفي العصبي ولويحات بيتا أميلويد في الدماغ

تؤدي زيادة التشابكات الليفية العصبية وزيادة تراكم بروتين بيتا أميلويد عند مرضى الزهايمر إلى منع نقل الإشارات العصبية بين الخلايا الدماغية، الأمر الذي يؤثر في أداء الدماغ لوظائفه الطبيعية، كما أنها تمنع نقل الغذاء اللازم للخلايا الدماغية، مما يؤدي إلى موتها نهاية.^[٣]

نقص إنتاج النواقل العصبية

عند الإصابة بالزهايمر، تقلّ النواقل العصبية التي تفرزها الخلايا الدماغية التي تعرضت للضرر، والنواقل العصبية هي عبارة عن موادّ كيمائية تستخدمها الأعصاب للتواصل فيما بينها لتناقل الرسائل العصبية المختلفة، ويؤثر نقصانها في الذاكرة والتفكير، وخاصة نقصان النواقل العصبي التالية:^[٣][٤]

• الأسيتيل كولين: له دور في الذاكرة قصيرة المدى وعمليات التعلم، بالتالي تناقصه يساهم في ظهور أعراض المرض.
• الغلوتامات: له دور كبير في الذاكرة والتعلم، وعند موت خلايا الدماغ، فإنها تطلق كميات زائدة من الغلوتامات، ما يزيد تحفيز خلايا الدماغ السليمة على نحوٍ غير طبيعي، وبالتالي تلفها أو موتها في النهاية.

تضرر أجزاء معينة من الدماغ

تتأثر عدّة مناطق في الدماغ عند الإصابة بالزهايمر، التي يمكن أن تتمثل فيما يأتي:^[٥][٢]

• توقف الخلايا العصبية السليمة عن العمل، وفقدان الروابط بينها وبين الخلايا العصبية الأخرى، ما يؤدي إلى موتها في النهاية.
• تلف الفصّ الصدغي: الذي ينعكس على ذاكرة المصاب.
• تضرر الحُصين: وهي المنطقة من الدماغ التي تساعد على تكوين الذكريات الجديدة.
• تلف الفصّ الجداري: الذي يؤثر في اللغة.
• تلف الفصّ الجبهي للدماغ: يؤدي تلفها إلى وجود مشاكل مرتبطة بمعدلات الذكاء، والسلوكيات، والقدرة على اتخاذ القرارات.

الالتهابات المزمنة في الأعصاب

ويحدث ذلك بسبب الآتي:^[٢][٦]

• تراكم الخلايا الدبقية والنجمية في الدماغ: هذه الخلايا تعمل عادة على منع تراكم السموم والخلايا الميتة ولويحات بيتا أميلويد من الدماغ، أما في حالات مرض الزهايمر، فإنّ هذه الخلايا لا تعود قادرة على القيام بذلك، فتبدأ بإطلاق مواد كيميائية تسبب التهابات مزمنة، وتزيد من تلف الخلايا العصبية.
• مشاكل في الأوعية الدموية: وينتج عن ذلك انخفاض تدفق الأكسجين والدم إلى الدماغ، وعدم السماح بوصول السكر اللازم للخلايا، بالإضافة لتراكم الموادّ السامة في الدماغ بدلاً من إزالتها، مثل تراكم بروتينات بيتا أميلويد في شرايين الدماغ، إضافةً لارتباط الأوعية الدموية بالإصابة بحالات أخرى ترتبط بالإصابة بالزهايمر؛ مثل تصلب الشرايين، والسكتات الدماغية، وهذا يؤدي في النهاية للإصابة بالالتهابات، التي تزيد من مشاكل الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ.^[٧]

آثار أخرى مصاحبة لمرض الزهايمر

عادةً ما تكون مشاكل الذاكرة من أولى العلامات التحذيرية لمرض الزهايمر، ويكون المريض على وعي بذلك بداية، إلا أنه ومع تقدم المرض وزيادة الضرر الذي يقع على الدماغ فإن الأعراض التي تظهر على المريض تزداد كذلك، وفيما يلي توضيحا لبعض العلامات التي تظهر مبكرا على الشخص، بالإضافة للعلامات التي تظهر في المراحل المتقدمة:

الأعراض المبكرة للزهايمر

وقد يعاني الشخص المصاب بأعراض أخرى، ومنها ما يأتي:^[١]

• فقدان الذاكرة بشكلٍ يعيق ممارسة الحياة اليومية، مثل الضياع في الأماكن المألوفة.
• عدم القدرة على التعامل مع الأمور المالية، مثل دفع الفواتير.
• تكرار طرح السؤال أكثر من مرة.
• تغيرات في المزاج أو الشخصية أو السلوك.
• صعوبة إتمام المهام المعتاد عليها، سواء في المنزل أو العمل.

أعراض تقدم المرض

قد تظهر أعراض أخرى مع تقدم الحالة، ومنها ما يأتي:^[٨][٩]

• تراجع ملحوظ في مهارات الذاكرة والتفكير، والتواصل، واستخدام اللغة.
• الحاجة إلى المزيد من المساعدة للقيام بالأمور اليومية؛ مثل ارتداء الملابس، وتناول الطعام، واستخدام المرحاض، واستخدام الهاتف.
• تغيرات في أنماط النوم.
• مشاكل في المشي.
• زيادة الشعور بالخوف والرّيب لدى المصاب، وزيادة حاجته إلى طمأنته ممن هم حوله.
• صعوبة في بلع الطعام.
• الهلوسة والأوهام.
• حدوث نوبات صرع.

عوامل خطر الإصابة بالزهايمر

لا يعرف على وجه التحديد ما الذي يؤدي للإصابة بالزهايمر، ولكن يعتقد- وفقاً للدراسات حتى الآن- أنّ التقدّم في السنّ هو أقوى عوامل الخطر، وقد يرتبط أيضاً بوجود بعض العوامل التي قد تؤدي لزيادة احتمال الإصابة به، مثل:^[٣]

• وجود تاريخ مرضي للإصابة بالزهايمر.
• التعرض لإصابة في الرأس.
• المصابين بمتلازمة داون، حيث تبين أنهم أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر.
• الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل ارتفاع الكوليستيرول، وارتفاع الضغط.

الوقاية من الزهايمر

تشير الدراسات إلى أنّه يمكن تقليل مخاطر التعرض لتراجع القدرات المعرفية، أو الخرف، من خلال ممارسة الآتي:^[١٠]

• ممارسة الرياضة.
• الحفاظ على نظام غذائي صحي، والتحكم في الوزن.
• تجنب التدخين والكحول.
• الحفاظ على ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول والسكر في الدم.
• تلقي اللقاحات ضدّ الإنفلونزا والالتهابات الرئوية، قد يكون له دور بخفض خطر الإصابة بالزهايمر.^[١١]
• القيام دوماً بالأنشطة التي تمرّن الدماغ على تحسين الإدراك؛ مثل القراءة وتعلم اللغات والعزف والتطوع وغيرها.^[١١]

متى يجب رؤية الطبيب؟

ينصح بمراجعة الطبيب لإجراء فحصاً شاملاً والحصول على تشخيص الحالة، في حال القلق بشأن الذاكرة، أو المهارات الأخرى المتعلقة بالتفكير، نظراً لأنّ ظهور أعراض مثل فقدان الذاكرة والخرف، قد يكون نتيجة لعدّة أسباب غير الزهايمر، وبعضها قابل للعلاج.^[٩]