ما هو الصلب المشقوق؟

الصلب المشقوق أو السنسنة المشقوقة (spina bifida) هو إحدى أنواع العيوب التي تصيب الأنبوب العصبي عند الجنين حيث لا تتشكّل الفقرات المحيطة بالحبل الشوكي بالشكل الصحيح، وبالتّالي فإنّ الطفل يولد ولديه بروز في النخاع الشوكي يظهر من خلال فتحة في الظهر، قد يكون هذا البروز كبير جدًّا في بعض الحالات وقد يكون صغير وأعراضه خفيفة في حالات أخرى.[١]


نسبة تكرار حدوث الصلب المشقوق

يؤثّر الصلب المشقوق على طفل واحد من بين 2500 طفل من المواليد الجدد حول العالم، حيث يعتبر الصلب المشقوق إحدى أكثر أنواع عيوب الأنبوب العصبي شيوعًا.[٢]


أعراض الصلب المشقوق

نذكر فيما يلي أبرز أعراض الصلب المشقوق:

  • ظهور دمامل صغيرة وبعض خُصل الشعر أو شامة في الظهر مكان بروز النخاع الشوكي، وتعتبر هذه إحدى الأعراض التي تظهر مبكّرًا وقد تدل على الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي المغلق الذي هو إحدى أنواع الصلب المشقوق.[٣]
  • ظهور كيس مليء ببعض السوائل مكان بروز النخاع الشوكي، وقد يكون هذا الكيس مغطّى بطبقة من الجلد، وفي حالات أخرى قد تبقى أنسجة النخاع الشوكي غير الطبيعية مكشوفة من دون غطاء، ويظهر هذا العرض في بعض أنواع السنسنة المشقوقة.
  • حدوث مشاكل في الجلد: مثل: ظهور تقرحات، وبثور، وحروق على الجلد في مناطق الجسم التي يقع عليها ضغط مستمر مثل: الورك، أو القدم، أو الكاحل.[٤]
  • حدوث خلل في وظيفة الأمعاء والمثانة: حيث يبرز هذا الخلل من خلال الإصابة بسلس البول، أو الإصابة بعدوى المسالك البولية، أو قد يحدث خلل في عملية التبرز عند المصاب.[٤]
  • الإصابة بالشلل: حيث يصبح المريض غير قادر على الحركة، ولكن يختلف مقدار الشلل بين المصابين بناء على موقع بروز النخاع الشوكي ومدى حدّة هذا البروز.[٤]
  • مواجهة صعوبات في التعلم: حيث يصبح لدى المريض مشكلة في تركيز الانتباه نحو الأشياء مع وجود صعوبة في تعلم القراءة واللغة والرياضيات، ويبرُز هذا العَرَض عند المصابين بالصلب المشقوق الكيسي السحائي الشوكي الذي هو إحدى أنواع الصلب المشقوق. [٥][٣]
  • حدوث مشاكل ومضاعفات في الجهاز العصبي: حيث يصاب المريض بتضخم في الرأس نتيجة التراكم الغير طبيعي للسائل النخاعي داخل الدماغ.[٥]


أنواع الصلب المشقوق

يوجد 4 أنواع رئيسية للتصلب المشقوق ويوجد لكل نوع أعراضه الخاصة به، وهي:[٣]

  • الصلب المشقوق الخفي: لا يظهر عند الإصابة بهذا النوع عادة أي أعراض أو تكون أعراضه بسيطة لأنّ العيب الحاصل في إحدى الفقرات أو بعض الفقرات المحيطة بالنخاع الشوكي يكون صغير.
  • عيوب الأنبوب العصبي المغلق: يوجد في هذا النوع أكثر من خلل في النخاع الشوكي يرتبط بالعظم، والدهون، وأغشية الدماغ، ويترتب على ذلك بعض المضاعفات مثل: فقدان الحركة بشكل جزئي إضافةً إلى وجود مشكلة في عمل الجهاز البولي والأمعاء.
  • الصلب المشقوق الكيسي السحائي: يعتبر هذا النوع أكثر صعوبة من ما سبق ذكره، حيث يبرُز جزء من الغشاء المحيط بالنخاع الشوكي من خلال فتحة في الظهر ويترتب عليه إمّا أعراض خفيفة أو حدوث شلل كلّي مع وجود مشكلة في عمل الأمعاء والمثانة أو ربّما لا يرافقه ظهور أي أعراض.
  • الصلب المشقوق الكيسي السحائي الشوكي: وهو النوع الأكثر خطورة، لأنّ الذي يبرُز من خلال فتحة الظهر هو النخاع الشوكي نفسه وقد يؤدي هذا إلى الإصابة بالشلل الكلي أو الجزئي أسفل -يبدأ من أسفل فتحة البروز- بحيث يصبح الطفل غير قادر على المشي مع وجود مشكلة في عمل المثانة والأمعاء.


أسباب الصلب المشقوق وعوامل الخطر المرتبطة به

ما زال السبب الأساسي لحدوث الصلب المشقوق غير معروف عند الأطباء والباحثين، لكنّ لوحظ بأن المرض ينتشر أكثر عند الإناث من ذوات البشرة البيضاء، كما يوجد العديد من عوامل الخطر المرتبطة بالوراثة، أو التغذية، أو البيئة المحيطة والتي قد تلعب دور في حدوث المرض،[٤] وهي كالتالي:

  • نقص حمض الفوليك أسيد: حيث يزيد نقص حمض الفوليك من خطر الإصابة بالصلب المشقوق.[٦]
  • تناول بعض أنواع الأدوية: قد يكون هناك فرصة لإصابة الطفل بالصلب المشقوق إذا تناولت الأم بعض أنواع الأدوية خلال فترة حملها مثل: الأدوية المضادة للصرع كدواء حمض الفالوبرويك. [٧]
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم: حيث تشير بعض الأدلة إلى أنّ ارتفاع درجة حرارة جسم المرأة بشكل كبير في الأسابيع الأولى من حملها قد يؤدي إلى إصابة الطفل بالصلب المشقوق.[٧]
  • إصابة أحد أفراد العائلة بعيوب الأنبوب العصبي: إذا كان أحد الأطفال الذين أنجبهم الوالدين مصابًا بالصلب المشقوق فإنّ هناك فرصة بسيطة لأن يكون أحد الأطفال الآخرين مصابًا بذات المرض.[٧]
  • الإصابة بمرض السكري: تزيد خطورة إصابة الطفل بالصلب المشقوق إذا كانت الأم الحامل مصابة بمرض السكري غير المسيطر عليه.[٧]
  • الإصابة بالسمنة: قد يصبح الطفل أكثر عرضة للإصابة بعيوب الأنبوب العصبي ومنها الصلب المشقوق إذا كانت الأم تعاني من السمنة قبل حدوث الحمل.[٧]


تشخيص الصلب المشقوق

يعتمد تشخيص الصلب المشقوق للجنين خلال فترة الحمل على 3 فحوصات هي:[٨]

  • عمل صور الأشعة من نوع سونار (ألتراساوند): حيث يمكن من خلالها الكشف عن العيوب الموجودة في الظهر والنخاع الشوكي عند الطفل.
  • فحوصات الدم: يهدف هذا الفحص إلى قياس نسبة بروتين يسمى ألفا فيتو بروتين، حيث يتم أخذ عينة دم من الحامل في الفترة ما بين الأسبوع 16 إلى الأسبوع 18 من الحمل، فإذا كان هذا البروتين مرتفعًا بنسبة 75% إلى 80% فإنّ الجنين قد يكون مصاب بالصلب المشقوق.
  • فحص السائل الأمنيوني: يتواجد هذا السائل داخل رحم الأم حيث يتم أخذ عينة منه لقياس نسب البروتينات فيه للكشف عن إصابة الجنين بالمرض.


علاج الصلب المشقوق

لا يوجد علاج خاص للتصلب المشقوق، لكن يلجأ الأطباء إلى بعض الطرق العلاجية للتخفيف من شدة أعراض المرض ومنع حدوث المضاعفات، وهي كالآتي:[٩]


علاج ما قبل الولادة

يعتمد العلاج هنا على إجراء جراحة للجنين وهو في رحم أمّه من أجل إصلاح عيوب الأنبوب العصبي أو التقليل منها، لكن لا يتم إجراء هذه الجراحة لجميع الحالات، إذ يتم إجرائها فقط في الحالات الشديدة للغاية.[٩]


علاج الطفل بعد الولادة

لا تحتاج الحالات البسيطة من المرض عادةً أي علاج، لكن قد تتطلب الحالات الشديدة عملية إجراء جراحية لإصلاح الخلل الحاصل في النخاع الشوكي، كما يمكن اتباع بعض الطرق العلاجية الأخرى، مثل: العلاجات الدوائية، وممارسة بعض التمارين، والعلاج السلوكي، ومن الجدير بالذكر أن اتباع هذه العلاجات يعتمد على شدة المرض، ونوع الصلب المشقوق، وعمر الطفل، وصحته العامة.[٩][١٠]


علاج مضاعفات المرض

ويكون ذلك بعدة طرق أبرزها ما يلي:[٧]

  • مساعدة المريض على المشي واستخدام وسائل تفيده في الحركة والتنقّل.
  • استخدام أدوات لتسهيل حياة المريض اليومية مثل: كرسي الاستحمام، وكرسي المرحاض، والإطارات التي تساعده على الوقوف.
  • علاج الأعراض المرتبطة بالمثانة ويكون ذلك من خلال: تناول العلاجات الدوائية، واستخدام أنبوب خاص لإفراغ المثانة من البول، والعمليات الجراحية، أو قد يتم اللجوء إلى جميع هذه الطرق مع بعضها البعض.
  • علاج الأعراض المرتبطة بالأمعاء ويكون ذلك من خلال: تناول العلاجات الدوائية الفموية أو التحاميل، أو استخدام الحقن الشرجية، والجراحة أو قد يتم اللجوء إلى جميع هذه الطرق مع بعضها البعض.
  • اللجوء إلى الجراحة لعلاج تضخم الرأس إذا كان المريض يعاني منه.


الوقاية من الصلب المشقوق

من أبرز طرق الوقاية من الصلب المشقوق ما يلي:[١١][٨]

  • تناول حمض الفوليك أسيد في الأسابيع الأولى من الحمل وهو من أهم طرق الوقاية من المرض، لأنّه يقلل من خطر إصابة الجنين بالصلب المشقوق بنسبة تصل إلى 70%.
  • تجنب تعريض جسم الحامل إلى درجات الحرارة المرتفعة سواء من خلال أحواض الماء الساخنة جدًّا أو حمامات البخار.
  • السيطرة على زيادة الوزن إذا كانت المرأة الحامل تعاني من السمنة.
  • السيطرة على مستويات السكر في الدم إذا كانت الحامل تعاني من مرض السكري.


المراجع

  1. "What Is Spina Bifida?", webmd, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  2. "Spina bifida", medlineplus, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Spina Bifida", childrenshospital, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Living with Spina Bifida: Toddlers and Preschoolers", cdc, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Spina Bifida Fact Sheet", ninds.nih, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  6. "Global Birth Prevalence of Spina Bifida by Folic Acid Fortification Status: A Systematic Review and Meta-Analysis", aphapublications, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح "Spina bifida", mayoclinic, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Spina Bifida", clevelandclinic, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Spina bifida", ucsfbenioffchildrens, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  10. "Spina bifida", beaconhealthsystem, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  11. "Spina Bifida", aans, Retrieved 13/10/2021. Edited.